الثلاثاء 2016/05/31

آخر تحديث: 14:48 (بيروت)

معركة الرقة مؤجلة..و"صقور الصحراء" ينضمون لـ"سوريا الديموقراطية"

الثلاثاء 2016/05/31
معركة الرقة مؤجلة..و"صقور الصحراء" ينضمون لـ"سوريا الديموقراطية"
فتحت "سوريا الديموقراطية" جبهة جديدة للهجوم، عبر الضفة الشرقية لنهر الفرات، انطلاقاً من سد تشرين (ANHA)
increase حجم الخط decrease
علمت "المدن" من مصدر في "قوات سوريا الديموقراطية"، أنّ معركة "تحرير الرقة" من تنظيم "الدولة الإسلامية" لن تبدأ قريباً. وقال المصدر إنّ المعركة مؤجلة، إلى أن يتم فتح ممرات آمنة للسكان المدنيين الذين يتخذهم تنظيم "داعش" دروعاً بشرية، مبيناً أنّ الأولوية حالياً للسيطرة على ريف الرقة الغربي وجزء من ريف حلب الشرقي، وصولاً للسيطرة على سد الفرات ومدينة الطبقة الاستراتيجية.

وأكد المصدر أن من يشارك في المعركة هم من "قوات سوريا الديموقراطيّة" كـ"وحدات حماية الشعب" الكردية و"كتائب جبهة ثوار الرقة" و"كتائب شمس الشمال" و"أحرار العشائر" و"لواء التحرير"، بالإضافة إلى المستشارين العسكريين الأميركيين، ونفى مشاركة "قوات صقور الصحراء" الموالية للنظام في العملية. في الوقت الذي أكدت فيه وسائل إعلام النظام إشراك مليشيا "صقور الصحراء" لمساندة "قوات سوريا الديموقراطية".

وقال ناشط ميداني من ريف الرقة الشمالي، لـ"المدن"، إنّ "داعش" تمكن من ردّ هجوم "قوات سوريا الديموقراطية" إلى محيط بلدة عين عيسى، بعد تقدمها نحو قرية الهيشة وتل السمن، وذلك عبر تنفيذ هجوم معاكس، ليل الأحد/الإثنين، بدأه بتفجير سيارة مفخخة يقودها طفل انتحاري عمره 16 عاماً من منطقة عين عيسى. التفجير ضرب حاجزاً لـ"قوات سوريا الديموقراطية" في قرية النمرودية جنوب شرقي عين عيسى. وسارع التنظيم للإعلان عن اسم منفذ العملية وصورته ليشير بأنّ من يقاتل "قوات سوريا الديموقراطيّة" هم أبناء المنطقة.

وتحتدم المعارك حالياً في قرى تل شاهين وهيشة صغيرة والدرية جنوبي عين عيسى، والتي تحاول "سوريا الديموقراطية" التقدم والسيطرة عليها. وشنّ طيران "التحالف الدولي" أكثر من 20 غارة في محاولة لكسر تحصينات "الدولة" مع استمرار تحليق طائرات الدرونز في سماء المنطقة. وخسرت "سوريا الديموقراطية"، حتى الآن، ما يقارب 70 مقاتلاً بالإضافة لخسائر مادية جراء استخدام التنظيم للسيارات المفخخة وزرعه الألغام، واستهداف تجمعات القوات بصواريخ محليّة الصنع. وبلغت خسائر "داعش" قرابة 100 عنصر جراء الغارات التي يشنها طيران "التحالف".

وصرّح رئيس "فيدرالية روج آفا" التابعة لحزب "الاتحاد الديموقراطي" منصور السلوم، أنّ معركة الرقة قد تؤجل حالياً، وأنّ الأولوية هي لعزل الريف الغربي عن المدينة، والسيطرة على مدينة الطبقة، التي تبعد 45 كيلومتراً جنوب غربي الرقة.

وفتحت "سوريا الديموقراطية" جبهة جديدة للهجوم، عبر الضفة الشرقية لنهر الفرات، انطلاقاً من سد تشرين الذي سيطرت عليه مطلع العام 2016. وتتجه القوات إلى الشمال الغربي، حيث عبرت منطقة غربي الفرات، لأول مرّة، واقتربت من مدينة منبج، واستولت على 9 قرى و3 مزارع.



وبالتزامن معها، تقدمت "سوريا الديموقراطية" من بلدة عين عيسى، منطلق عملياتها، باتجاه الجنوب الغربي، وأصبحت على مقربة من قرية المحمودلي التي يفصلها نهر الفرات عن ناحية الجرنية المطلة على بحيرة الفرات. وستكون وجهة القوات المتقدمة من عين عيسى، نحو سد الفرات، أكبر سد مائي في سوريا، والذي سيطر التنظيم عليه مطلع العام 2014. وتعتبر سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية" على سد الفرات، كمفتاح للسيطرة على مدينة الطبقة.

مشاركة مليشيا "صقور الصحراء" التابعة للنظام، في المعارك التي تخوضها "سوريا الديموقراطية"، تؤكد تحالف النظام و"الاتحاد الديموقراطي"، ورغبة روسيا في إجبار العالم على إعادة التواصل مع نظام الأسد ووصفه بـ"محارب الإرهاب". كما أن المنطقة ذات أهمية قصوى بالنسبة لروسيا، خاصة وأنها كانت قد بنت سدّ الفرات في سبعينيات القرن الماضي، وكان خبراء روس يديرون السد حتى منتصف العام 2011. كما يريد الروس السيطرة على مطار الطبقة العسكري، الواقع تحت سيطرة التنظيم منذ تموز/يوليو 2014. وفي حال سيطرت روسيا على المطار، فستتخذه قاعدة جوية متقدمة للسيطرة على ريف حلب الشرقي والبادية السورية وصولاً إلى دير الزور، بالإضافة إلى فتح طريق نحو مدينة حلب من الجهة الشمالية الشرقية التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية.

وتتخوف فصائل المعارضة وتركيا من تقدم "سوريا الديموقراطية" غربي نهر الفرات، وسيطرتها على مثلث" جرابلس، منبج، الباب. وذلك يعني وقوع 80 في المئة من الحدود السورية-التركية، بيد حزب "الاتحاد الديموقراطي"، ووصل كانتوني عفرين وعين العرب/كوباني، وتهجير السكان العرب من المنطقة. ويتم ذلك وسط أنباء عن تسليح تركيا لقوات من المعارضة؛ "حركة نور الدين زنكي" و"فيلق الشام"، وتجهيزها لدخول مدينتي جرابلس ومنبج، وطرد "الدولة الإسلامية" منهما، وقطع الطريق على "قوات سوريا الديموقراطية".

وكان وزير الخارجية التركية قد قال لمجموعة من الصحافيين، الإثنين: "ما نتحدث بشأنه مع الأميركيين هو إغلاق جيب منبج في أقرب وقت ممكن وفتح جبهة ثانية"، مستثنياً "سوريا الديموقراطية" من العملية. ووتابع الوزير التركي بالقول: "نحن نقول نعم يجب فتح جبهة جديدة، ولكن ليس بمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي"، وأضاف: "للأسف فإن روسيا والولايات المتحدة ترى في منظمة إرهابية شريكاً وتدعمه".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

مقالات أخرى للكاتب