الأحد 2016/07/24

آخر تحديث: 13:51 (بيروت)

موسكو ترفض عرض الجبير..لأسباب عديدة

الأحد 2016/07/24
موسكو ترفض عرض الجبير..لأسباب عديدة
سابونينا: مصالح موسكو في الشرق الأوسط هي أبعد من مسالة دعم الأسد أو أي سياسي آخر (ريا نوفوستي)
increase حجم الخط decrease
الاقتراح الذي قدمه وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إلى روسيا، بمنحها حصة في الشرق الأوسط تجعلها أقوى مما كان عليه الاتحاد السوفياتي، مقابل التخلي عن الأسد في سوريا، أثار ردود فعل غاضبة من قبل معظم الصحف والمواقع الروسية.


وكالة "ريا نوفوستي" نقلت عن مستشار مدير "المعهد الروسي للأبحاث الإستراتيجية" ايلينا سابونينا قولها، إن "السيد الجبير، هو وزير شاب، نشيط، والذي كما يبدو، تنقصه الخبرة الدبلوماسية والسياسية حتى يقيم دوراً روسيا على المسرح العالمي ووزنها. هذا الوزن لا يُقيم بالدولارات النفطية أو الريالات السعودية". وأكدت سابونينا، أن "مصالح موسكو في الشرق الأوسط هي أبعد من مسالة دعم الأسد أو أي سياسي آخر".


وتشير هذه الخبيرة، كما تدعوها الوكالة، إلى أن "مقاربة هذا الأمر على هذا النحو البدائي (..) يبدو مستغرباً جداً، ويقول بعدم خبرة وزير الخارجية السعودية في المسائل الدقيقة للسياساسات العليا".


من جهة ثانية، قالت صحيفة "vzgliad"، الموالية للكرملين، في مقالة نشرتها الجمعة، إن المملكة العربية السعودية "قدمت إلى روسيا عرضاً غير لائقٍ". فقد وعد وزير خارجية المملكة، مقابل التخلي عن دعم الأسد "بمنح موسكو حصة في الشرق الأوسط تجعل روسيا قوة أكبر مما كان عليه الاتحاد السوفياتي". إن روسيا "لن تُقدم ابداً على صفقة مماثلة، لكن مع ذلك، بوسعها تماماً أن تحصل على الاستثمارات العربية".


وتقول الصحيفة "هذا، بالطبع، ليس تصريحاً دبلوماسياً، فالسعوديون كانوا يقولون مثل هذه الأشياء من قبل خلف الأبواب المغلقة. فمنذ ثلاث سنوات، على سبيل المثال، في آب العام 2013، وبعد زيارة الأمير بندر (بن سلطان)، أمين عام مجلس الدفاع ورئيس المخابرات العامة في العربية السعودية، إلى موسكو، ظهرت في الصحافة اللبنانية تسريبات، بأن المبعوث ذا النفوذ الكبير، عرض على بوتين، كما زُعم ، شراء أسلحة روسية بقيمة 15 مليار دولار، إذا تخلت موسكو عن دعم الأسد".


وتشير الصحيفة إلى أنه "كان من غير المحتمل للأمير أن يقترح مثل هذا الأمر علناً. لكن، وعلى أي حال، يحاول السعوديون خلال كل سنوات الصراع السوري التوصل إلى إتفاق مع موسكو بمختلف الوسائل، بما فيها إغراق روسيا بالنقود". لكن، وكما في صيف العام 2013، كذلك الآن، "لن تلقى مثل هذه العروض استجابة، بفعل سلسلة كاملة من الأسباب".


ومن الأسباب، التي تشير إليها الصحيفة الموالية للكرملين، أن "روسيا لا تريد أبداً أن تُعتبر عدوة للسنة، وهكذا، بالذات، يحاول تصوير بلدنا أولئك، الذين يرغبون في الحيلولة دون تعزيز مواقعنا في المنطقة. نعم، حليفنا في سوريا هي إيران الشيعية، التي ترتب، فعلاً، أمور هلالها من جنوب لبنان عبر سوريا، والجزء الشيعي من العراق. لكن روسيا لا تقف مع الجانب الشيعي في المواجهة السنية الشيعية المزمنة، فالمهم بالنسبة لنا هو الهدوء في المنطقة. فالعلاقات القريبة من إيران لا تلغي، بالنسبة لنا، لا العلاقات الجيدة مع تركيا، ولا الرغبة في إقامة صلات وثيقة مع مَلكيات الخليج، وعلى رأسها العربية السعودية".


وتحت عنوان "العربية السعودية تعرض على روسيا نقوداً مقابل الأسد"، كتبت صحيفة vedomosti""، المعروفة براصنتها، الجمعة 22 تموز/يوليو، في عنوان فرعي "من المستبعد أن يصدقوا في موسكو هذا العرض".


تقول الصحيفة على لسان "خبير مركز تحليل الإستراتيجيات والتكنولوجيا" كونستانتين ماكينكو، بأنه "ليس هو العقد الأول من الزمن، الذي يدور فيه الكلام عن أن العربية السعودية مستعدة لتقديم شيء ما لروسيا مقابل تنازلات من جانبها". ففي أواسط عقد الألفين وعدت العربية السعودية روسيا "بصفقة أسلحة كبيرة، في حال لم تقدم لإيران صواريخ S-300. في العام 2010 ألغت موسكو اتفاقية صواريخ S-300، وتوقف فوراً من بعدها الحديث عن الصفقة مع العربية السعودية".


صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس"، عنونت أيضاً في مقال لها حول الموضوع: "العربية السعودية عرضت جعل روسيا في الشرق الأوسط أقوى من الإتحاد السوفياتي".


ويقول موقع "Riafan.ru"، إن "العربية السعودية حددت شروط مساعدة موسكو في الشرق الأوسط". ويشير الموقع إلى أن "المملكة العربية السعودية قد تعبت من الحرب المستمرة في الشرق الأوسط، وتريد بأن تساعد روسيا في أن يغادر الأسد منصب رئيس سوريا".


لم يبق موقع أو صحيفة روسية، تقريباً، لم يدل بدلوه في التعليق على الموضوع. وإن كانت تشير هذه التعليقات "الغاضبة" إلى شيء، فهي تشير إلى أن تصريح وزير الخارجية السعودية قد كشف الجانب الزبائني في موقف روسيا الحقيقي من الرئيس السوري بشار الأسد ومن المجزرة السورية ككل. واكثر التعليقات دلالة ربما يكون تعليق صحيفة الكرملين "vzgliad"، الذي يذكر بالفيلم الأميركي "Indecent Proposal" للمخرج "Adrian Lyne"، الذي يفضح فيه علاقة الزوج السافلة بزوجته.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها