الأربعاء 2016/06/15

آخر تحديث: 13:21 (بيروت)

حلب: الغارات الروسية لا توقف توسع المعارضة

الأربعاء 2016/06/15
حلب: الغارات الروسية لا توقف توسع المعارضة
قتلت "الفرقة 13" مجموعة من عشرة عناصر من حزب الله اللبناني، بعد استهدافها بصاروخ "تاو" (خالد الخطيب)
increase حجم الخط decrease
سيطر "جيش الفتح" على أجزاء واسعة من بلدتي خلصه وزيتان، ومنطقة الساتر بالقرب من الحويز في ريف حلب الجنوبي. وجاء ذلك بعدما شنّ مقاتلو "الفتح" وفصائل المعارضة المسلحة، هجوماً عنيفاً، مساء الثلاثاء، ضد معاقل قوات النظام والمليشيات الموالية و"الحرس الثوري" الإيراني، التي كانت تتمركز في التلال الفاصلة بين بلدتي الحاضر جنوباً وخان طومان شمالاً.

وباشرت فصائل "جيش الفتح" هجومها من ثلاثة محاور، انطلاقاً من مواقع تمركزها في بلدات الحمراء والقلعجية والقراص، ومهدت لتقدمها بقصف مكثف بالأسلحة الثقيلة، بالمدفعية والهاون وصواريخ الـ"كاتيوشا" والـ"غراد". وتولت فصائل المعارضة ضرب الدفاعات الأولى للمليشيات بصواريخ مضادة للدروع، دمّرت ثلاث مدرعات وقواعد مدفعية من عيار "57" و"b9"، ومدفعية رشاشة من عيارات متوسطة وثقيلة محمولة على سيارات رباعية الدفع.

وبعد أن تحقق لمقاتلي "الفتح" إنهاء خطر دفاعات قوات النظام، بشكل شبه كامل، تقدمت سرايا المقتحمين على مجموعات، وتمركزت في محيط المواقع المستهدفة، وبدأت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وجهاً لوجه. وتمكن مقاتلو "الفتح" من قتل 20 عنصراً من المليشيات العراقية والأفغانية، بالإضافة إلى قتل مجموعة قتالية تزيد عن عشرة عناصر، من حزب الله اللبناني، على يد "الفرقة 13" بعد استهدافها بصاروخ "تاو" مضاد للدروع.

وكانت بلدة خلصه المحور الأبرز الذي عملت عليه قوات "الفتح"، بينما كانت مهمة المحورين الآخرين الاشغال وتشتيت القوات المعادية. وسيطر مقاتلو "الفتح" على أكثر من 75 في المئة من البلدة، من خلال السيطرة على جبل أفلود في الجزء الشمالي بعدما تم استهداف معاقل المليشيات فيه بسيارة مفخخة، بالإضافة إلى تلة رجم الشيحة القريبة. ولا تزال تلة الحماية في القسم الجنوبي من البلدة في يد المليشيات، وسط اشتباكات مستمرة في محيطها.



مسؤول الإعلام العسكري في "حركة أحرار الشام" محمد يزيد، أكد لـ"المدن"، أن معركة السيطرة على بلدة خلصه تعتبر ثاني أكبر معركة يخوضها "جيش الفتح" جنوبي حلب. وتبرز أهمية البلدة من خلال موقعها الاستراتيجي الذي يتوسط الحاضر والوضيحي والسابقية، أهم المواقع التي تتمركز فيها المليشيات. كما أن ارتفاع خلصه يسمح لمن يسيطر عليه بتغطية منطقة واسعة في محيطها نارياً.

وبالسيطرة على خلصه تصبح قوات النظام المتمركزة في برنة وزيتان، بحسب يزيد، مجبرة على الانسحاب، وهما بلدتان تقعان إلى الغرب من خلصه، وطريق امدادهما الوحيد يمر عبر خلصه نحو الشمال الشرقي. كما أنه بسيطرة مقاتلي "الفتح" على منطقة الساتر أصبحت بلدة السابقية في مرمى النيران مباشرة.

وأوضح يزيد أن الطيران الروسي شنّ أكثر من خمسين غارة جوية ليل الثلاثاء/الأربعاء، طالت مواقع "جيش الفتح"، وخطوطه الأمامية، واستخدم مختلف أنواع القنابل، من عنقودية ونابالم فوسفوري، وصواريخ وقنابل تعقب للمدرعات. كما قصفت المدفعية وقواعد الصواريخ التابعة للنظام المتمركزة في "معامل الدفاع" جنوب شرقي حلب، المنطقة التي تقدم فيها "جيش الفتح". ولولا هذه التغطية النارية الكبيرة لكان مقاتلو "الفتح" قد حققوا أهداف المعركة خلال ساعات، بحسب يزيد.

ومن الطبيعي أن تبدي قوات النظام والمليشيات كل هذه المقاومة، في منطقة خلصه التي تعتبر من أعلى النقاط جنوبي حلب بعد تلة العيس التي سيطر عليها مقاتلو "الفتح" في وقت سابق، إذ إنها تدرك تماماً أنها بخسارة خلصه ستكون في مواجهة حتمية مع مقاتلي "الفتح" على أبواب الحاضر من جهة الشمال، خلال أيام، كما أنها ستخسر عدداً من البلدات والمواقع، بشكل تلقائي من دون قتال، إذا هي خسرت خلصه وانسحبت من آخر التلال التي تتحصن فيها في تلة الحماية.

وعندما تتحقق لـ"جيش الفتح" السيطرة بشكل كامل على خلصه من خلال فرض السيطرة على تلة الحماية، ستسقط مجموعة أخرى من التلال الصغيرة الواقعة إلى الشرق والجنوب الشرقي منها، هي رجم الشيخ والقصر الكبير ومغارة عبدالعزيز، وبذلك تصبح المواجهة على أربع جبهات حاسمة: الحاضر والسابقية وشغيدلة وعبطين.

من جانب آخر، شهدت جبهات حندرات والملاح وتل مصيبين في ضواحي حلب الشمالية، قصفاً عنيفاً ليل الثلاثاء/الأربعاء، بالمدفعية والصواريخ، وصواريخ "فيل" واسعة التدمير. كما شن الطيران الحربي غارات جوية طالت المناطق نفسها وفي المحيط القريب منها على بلدات عندان وحريتان وحيان وكفر حمرة ومنطقة أسيا.

وواصل الطيران الحربي شنّ غاراته صباح الأربعاء، مستهدفاً، الكاستيلو وأحياء طريق الباب والصالحين ومساكن هنانو والراشدين في مدينة حلب، ومواقع وبلدات ريف حلب الغربي، في بالا وخان العسل.

قائد "غرفة عمليات الراشدين" النقيب أمين ملحيس، أكد لـ"المدن"، أن الحملة الجوية العنيفة التي يشنها طيران النظام والطيران الروسي في حلب لن تتوقف، وهي تشهد تصعيداً دراماتيكياً في ظل الخسارات التي تتعرض لها قوات النظام والمليشيات و"الحرس الثوري" الإيراني في مختلف جبهات حلب الصامدة، من الشمال إلى الجنوب.

وأوضح النقيب أمين، أن معركة حلب قد بدأت فعلياً في وقت سابق، والمعارك العنيفة في جبهات الشمال بالقرب من الكاستيلو وفي الجنوب شرقي الطريق الدولي حلب-دمشق، هي خير دليل على ذلك.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها