سليماني يدير معركة الفلوجة..و"الحشد" خارج المدينة

تتقدّم القوات العراقية في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في الفلوجة مع تمكنها، الثلاثاء، من استعادة السيطرة على قريتي أبو عودة والعباسي بعد اشتباكات في ناحية الصقلاوية، شمالي المدينة، وفق ما أعلنت الشرطة الاتحادية مؤكدة أن القوات العراقية "تتقدم بسرعة باتجاه أهدافها المرسومة".

وكان قائد عمليات "تحرير الفلوجة" عبد الوهاب الساعدي، قد أعلن في وقت سابق، الإثنين، عن انتزاع مدينة الكرمة، الواقعة شمال شرق الفلوجة، بشكل كامل من تنظيم "داعش"، وأكد أن القوات العراقية دخلت حي النعيمية، جنوبي الفلوجة، كما أنها وصلت الى جسري التفاحة والسجر في شمالها، بالإضافة إلى المدخل الشرقي للمدينة.

يأتي ذلك في وقت أفادت فيه قناة "الجزيرة"، نقلاً عن مصادر عسكرية وعشائرية، أن أول مواجهة مباشرة بين الطرفين اندلعت الإثنين في منطقة الهياكل، على المشارف الجنوبية للمدينة، بمشاركة قوات إيرانية. وأوضحت المصادر أن نحو 60 مقاتلاً إيرانياً، مجهزين بأسلحة حديثة، وصلوا الاثنين إلى أطراف الفلوجة لدعم القوات العراقية و"الحشد الشعبي" والعشائري في المعركة.

وكانت "حركة النجباء"، المنضوية في صفوف "الحشد الشعبي"، نشرت على صفحتها في فايسبوك صوراً تظهر قائد "فيلق قدس" الإيراني قاسم سليماني داخل إحدى غرف عملياتها العسكرية، بحضور نائب رئيس "الحشد الشعبي" أبومهدي المهندس. وقالت الحركة إن سليماني وصل الإثنين إلى الفلوجة لمتابعة سير المعركة.

وبينما تحدثت "خلية الإعلام الحربي" عن مشاركة "الحشد الشعبي" والعشائري وجميع القطاعات العسكرية في العملية، جرت تسوية على إبقاء قوات "الحشد الشعبي" في محيط الفلوجة للدعم والإسناد، وعدم دخولها المدينة واحتكاكها مع السكان "نظراً لوجود حساسيات متعددة" حول مشاركة المليشيا الشيعية في العملية، وفق ما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجح العيساوي، الذي أوضح أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، هو من أمر ببقاء الحشد الشعبي خارج الفلوجة.

في غضون ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها على مصير حوالى 50 ألف عراقي لا يزالون عالقين في الفلوجة مع بدء العملية العسكرية، ودعت إلى تأمين ممرات آمنة لخروجهم من المدينة. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة تتعاون مع الشركاء المحليين من المنظمات الإنسانية لتقييم الاحتياجات ونمط حركة المدنيين الباقين في الفلوجة، مشيراً إلى أن المدنيين يواجهون "خطرا شديداً في محاولتهم الفرار".

بدوره، أعرب رئيس لجنة الهجرة والمهجّرين في البرلمان العراقي رعد الدهلكي، عن خشيته من أن تكون الحكومة خططت لمعركة الفلوجة عسكرياً دون وضع رؤية للعمليات الإنسانية وإخراج المدنيين من المدينة وتوفير المساعدات.

وكانت قناة "الجزيرة" قد أفادت نقلاً عن مصادر طبية عراقية، عن مقتل 25 مدنياً على الأقل، بينهم 7 أطفال، في قصف جوي ومدفعي وصاروخي نفذته القوات العراقية على أحياء المدينة.