الخميس 2016/05/19

آخر تحديث: 15:11 (بيروت)

الغوطة الشرقية: سقوط القطاع الجنوبي بيد النظام

الخميس 2016/05/19
الغوطة الشرقية: سقوط القطاع الجنوبي بيد النظام
فصائل الغوطة الشرقية، استخدمت سقوط القطاع الجنوبي كورقة ضغط ضد بعضها (هادي المنجد)
increase حجم الخط decrease
انسحبت فصائل المعارضة المسلحة من القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية، صباح الخميس، وترافق ذلك مع حركة نزوح كبيرة للأهالي والفعاليات المدنية من القطاع، مع قصف مكثف لقوات النظام.

مصادر محلية في زبدين ودير العصافير، أكدت لـ"المدن"، أن بلدات الركابية وحوش الدوير والبياض ودير العصافير وزبدين ونولة وبزينة شهدت حركة نزوح للأهالي جراء تقدم النظام واستهدافه للمنطقة.

وقال شاهد عيان من منطقة المرج، لـ"المدن"، إن المدنيين في القطاع الجنوبي نزحوا من منازلهم نحو الشمال. أي إلى مناطق سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية. وأشار إلى أن بعض النازحين أخذوا معهم المواشي الخاصة بهم من أبقار وأغنام، وافترشوا الطرقات والأراضي الزراعية.

الناطق الرسمي باسم "فيلق الرحمن" وائل علوان، أعلن عن تعرض بلدات زبدين ودير العصافير وبزينة وبالا لأكثر من 25 غارة جوية مدمرة، وأكدّ نزوح أهالي المنطقة.

وجاء الانسحاب بعد أيام من سحب "جيش الإسلام" لعناصره في قطاع المرج، وبقاء نقاط رباط "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط". مصدر محلي قال لـ"المدن"، إن "جيش الإسلام" انسحب منذ عشرة أيام، وبقي في المنطقة 400 عنصر من "فيلق الرحمن" إضافة للمدنيين من أهالي المنطقة الذين حملوا السلاح لمواجهة تقدم قوات النظام.

وأشار المصدر إلى أن الحملة العسكرية الواسعة لقوات النظام وتراجع قوات المعارضة، دفعا بالأهالي ومن بينهم نساء وأطفال إلى حمل السلاح للذود عن أملاكهم وأراضيهم الزراعية في المنطقة.

فصائل الغوطة الشرقية، وخاصة "جيش الإسلام"، استخدمت القطاع الجنوبي كورقة ضغط على بعضها. ناشط ميداني من زبدين قال لـ"المدن"، إن "جيش الإسلام" انسحب قبل أيام من المنطقة من دون إخبار المدنيين بذلك، وترك خلفه عشرة آلاف مدني.

وكان الناطق الرسمي باسم "جيش الإسلام" إسلام علوش، قد قال لـ"المدن": "لا نستطيع الوصول إلى القطاع الجنوبي بسبب قطع طرق الإمداد من فيلق الرحمن وجيش الفسطاط، وفي حال سقط القطاع الجنوبي يتحمل مسؤولية سقوطه كاملاً الفيلق والفسطاط".

"القطاع الجنوبي" كان حاضراً في بيانات الفصائل العسكرية. الناطق باسم "هيئة الأركان" لـ"جيش الإسلام" حمزة بيرقدار، قال: "أهلنا في جنوب الغوطة نسمع استغاثاتكم ولكن ننتظر ممن قطع علينا الطريق أن يفتحوها لإيصال المؤازرات والإمدادات إليكم".

أما "فيلق الرحمن" فذكر عبر إعلامه الرسمي أنه يقوم بإمداد جبهات القتال جنوبي الغوطة الشرقية، ويتصدى لقوات النظام في المنطقة. ويبدو استخدام "القطاع الجنوبي" في التصريحات العسكرية من الطرفين، وكأنه ورقة مواجهة بين الفصائل، في اقتتالها الداخلي.

تقدم النظام الخميس، ترافق مع اشتباكات متقطعة في بلدة مسرابا بين فصائل الغوطة الشرقية، كما أعلن "جيش الإسلام"، الأربعاء، عن تعرض نقاطه في حرستا للاعتداء من قبل "جبهة النصرة" و"فجر الأمة" المنضويين في "جيش الفسطاط"، وكذلك أعلن الجيش تعرض مواقع له في منطقة الأشعري للاعتداء من قبل "النصرة".

وكان النظام سيطر الثلاثاء على مزارع بزينة ونولة، فيما كانت وقتها بلدات مديرا والأشعري وبيت سوا، تشهد حملة عسكرية لـ"جيش الإسلام" ضد الفصائل العسكرية في سياق الاقتتال الحاصل بين الفصائل منذ أواخر نيسان/إبريل.

وأعلنت الصفحات الموالية للنظام السوري، في مواقع التواصل الإجتماعي، عن سيطرة قوات النظام على جبهات القطاع الجنوبي، وأشارت إلى سقوط أكثر من 40 قتيلاً للمعارضة.

سقوط  القطاع الجنوبي، جاء بعد ساعات على بيان لـ"جيش الإسلام" دعا فيه "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" إلى لقاء عاجل على الأرض، لحل النزاعات وتسوية الخلافات. وقال البيان: "بعيداً عن التراشق الإعلامي واستجابة لرغبة إخواننا في وقف إطلاق النار وحقن الدماء ندعو الإخوة إلى اللقاء العاجل". "فيلق الرحمن" رحب ببيان "جيش الإسلام" وأعلن عن استعداده للقاء.

مصدر محلي قال لـ"المدن" إن خطوات التقارب بين الفصائل المتنازعة أمر جيد ويخدم أهالي الغوطة الشرقية وفصائلها، ولكن يبدو أن خطواتهم جاءت متأخرة بعد فوات الأوان، وخسارة بلدات من أهم مناطق الغوطة الشرقية.

وتعتبر قرى وبلدات القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية "السلة الغذائية" للغوطة ومصدراً لكسر الحصار الذي يفرضه النظام عليها. وستشهد الغوطة الشرقية في حال لم تتمكن فصائلها من استعادة المناطق التي خسرتها، فصلاً عنيفاً من الحصار والتجويع.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها