الثلاثاء 2016/06/28

آخر تحديث: 19:12 (بيروت)

المعارضة تفتح أكبر خط جبهة في الشمال السوري

الثلاثاء 2016/06/28
المعارضة تفتح أكبر خط جبهة في الشمال السوري
العمل بدأ بالتوازي على جبلي التركمان والأكراد (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أطلقت فصائل المعارضة السورية، الإثنين، "معركة اليرموك" بهدف استعادة القرى والبلدات التي استولت عليها قوات النظام والمليشيات الموالية، بدعم عسكري روسي، نهاية العام 2015.

وشنّ مقاتلو المعارضة هجوماً واسعاً في كامل جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، في أكبر جبهة مواجهة في تاريخ المعارك العسكرية في الشمال بين قوات المعارضة والنظام. ويبدأ خط الهجوم من الكبينة شرقاً في جبل الأكراد وصولاً إلى كنسبا، مروراً بجبل التركمان في قروجة والبيضا وتلة أبو علي.



وبدأت عمليات التحضير للمعركة قبل أيام، حين استقدمت الفصائل أعداداً كبيرة من مدافع الميدان ومدافع "53" وقواعد الصواريخ المتنوعة من كاتيوشا وغراد ومدافع الهاون. وكذلك استدعت فصائل "حركة أحرار الشام" و"فيلق الشام" و"جيش النصر" و"جيش العزة" و"جيش التحرير" مقاتلين إضافيين من حلب وادلب وحماة قبل بدء المعركة.

وأعلنت المعركة بمشاركة ثمانية فصائل من الجيش الحر والفصائل الإسلامية، وهي "الفرقة الأولى الساحلية" و"جيش النصر" و"حركة أحرار الشام الإسلامية"  و"فيلق الشام" و"جيش العزة" و"جيش التحرير" و"جبهة النصرة" و"الحزب الإسلامي التركستاني".

القائد العسكري في "جيش النصر" الملازم أول حسن أبو البراء، قال لـ"المدن"، إن العمل بدأ بالتوازي على جبلي التركمان والأكراد، وبساعة صفر واحدة ضمن معركة اليرموك. وأشار إلى أن المعركة بدأت بعد تجهيز العتاد الثقيل وكامل الأمور اللوجستية الأخرى.

وقصفت قوات المعارضة خط الجبهة الذي يزيد طوله على 40 كيلومتراً بالأسلحة الثقيلة واستغرق التمهيد الناري نحو ساعتين قبل أن يبدأ أكثر من خمسة آلاف اقتحامي هجومهم على النقاط المتقدمة لقوات النظام ومليشياته، فيما استمر القصف المدفعي للمعارضة على النقاط المتأخرة في عمق الخط الدفاعي لقوات النظام. الأمر الذي جعل معنويات قوات النظام ومليشيا "الدفاع الوطني" تنهار، لتبدأ بالانسحاب أمام التقدم السريع للاقتحاميين.

غرفة عمليات "معركة اليرموك" أعلنت عن تحرير نقاط تل رشا وتلة  أبو علي وتلة البيضا والحاكورة وقرية القرميل ومداجن القرميل والحمرات في جبل التركمان، ونقاط مداجن تردين ونحشبا والحاكورة وأرض الوطئ والمزغلة وتلة الملك في جبل الأكراد.

قوات النظام امتصت الصدمة بعد خسارتها كامل ما يسميه مقاتلو المعارضة بـ"الخط العسكري الأول" في جبلي الأكراد والتركمان، وخفف من حدة تقدم قوات المعارضة الطيران الحربي الذي تدخل منذ صباح الثلاثاء، ليوقف انهيار قوات النظام.

ومن غير المتوقع ان يحقق الطيران الحربي الروسي أو ذلك التابع للنظام، تغييراً ملحوظاً، ولن يُشكل تدخله أي فرق جوهري، لكون المعارضة قد قامت بفتح جبهة طويلة في منطقة جبلية وعرة كالتي تجري فيها المعارك الآن.

كما أن روسيا منشغلة حالياً بجبهات أخرى؛ في تدمر وأثريا وريف حلب الجنوبي، وتركيز القصف في منطقة سيسمح لفصائل المعارضة بالاستفادة من غياب الطيران لتتقدم بسرعة في ريف حلب الجنوبي باتجاه بلدة الحاضر. وسيساعد غياب الطيران فصائل المعارضة كذلك على التقدم في جبهة الملاح وطريق الكاستيلو. كما أن غياب الطيران الروسي عن مؤازرة مليشيا "صقور الصحراء" في أثريا سيزيد من خسائرها، بعدما ألحقت بها "داعش" هزيمة كبيرة شرقي أثريا على طريق الطبقة.

وتمكّنُ "جيش الفتح" وغرفة عمليات "معركة اليرموك" من تنسيق هجوم ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، زمنياً، مع جبهة ريف حلب الجنوبي، يعني تشتيت المقدرة الجوية الروسية، وتخفيض عدد الغارات إلى النصف.

ومن الناحية السياسية، لا يمكن فصل ما يجري في ريف حلب الجنوبي عن معارك جبال اللاذقية؛ فكلا المعركتين هي رسائل تبعث بها تركيا إلى روسيا لتعزيز استعادة العلاقات بينهما بأقل الخسائر. وتريد تركيا توسيع دائرة نفوذها، تزامناً مع "الصلح" مع روسيا، قبل أن تبدأ المشاروات السياسية الروسية–التركية على الحل السياسي في سوريا، الذي تفضل تركيا أن تبحثه مع روسيا بعد خيباتها المتكررة من الجانب الأميركي.

وربما ستشهد المرحلة المقبلة مرحلة غزل كبير بين الطرفين، قد يكون مصير الأسد فيها ليس على رأس المطالب. وقد يسبق ذلك مقايضة تركية–روسية، تتخلى فيها تركيا عن دعم بعض الفصائل الإسلامية، مقابل السماح للطيران التركي بدخول الأجواء السورية لضرب "داعش" ومساندة فصائل ريف حلب الشمالي التي تقاتل في أعزاز ومارع.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها