الجمعة 2016/06/10

آخر تحديث: 13:28 (بيروت)

"جيش الفتح" يتقدم جنوبي حلب..والمعارضة تستعيد نقاطاً في الملاح

الجمعة 2016/06/10
"جيش الفتح" يتقدم جنوبي حلب..والمعارضة تستعيد نقاطاً في الملاح
تمكنت المعارضة من استعادت النقاط التي تقدمت إليها قوات النظام في الملاح (خالد الخطيب)
increase حجم الخط decrease
سيطر "جيش الفتح" على بلدة القراص في ريف حلب الجنوبي، الخميس، واستعاد السيطرة على بلدة الحميرة ومواقع في محيطها القريب. وجاء ذلك بعد معارك عنيفة خاضها مقاتلو "الفتح" ضد قوات النظام والمليشيات المقاتلة معها في ثلاثة محاور؛ شرقي وجنوبي خان طومان، ووصلوا إلى مشارف بلدة خلصه الاستراتيجية.

وجاء التقدم الأخير للمعارضة إثر هجوم معاكس شنّه مقاتلو "الفتح" ضد قوات النظام والمليشيات التي كانت قد استعادت السيطرة على بلدة الحميرة، خلال ساعات الخميس الأولى. ومهد مقاتلو "الفتح" لدخولهم بقصف عنيف للبلدة والمزارع المحيطة بالحميرة، بالمدفعية والصواريخ والهاون، ما أفسح المجال للقوات الراجلة بتمشيط كامل المناطق التي سبق ودخلتها المليشيات واستعادة السيطرة عليها. وبعد ذلك أكمل "جيش الفتح" الهجوم المعاكس وسيطر على بلدة القراص القريبة.



وتمكنت المعارضة من قتل ثلاثين عنصراً من المليشيات وفق عضو المكتب الإعلامي في "فيلق الشام" أحمد الأحمد، ودمرت المعارضة ثلاث مدرعات، وعدداً من الرشاشات الثقيلة والمتوسطة، 23 و14.5، وأسرت عدداً من المقاتلين بينهم خمسة عراقيين ينتمون لمليشيا "حركة النجباء"، أبرز الفصائل الشيعية المقاتلة جنوبي حلب.

وأكد الأحمد لـ"المدن" أن "جيش الفتح" تمكن للمرة الرابعة على التوالي من التصدي للهجمات المعاكسة التي شنتها المليشيات لاستعادة السيطرة على مواقع وقرى وبلدات كانت قد خسرتها في محيط خان طومان مطلع حزيران/يونيو، جنوبي حلب. وذلك على الرغم من الدعم المدفعي والصاروخي المكثف، الذي تلقته المليشيات من قواعد النظام في "معامل الدفاع" وبلدة الحاضر، والغارات الجوية المتواصلة من قبل الطيران الروسي الذي شن أكثر من عشرين غارة جوية الخميس على مواقع متقدمة للمعارضة الفتح وخطوط امدادها شرقي الطريق الدولي حلب-دمشق.

وأوضح الأحمد أن المليشيات الشيعية و"الحرس الثوري" الإيراني خسروا أكثر من 200 عنصر بين أسير وقتيل، بالإضافة إلى عشر مدرعات وعدد كبير من الآليات الثقيلة، خلال الايام القليلة الماضية، منذ انطلاق معارك ما بعد تحرير خان طومان، على جبهات ريف حلب الجنوبي، إلى الشرق والجنوب من الطريق الدولي، وعلى مشارف بلدة الحاضر.

وشهدت جبهات ريف حلب الجنوبي اشتباكات متقطعة، ليل الخميس/الجمعة، بين قوات النظام والمليشيات الموالية من جهة، و"جيش الفتح" من جهة ثانية. وقصف الطيران الروسي العيس والحميرة والقراص ومعراتة والقلعجية والخطوط الأولى للمعارضة، وحاولت المليشيات التقدم في أكثر من محور لاستعاد مواقعها لكنها فشلت.

ويشهد ريف حلب الجنوبي، وبالتحديد الجبهات شرقي وجنوبي خان طومان ومحيط العيس والتلال القريبة معارك مستمرة، تحاول فيها قوات النظام والمليشيات التقدم باتجاه طريق حلب–دمشق الدولي، من محور زيتان الزربة. ويعود فشل تلك المحاولات إلى متانة التحصينات التي اتخذها "جيش الفتح" على طول جبهات القتال، على الرغم من تدمير الطيران الروسي للمنطقة.

واستفاد "جيش الفتح" من تحصين مواقعه جنوبي حلب، لإيقاع خسائر كبيرة في صفوف المليشيات، عبر الكمائن التي تسببت بمقتل المئات من مقاتليها. وكان ذلك دفعاً معنوياً مهماً لشن هجمات معاكسة حقق من خلالها "جيش الفتح" تقدماً كبيراً واستعاد السيطرة على مواقع مهمة أبرزها العيس وتلالها، وخان طومان وأكثر من ستة قرى ومواقع. وبات "جيش الفتح" يُفكر جدياً في الوصول إلى الحاضر أبرز معاقل المليشيات المتبقية هناك.

وتزامنت المعارك في الجنوب الحلبي مع معارك أخرى شنتها قوات النظام، في الشيخ نجار والملاح، في الضواحي الشمالية لمدينة حلب، تمكنت خلالها قوات النظام من التقدم في محور الملاح نحو طريق الكاستللو، بعدما مهد لها الطيران الحربي الروسي والمروحي التابع للنظام، عبر قصف المناطق المستهدفة بأكثر من أربعين غارة جوية بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية.

وشهدت منطقة الملاح أعنف المعارك بين المعارضة المنضوية في غرفة عمليات "فتح حلب" وقوات النظام المدعومة بمليشيا "لواء القدس" الفلسطيني و"لواء الزينبيين". معارك تخللها قصف متبادل بالأسلحة الثقيلة، المدفعية والدبابات. وكان المحور الشرقي في الشيخ نجار قد شهد معارك مماثلة بهدف التغطية وتشتيت جهود المعارضة ليتسنى للمليشيات التقدم في الملاح.

المتحدث الرسمي باسم "حركة نور الدين زنكي" النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، قال لـ"المدن"، إنه وبعد تمهيد ناري كثيف من كافة أنواع الأسلحة ولمدة عشرة أيام، حاولت قوات النظام و"لواء القدس" الفلسطيني، فجر الخميس، التقدم على محور الملاح وذلك بعد فشلها لمرات عديدة في التقدم على محور حندرات، بهدف الإقتراب أكثر من طريق الكاستيلو.

وأكد النقيب عبدالسلام أن قوات النظام والمليشيات تمكنوا فعلياً من التقدم في الملاح، وسيطروا على خمس نقاط في المنطقة، بعدما استعانوا بالطيران الحربي الروسي والمروحي التابع للنظام، واللذين قصفا المنطقة بشكل عنيف بمختلف أنواع القنابل والصواريخ، بالإضافة لقصف مكثف طال المواقع نفسها بصواريخ "فيل" من المرابض في المدينة الصناعية وتلة الشيخ يوسف الواقعة إلى الشرق.

وأشار النقيب عبدالسلام إلى أن مقاتلي "حركة نور الدين زنكي" والفصائل المشاركة تصدوا للقوات المهاجمة، وتحولت معركة الفصائل الحلبية من التصدي إلى الهجوم بعدما نجحت الفصائل في إيقاف زحف المليشيات وانتزعوا منها زمام المبادرة بهجوم معاكس وشامل على كافة النقاط التي تقدمت إليها القوات المهاجمة. وتمكنت المعارضة من استعادة تلك النقاط.

وخسرت قوات النظام و"لواء القدس" وفق النقيب عبدالسلام، أكثر من 50 عنصراً بين قتيل وجريح، وتدمير عدد من السيارات المحملة برشاشات ثقيلة، واغتنمت الحركة كميات من الأسلحة والذخائر الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى دبابة "T-90" تركتها المليشيات المنسحبة خلفها. وفي المقابل خسرت المعارضة أكثر من عشرة عناصر تابعين لها، بينهم قائد في "حركة نور الدين زنكي".

وماتزال الحملة الجوية على حلب وريفها مستمرة، وتنفذ المقاتلات الروسية عشرات الغارات الجوية يومياً، تستهدف خلالها أحياء المدينة الشرقية في طريق الباب والمرجة والصالحين وبستان القصر والمعادي وقاضي عسكري ومساكن هنانو والصاخور والهلك والحيدرية. 

ويطال القصف الجوي الروسي بشكل عنيف الضواحي الشمالية في عندان وحيان وحريتان وكفر حمرة ومنطقة أسيا، والتي شهدت أكثر من عشرين غارة الخميس ما تسبب بمقتل عشرة مدنيين على الأقل. كما طال القصف الجوي الروسي ريف حلب الغربي، في كفر داعل وخان العسل والراشدين وكفرناها، بأكثر من عشرين غارة جوية، ليل الخميس-الجمعة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها