الأحد 2016/06/19

آخر تحديث: 15:50 (بيروت)

ديرالزور: "الحشد الشعبي" و"قوات الجليل" لسد حاجة النظام

الأحد 2016/06/19
ديرالزور: "الحشد الشعبي" و"قوات الجليل" لسد حاجة النظام
قامت قوات النظام مؤخراً بفتح مقرات في حي القصور خاصة بـ"قوات الجليل" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
تحاول قوات النظام في ديرالزور ترميم البنية العددية المتناقصة لقواتها العسكرية، والتي يتم استنزافها بالمعارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، فعمدت في الآونة الأخيرة إلى تشكيل مليشيات "الحشد الشعبي" عبر فرض التجنيد الإجباري على موظفي الدوائر الحكومية، واستقطبت مليشيات أجنبية إلى مناطق سيطرتها ومنها "قوات الجليل" الفلسطينية.

رئيس "اللجنة الأمنية" في دير الزور، العميد محمد خضور، كان قد أصدر قراراً، يقضي بفرض التجنيد الإجباري على موظفي الدوائر الحكومية ، تحت مسمى "الحشد الشعبي". وتم إبلاغ جميع الموظفين العاملين في دوائر الدولة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاماً  في مناطق سيطرة قوات النظام بديرالزور، بوجوب الانخراط في "الحشد الشعبي" أو سيتم فصلهم من وظائفهم. وبلغ عدد الموظفين المنتسبين إلى "الحشد الشعبي" حتى الآن حوالي 180 شخصاً، من موظفي معمل الغزل والنسيج ومديرية الخدمات الفنية ومديرية الزراعة.
وتقوم قوات النظام بإخضاع الموظفين لدورات عسكرية لأيام قليلة، يتم خلالها تدريبهم على استخدام الأسلحة الخفيفة، ومن ثم يتم أخذهم لحراسة بعض المنشآت الحكومية والرباط على بعض جبهات القتال مع تنظيم "الدولة الإسلامية".

الناطق باسم "مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور" جلال الحمد، قال لـ"المدن"، إن مدة التدريب التي يتم تخصيصها للمجندين بشكل إجباري غير كافية، ولكن حاجة النظام للعناصر تدفعه للإسراع في زجهم على جبهات القتال مع التنظيم، الأمر الذي يجعلهم صيداً سهلاً بسبب قلة الخبرة وعدم وجود الدافع الحقيقي للقتال. وقد تم توثيق مقتل سبعة عناصر من تلك القوات بينهم فتى يبلغ 17 عاماً في الأيام الماضية.

من جانب أخر، قام النظام، بإصدار عفوٍ طال عشرات المعتقلين من أبناء محافظة ديرالزور في سجون قوات النظام، بعدما تمت مساومة المعتقلين بالإفراج عنهم مقابل تطوعهم في صفوف قوات النظام والمليشيات التابعة لها. ووفق الاتفاق فقد تم الإفراج عن عشرات المعتقلين من سجون النظام، قسم منهم من سجن ديرالزور المركزي والقسم الأخر من سجون النظام خارج المحافظة. وتم نقل المفرج عنهم من خارج ديرالزور من مطار دمشق إلى مطار مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، ومنه إلى الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ديرالزور، ليتم إخضاعهم لدورات عسكرية وإلحاقهم بجبهات القتال مع "الدولة الإسلامية".

وأكد الحمد أن جميع المعتقلين الذين ساومهم النظام على اطلاق سراحهم بشرط الالتحاق بصفوف قواته والمليشيات الموالية، هم من المعتقلين بتهم جنائية ولا يوجد بينهم أي معتقل على خلفية سياسية أو بسبب أحداث الثورة السورية.

النظام لم يكتفِ بفرض التجنيد الإجباري على موظفي الدوائر الحكومية والافراج عن المعتقلين الجنائيين مقابل القتال مع قواته والمليشيات التابعة له، بل قام بجلب مليشيات أجنبية إلى المحافظة ومن بينها "قوات الجليل" التابعة لحركة "شباب العودة الفلسطينية" وقوات خاصة من "حزب الله" اللبناني.

وقامت قوات النظام مؤخراً بفتح مقرات في حي القصور خاصة بـ"قوات الجليل" والتي تم استقدامها من العاصمة دمشق عبر الطيران المروحي وتم تزويد عناصرها بالسلاح. ويشرف على عمل "قوات الجليل" قيادات خاصة مدنية منحها النظام رتباً عسكرية سورية. وتعد جبهات مدينة ديرالزور الجنوبية إحدى أهم نقاط تمركز هذه القوات، نتيجة معارك الكر والفر التي تدور مع "الدولة الإسلامية" في المنطقة. وتكبدت "قوات الجليل" خسائر بشرية في المعارك الدائرة جنوبي المدينة، فقد قتل كل من الملازم شرف محمد عباس عبد الحميد، والملازم عصام عيسى عباس، من حملة الجنسية الفلسطينية.

و"شباب العودة" هي حركة شبابية فلسطينية تم الإعلان عن تشكيلها في 14 أيار/مايو 2012 في دمشق، ويترأسها الأمين العام فادي فلاحة، وهدفها "التأكيد على حق العودة لكامل التراب الفلسطيني" بحسب ما جاء في بيانها التأسيسي. وأخذت الحركة منذ إعلان تأسيسها، موقفاً مؤيداً للنظام. ولها تشكيل عسكري، "قوات الجليل"، يقاتل إلى جانب قوات النظام في دمشق، وتم زجه قبل فترة في المعارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية" جنوب غربي الرقة، على طريق أثريا خناصر، ومؤخراً في ديرالزور.

وتعتبر "قوات الجليل" ثاني مليشيا أجنبية تقاتل مع قوات النظام في ديرالزور، بعد الحليف الأول مليشيا "حزب الله" اللبناني الذي يختص بالعمل في المطار العسكري. وبحسب مصادر خاصة قالت لـ"المدن"، فإن تواجد "حزب الله" في ديرالزور ينقسم إلى قسمين؛ الأول خاص بالتخطيط والمتابعة ويقع على عاتقه التخطيط للمعارك ورسم الاستراتيجية العامة لقوات النظام، أما الثاني فهو مجموعة من القوات الخاصة مهمتها القيام بعمليات محددة ودقيقة لحماية محيط المطار ومنع تنظيم "الدولة الإسلامية" من التقدم داخله.

وعلى الصعيد الميداني، كانت قوات النظام قد تمكنت في الأيام الماضية من استعادة السيطرة على النقاط التي خسرتها في جبل الثردة جنوب غربي مطار دير الزور العسكري، الأمر الذي سمح بعودة هبوط الطائرات المروحية داخل المطار، بعد توقف حركتها لأسابيع بسبب تهديد القوة النارية للتنظيم مدرجات الهبوط. فيما تستمر طائرات النظام والطيران الروسي بقصف أحياء مدينة ديرالزور والقرى المجاورة لها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها