الأحد 2016/05/08

آخر تحديث: 18:10 (بيروت)

"جيش الإسلام"يسيطر على مسرابا:تغيير معادلة الغوطة

الأحد 2016/05/08
"جيش الإسلام"يسيطر على مسرابا:تغيير معادلة الغوطة
شنّ "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط"، هجوماً مباغتاً، فجر الأحد، على بلدات أوتايا وبيت نايم وحوش الصالحية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
في هجوم لم يكن مستبعداً، قام "جيش الإسلام" فجر السبت، بمهاجمة القوات التي تحاصره في معقله في مدينة دوما. ففي حركة مباغتة قام بالسيطرة على بلدة مسرابا المحاذية، التي تسيطر عليها "جبهة النصرة" و"لواء فجر الأمة"، بعد معركة قصيرة تم فيها استخدام ثماني دبابات لـ"جيش الإسلام" بالإضافة لعشرات المدافع الرشاشة.

وقد استمر "جيش الإسلام" في تقدمه باتجاه بلدة مديرا ومدينة حرستا معقل "لواء فجر الأمة"، لكن المدافعين حينها بدأوا تنظيم صفوفهم ومنعوه من التقدم أكثر، رغم قيام دباباته بقصف خطوطهم الدفاعية.

كما قام "جيش الإسلام" بمحاولة اقتحام لبلدة سوا المحاذية لمسرابا شرقاً، لكنه واجه أيضاً قتالاً عنيفاً منعه من التقدم إليها. واتجه الجيش أيضاً إلى بلدة الأشعري من دون تسجيل تقدم هناك.
وقد جاء هذا الهجوم المباغت في اليوم العاشر على بدء الاقتتال الداخلي بين فصائل الغوطة الشرقية، وبعد إعلان الطرفين قبولهما بمبادرة "أهل العلم" لوقف الاقتتال، لكن يبدو أن مساعي التهدئة والمفاوضات لم تثمر، ما يدفع إلى اللجوء إلى حسم النزاع بالسلاح.

"جيش الإسلام" أعلن عدم وقوع أية ضحية بين المدنيين في اقتحاماته، وفي ظل عدم وجود أي مصادر مستقلة يمكن الاعتماد عليها، قام الجيش باعتقال عدد من القيادات المدنية من "الهيئة العامة للغوطة الشرقية" التي تمثل القوى المدنية في الغوطة. وأبرز المعتقلين الناشط المعروف عزو فليطاني، وأمين سر "الهيئة العامة" ياسر طوبالجة ، وعضو "الهيئة السياسية" في "الهيئة العامة" عبد الله الشامي، و شيخ عشيرة حرب أبو علي عواد، ونائبه، وغيرهم. ما يشير إلى أن "جيش الإسلام" لم يعد يقبل بوجود أي صوت مدني مناوئ له. وقامت الهيئة على إثر هذه الاعتقالات بإصدار بيان شديد اللهجة ضد "جيش الإسلام"، كما قام "مجلس وجهاء منطقة المرج" بإصدار بيان مماثل.

وقد اعتقل "جيش الإسلام" الشيخ المفتي أبو ياسر القادري، والد ياسر القادري، القائد السابق لـ"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" وأحد قادة "فيلق الرحمن" الذي اندمج "الاتحاد" معه. وقام الجيش بمداهمة بيت الشيخ خالد طفور، الذي خرج من دوما قبل بدء الاقتتال والذي يعتبره "جيش الإسلام" رأس الفتنة، وقام باعتقال أخويه.

من جهتهم، قام كل من "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" المكون من "جبهة النصرة" و"لواء فجر الأمة" و"حركة أحرار الشام" التي اعتزلت الاقتتال، بإصدار بيانات تتهم فيها "جيش الإسلام" بالغدر والنفاق، وتكرر اتهامه بالبغي عليهم. فيما أصدر "جيش الإسلام" بياناً يقول فيه إنه لم يبدأ الهجوم بل كان في موقف الدفاع بعدما قامت الفصائل المتحالفة بمهاجمته.

وشنّ "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط"، هجوماً مباغتاً، فجر الأحد، على بلدات أوتايا وبيت نايم وحوش الصالحية، التي يسيطر عليها "جيش الإسلام" وسيطروا عليها، ليصبح تواجد "جيش الإسلام" مقتصراً على دوما ومسرابا والشيفونية والحواش والنشابية وحزرما، فيما تسيطر الفصائل المتحالفة على بقية الغوطة.

وقد صدرت مواقف شفهية من عناصر "جبهة النصرة" وقياداتهم، تتهم خيمة اعتصام المدنيين، التي نصبت بين مسرابا ودوما بعد مظاهرات حاشدة عمت الغوطة لوقف الاقتتال، بأنها كانت اختراقاً من مؤيدي "جيش الإسلام" لرصد تحركات عناصر "النصرة" وانتشارهم في بلدة مسرابا. الأمر الذي أثار استياء كثيرين من الناشطين المدنيين الذين كانوا من مؤسسي خيمة الاعتصام.

البيان المصور، الذي صدر مساء السبت، لمن أسموا أنفسهم "علماء الغوطة"، المنحازين للفصائل المتحالفة، "جيش الفسطاط" و"فيلق الرحمن"، ندد بما اعتبره اعتداءً من "جيش الإسلام" على خيمة المعتصمين وفضها. ومن اللافت أن البيان لم يعتمد لغة التهدئة وطلب "تحكيم الشرع" كما جرت العادة، بل دعا الفصائل المتحالفة إلى الصمود في وجه "جيش الإسلام" والاستمرار في قتاله، ووجّه أقذع التهم له.

ورغم أن حصيلة معارك السبت كانت لصالح الفصائل المتحالفة، إلا أن سيطرة "جيش الإسلام" على بلدة مسرابا له أهمية استراتيجية أكثر مما حققته الفصائل المتحالفة. فمن خلال هذه السيطرة استطاع "جيش الإسلام" فصل مدينة حرستا معقل "فجر الأمة" عن حمورية معقل "فيلق الرحمن"، ما يضعف التنسيق بينهما. ومما يشي أن "جيش الإسلام" يتجه في معركته، التي تبدو طويلة الأمد ضد الفصائل المتحالفة، للسعي إلى تحقيق أهداف استراتيجية لنزع نقاط القوة من خصومه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها