الثلاثاء 2016/07/19

آخر تحديث: 13:46 (بيروت)

أرمني لبناني يشغل أرمينيا ويقلق روسيا

الثلاثاء 2016/07/19
أرمني لبناني يشغل أرمينيا ويقلق روسيا
المعارضون أعلنوا بأن تلك هي الخطوة الأولى لتغيير السلطة في أرمينيا (انترنت)
increase حجم الخط decrease
تصدر إسم اللبناني الأرمني جيراير سيفيليان "Zhirayr Sefilyan" عناوين الصحف والمواقع الروسية في تعاطيها مع الأحداث التي تدور في العاصمة الأرمينية يريفان، منذ الأحد. وقد تنتهي هذه الأحداث، على وجه ما، بين ساعة وأخرى، لكنها بالتأكيد ليست نذير خير لموسكو.

فالصحف والمواقع الروسية الموالية للكرملين، تتحدث عن "مجموعة مسلحة" اقتحمت موقعاً لقوى الأمن الداخلي واحتجزت رهائن من القوى الأمنية. في حين تتحدث المواقع المعارضة للكرملين، عن مجموعة مسلحة من "القوى المعارضة" للسلطة التابعة لموسكو في يريفان، ترفع مطالب تحرير أحد أبرز قادتها اللبناني الأرمني جيراير سيفيليان، واستقالة الرئيس الأرمني سيرج سركيسييان، وإجراء انتخايات نيابية ورئاسية مبكرة.

يقول موقع "Grani.ru" المعارض، صباح الإثنين، إن "مجموعة من الناشطين في البرلمان التأسيسي المعارض يستمرون بالإمساك بقاعدة البوليس التي استولوا عليها صباح الأحد". ويستمر المعارضون باحتجاز خمسة من رجال البوليس، بمن فيهم نائب قائد الشرطة الأرمنية وارطان يغيزاريان، ونائب قائد شرطة يريفان فاليري أوسيبيان.

ويقول الموقع، نقلاً عن أحد الناشطين الموجودين في القاعدة بافل مانوكيان، إنه قد جرى تأمين اتصال هاتفي مع أحد قادة "البرلمان التأسيسي" جيراير سيفيليان، الذي تم اعتقاله في حزيران/يونيو، بتهمة حيازة أسلحة وذخائر حربية ونقلها والإتجار بها. وتأتي المطالبة بإطلاق سراح سيفيليان على رأس المطالب التي يرفعها المشاركون في العملية. ويتابع الموقع القول إن "القوى الأمنية رفضت إحضار السياسي (سيفيليان) إلى القاعدة، التي تم اقتحامها، مع العلم أنها قد عبرت عن استعدادها لتنظيم لقاء للمعارضين مع السياسي المعتقل".

ويقول مانوكيان، بحسب الموقع، إن "سيفيليان ترك أمر الخطوات اللاحقة في العملية لزملائه لأنه لم يكن على علم بما جرى. وقد شرحتُ له الوضع، كما هو، فقال: قرروا أنتم بأنفسكم".

ويقول الموقع، إن الشرطة لم تسمح ليلاً للنائب في "الجمعية الوطنية" عن "المؤتمر الوطني الأرمني المعارض" نيكولا باشينيان، بالوصول إلى القاعدة من أجل التفاوض مع النشطاء. وكان باشينيان قد زار القاعدة مرتين نهار الأحد، لكن لم يسمح له ليلاً بدخول القاعدة، علماً أنه كان يصطحب معه رئيسة "منظمة حقوق الإنسان" في أرمينيا لاريسا آلافرديان.

ويقول الموقع، إن عضو "البرلمان التأسيسي" فاروجان آفيتيسيان "أعلن عن إنتفاضة"، ودعا رفيقه جاجيك يغيزاريان "الشعب للخروج إلى الشوارع"، لأنه "تحت ضغط الشعب فقط يمكن بلوغ شيء ما". كما طالب أيضاً بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

وكانت قوى المعارضة قد اتهمت الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان، بالمسؤولية عن الوضع القائم، واعتبرت احتلال قاعدة الشرطة بأنه "رد اضطراري على السلطات". وكان النائب باشينيان قد عرض للصحافيين، بعد زيارة القاعدة، شريطاً مسجلاً يطالب فيه الناشط مانوكيان باستقالة الرئيس.

وكان موقع "EurAsia" قد وصف أرمينيا في 23 نيسان/ابريل الماضي، إثر المظاهرات التي اندلعت في يريفان بعد الإشتباكات التي دارت بين أرمينيا وأذربيجان في مطلع الشهر، بأنها "ساحة للصراع بين الولايات المتحدة وروسيا على مناطق النفوذ". وقد جاء هذا الوصف نقلاً عن صحيفة "الإزفستيا" التي نقلته بدورها، عن مصادر في البعثة الديبلوماسية الروسية في أرمينيا. وتنقل "الإزفستيا" عن المصدر المذكور قوله: "أصبح العمل صعباً جداً. ومن المعروف للجميع أي تمويل تقدم الولايات المتحدة للمعارضة الأرمنية، وهي تؤلب المواطنين البسطاء ضد روسيا. وإذا كان بوسع روسيا في الماضي أن تعمل مستندة إلى الثقة فحسب، فقد بات هذا الأمر متعذراً الآن". فخلال الأيام الأربعة من الإشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان، مطلع نيسان/أبريل، "فقد الأرمن أبناءهم من الشبان، وهم يعلمون أن روسيا تزود أذربيجان وأرمينيا بالسلاح. والأرمن البسطاء، الذين لا يفقهون السياسة جيداً، بدأوا يحذرون موسكو".

وكان موقع "ruskaia planeta" قد وصف أرمينيا في 24 شباط/فبراير، بأنها "موطئ قدم عسكري روسي"، وذلك في معرض حديثه عن تعزيز القاعدة العسكرية الروسية في أرمينيا بأسلحة متطورة.

أما صحيفة "vzgliad"، الموالية للكرملين، فنشرت الأحد، مقالاً بعنوان "التمرد تمدد من تركيا إلى أرمينيا"، جاء فيه أن أنصار المعارضة الأرمنية احتلوا موقعاً للشرطة، واحتجزوا رهائن، وأن "المعارضين أعلنوا بأن تلك هي الخطوة الأولى لتغيير السلطة في أرمينيا". إلا أن الأمر مستبعد "لأن الدعم للراديكاليين بين السكان هو في حدوده الدنيا".

وتقول الصحيفة، إنه "وسط الأحداث الدراماتيكية في تركيا، لفتت الإنتباه إعلانات نُشرت الأحد صباحاً على مواقع التواصل الإجتماعي عن بدء انتفاضة مسلحة في أرمينيا ضد الرئيس سيرج سركيسيان". مجموعة من المعارضين أطلقت على نفسها اسم "مدافعون عن الشعب الأرمني" أعلنت العزم على "تغيير الوضع في البلاد".

وتنقل الصحيفة عن النائب نيكولا باشينيان، أن "المجموعة المسلحة تطالب بالإفراج عن جيراير سيفيليان واستقالة رئيس أرمينيا سيرج سركيسيان ونقل السلطة إلى الشعب"، إلا أنها تشير إلى حملة اعتقالات لأنصار سيفيليان، تجري حالياً في جميع أنحاء أرمينيا، "ولم تحدث في البلاد احتجاجات في الشارع، دعماً للمهاجمين، وهذا ليس مستغرباً".

لكن موقع "Gazeta.ru" نشر مقالاً الأحد، جاء فيه أن "مخططات المعارضة، يبدو أنها كانت تتجاوز المطالبة بالإفراج عن حليفها. وقد نشر أحد الخاطفين أريغ كيوريغيان، فيديو في الفايسبوك يطلب فيه من الناس الخروج إلى الشارع، والبقاء فيه قدر ما نستطيع".

ويقول الموقع، إن الناس بدأوا، بالفعل، عند المساء بالخروج إلى الشوارع. وبدأت تتوالى الأنباء من مختلف أنحاء يريفان عن اعتقال نشطاء خرجوا إلى الشارع مع الدعوة إلى "مناقشة احتلال مبنى الشرطة". ويعدد الموقع أسماء ناشطين سياسيين "حاولوا تنظيم نشاط احتجاجي".
ويقول الموقع ، إن حزب "التراث" المعارض حمّل السلطات مسؤولية الهجوم على مبنى الشرطة، ودعا إلى "إجراء إنتخابات رئاسية ونيابية مبكرة".

ويقول موقع "Meduza" الروسي إن تاريخ نضال جيراير سيفيليان، وأنصاره ضد السلطات الأرمنية يمتد لأكثر من عشر سنوات. فهو ولد في بيروت في لبنان العام 1967، وشارك أثناء الحرب الأهلية في لبنان في الدفاع عن الطائفة الأرمنية. وفي مطلع التسعينات جاء إلى أرمينيا "مرسلاً من قبل حزبه الطاشناق، على ما تقوله الويكيبيديا الروسية". ويتابع الموقع أن سيفيليان قاد أثناء حرب ناغورني كاراباخ، كتيبة شوشين الخاصة، التي شاركت في تحرير مدينة شوشين من الأذريين. وقد استحق لبسالته في المعارك وسام "الصليب الحربي" من الدرجة الأولى. وفي العام 2000 عاد إلى لبنان واستقر فيه لمدة سنتين. ثم بدأ سيفيليان نشاطه السياسي بالانخراط مباشرة في صفوف المعارضة المتشددة ضد النظام الحاكم في أرمينيا، وانتهت المرحلة الأولى من نضاله بالإعتقال في العام 2006 بتهمة الدعوة العلنية لتغيير النظام الدستوري بالقوة. لكن تمت محاكمته لاحقاً، حسب الموقع، بتهمة الحيازة غير المشروعة للسلاح، أي التهمة عينها، التي تم توجيهها إليه بعد اعتقاله في حزيران/يونيو 2016.

من الواضح أن الأحداث، التي تجري الآن في أرمينيا، والتي قد تنتهي، بشكل ما من الأشكال، في أية لحظة، ليست ببشرى سارة للكرملين، مهما حاولت أجهزة إعلامه في التقليل من أهميتها ووصفها بأنها ليست إلا ارتداداً لمحاولة الإنقلاب في تركيا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها