الثلاثاء 2016/06/07

آخر تحديث: 16:11 (بيروت)

روسيا تدشن رمضان بمجازر في دير الزور

الثلاثاء 2016/06/07
روسيا تدشن رمضان بمجازر في دير الزور
المقاتلات الحربية الروسية عاودت قصف بعض المواقع بعد تجمع المدنيين وفرق الإسعاف (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
تعرضت مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"  في مدينة دير الزور وريفها، لقصف جوي روسي هو الأعنف منذ أشهر. وخلّف القصف، الذي بدأ فجر الإثنين الموافق أول أيام شهر رمضان واستمر حتى حلول الإفطار، 34 قتيلاً مدنياً على الأقل، وجرح 40، بالإضافة إلى تدمير كتل سكنية بأكملها في مدينة العشارة، وحيي الجبيلة وكنامات في القسم الشرقي من مدينة دير الزور.

ولا يعلو في مناطق سيطرة "داعش" في دير الزور أي صوت على هدير الطائرات الروسية وصافرات الإسعاف، إلا صراخ الثكالى والنساء وهن مضرجات بالدماء لحظة اخراجهم من تحت الركام. ولقي 22 شخصاً مصرعهم في مدينة العشارة في ريف دير الزور الشرقي، بعد قصفها بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً. عائلات بأكملها قضت، ونصف أعداد القتلى من الأطفال والنساء. الكثير من الضحايا فقدوا ملامحهم بعدما مزقتهم القذائف إلى أشلاء. وجمع الأهالي البقايا البشرية من تحت ركام المنازل والشوارع المحيطة. كما تم تسجيل إصابة 25 شخصاً بجروح، بعضه حالاتهم خطرة، أدت إلى بتر الأطراف.

قرية الشحيل في الريف الشرقي كانت بدورها على موعد مع مجزرة خلفها قصف المقاتلات الحربية الروسية لحي الشبكة ومعمل السجاد، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص وجرح 8 آخرين، بالإضافة إلى دمار واسع في الممتلكات.

كما قصف الطيران الروسي قرى الزباري والقورية وسعلو ومراط وبقرص وموحسن والبقلية والشولا وعياش، ما تسبب في مقتل 5 أشخاص على الأقل، وجرح آخرين. 

وشهدت أحياء مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة "داعش" قصفاً جوياً مكثفاً نفذته الطائرات الروسية، واستهدف أحياء الصناعة والعرضي وكنامات والجبيلة والعمال، ما تسبب بمقتل رجل وامرأة مسنيين، وجرح ثلاثة آخرين.

واستهدف الطيران الحربي خطوط التماس بين قوات النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية" في جبل الثردة المجاور للمطار العسكري ومحيط حاجز البانوارما و"اللواء 137" جنوبي المدينة. 
مدير "مجموعة ديرالزور 24 الإعلامية"عمر أبو ليلى، أكد لـ"المدن"، أن أكثر من 45 غارة جوية شنتها المقاتلات الروسية على مناطق سيطرة التنظيم في دير الزور وريفها. وأشار أبو ليلى إلى أن القصف الجوي نفذته أربع طائرات حربية روسية على مدار الساعات الماضية، وهو القصف الأعنف منذ مدة، ويأتي في ظل تقدم التنظيم في الجهة الجنوبية من مدينة ديرالزور على حساب قوات النظام.

وأشار أبو ليلى إلى أن 80 في المئة من الغارات الروسية التي استهدفت ديرالزور طالت المدنيين، ولم تستهدف مقرات أو ثكنات عسكرية تابعة لـ"الدولة الإسلامية"، على عكس ما يزعم إعلام النظام السوري وموقع وزارة الدفاع الروسية.

المقاتلات الحربية الروسية عاودت قصف بعض المواقع بعد تجمع المدنيين وفرق الإسعاف التي هرعت لإخلاء الجرحى، بغرض إيقاع أكبر عدد من الضحايا.

أهالي دير الزور عاشو يوماً رمضانياً دامياً، كان فيه المدنيون من الأطفال والنساء والشيوخ هدفاً للغارات الروسية.

وجاء القصف الجوي الروسي في ظل معارك عنيفة شهدتها جبهات القتال في مدينة دير الزور وريفها المجاور. ففي الجهة الجنوبية من المدينة شهد محيط حاجز البانوراما وجبل الثردة المطل على مطار دير الزور العسكري اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمليشيات الموالية، وتنظيم "الدولة الإسلامية". "داعش" تمكن من السيطرة على تلة التيم الإستراتيجية وعدد من المواقع التابعة لقوات النظام في جبل الثردة جنوب شرقي المطار العسكري، وقتل أكثر من 15 عنصراً من قوات النظام بينهم ظابطين برتبة عقيد. وكان القائد في قوات "الحرس الجمهوري" العميد عصام زهرالدين، قد أصيب قبل يومين بطلق ناري بكتفه الأيمن جنوبي المدينة.



كما دارت اشتباكات متقطعة على جبهات الصناعة والحويقة والرشدية في دير الزور. وشهدت تلة الرواد غربي المدينة اشتباكات أيضاً بين قوات النظام والتنظيم، أسفرت عن تقدم "داعش" وسيطرته على أجزاء واسعة من مساكن جمعية الرواد جنوبي البغلية. وإذا ما تمكنت "الدولة الإسلامية" من السيطرة على مساكن الجمعية بشكل كامل، فسيفرض حصاراً على "اللواء 137" من ثلاث جهات: من الشمال من جهة الرواد، ومن الغرب من بادية المهاش، ومن الجنوب من المالحة. ويبقى طريق إمداد وحيد من الجهة الشرقية، عبر مشفى الأسد، لكن سيكون عرضة لنيران التنظيم ومدفعيته.

وعاودت "الدولة الإسلامية" مهاجمة معاقل قوات النظام داخل قرية الجفرة ومحيط المطار العسكري، ليل الإثنين/الثلاثاء، لكن الهجوم لم يسفر عن أي تغيير على الأرض. وخسر التنظيم عدداً من مقاتليه بعد تعرضهم لقصف بالقنابل العنقودية ألقاها الطيران الحربي الروسي على خطوط الاشتباكات في محيط المطار وقرية الجفرة ومناطق أخرى جنوبي ديرالزور.

أما في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام والمحاصرة من قبل "الدولة الإسلامية"، منذ عام ونصف العام، فقد استمرت طائرات الشحن التابعة لـ"برنامج الغذاء العالمي"، بإلقاء المساعدات الإنسانية عليها. غير أن قسماً بسيطاً منها يتم توزيعه للمدنيين، والقسم الأكبر يذهب لقوات النظام والمليشيات التابعة لها ولتجار السوق السوداء.

وقال مدير "حملة ديرالزور تذبح بصمت" أحمد رمضان، لـ"المدن"، إن الأحياء المحاصرة؛ الجورة والقصور وهرابش، تعاني انقطاعاً لمياه الشرب والخبز، منذ 15 يوماً  بعد توقف محطات المياه والأفران عن العمل، لعدم توافر الوقود.

ويعيش أهالي دير الزور بين نارين؛ القصف وسكاكين تنظيم "الدولة" في مناطق سيطرته، والحصار والتجنيد الإجباري والتجويع في مناطق قوات النظام. وكلا الطرفين لا يقدم للناس سوى الموت.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها