الخميس 2016/04/28

آخر تحديث: 12:53 (بيروت)

فصائل الغوطة الشرقية تتقاتل.. وقوات النظام تترقب

الخميس 2016/04/28
فصائل الغوطة الشرقية تتقاتل.. وقوات النظام تترقب
يتخوف أهالي الغوطة الشرقية تحوّل الصراع من جبهات الغوطة الشرقية ضد قوات النظام، إلى اقتتال داخلي (انترنت)
increase حجم الخط decrease
هاجم عناصر من "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط"، الخميس، مقرات ومنازل قادة عسكريين في "جيش الإسلام" في بلدات داخل الغوطة الشرقية. وسرعان ما اندلعت اشتباكات بين الطرفين، ما أدى إلى وقوع قتلى من العسكريين والمدنيين.

مصدر عسكري في "جيش الإسلام" قال لـ"المدن"، إن "فيلق الرحمن" مدعوماً بـ"جيش الفسطاط"، هاجما مقرات ومنازل قادة لـ"جيش الإسلام" في مسرابا وكفربطنا وعين ترما وجسرين، ومنها منزل الشيخ سعيد درويش، أحد اعضاء "الهيئة الشرعية" في الغوطة. كما أعلن "جيش الإسلام" على لسان الناطق الرسمي باسمه إسلام علوش، أن "جبهة النصرة" أوقفت مؤازرات عسكرية من "جيش الإسلام" كانت متوجهة إلى جبهة المرج، وقطعت طريقها. و"جبهة النصرة" تعمل في الغوطة الشرقية ضمن "جيش الفسطاط" الذي يساند "فيلق الرحمن".

"جيش الإسلام"، وفق مصدر محلي، قام بمداهمة منزل القاضي السابق للغوطة الشرقية أبو سليمان طفور، وهو محسوب على "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" الذي انضم مؤخراً إلى "فيلق الرحمن". وأعلن "جيش الإسلام" انشقاق "كتيبة الدفاع الجوي" التابعة لـ"فيلق الرحمن" وانضمامها للجيش.

مصدر مقرب من "فيلق الرحمن" قال لـ"المدن"، إن "جيش الإسلام" هو من أوصل الوضع إلى هذه الحال، فنتائج التحقيق في محاولة اغتيال القاضي السابق للغوطة الشرقية تشير إلى أن "جيش الإسلام" خلفها، إلا أنه لم يسلم المتهمين ولا تعامل مع لجنة التحقيق، فيما لم يصدر "فيلق الرحمن" عبر قنواته الرسمية أي بيان حول ما جرى صباح الخميس.

وكانت "لجنة متابعة محاولة اغتيال الشيخ أبو سليمان طفور"، قد أصدرت بياناً الثلاثاء، جاء فيه أن اللجنة "وصلت في تحقيقها إلى نتائج متقدمة، مع وجود معوقات من طرف أحد الفصائل يتمثل بعدم استجابته لمذكرات إحضار قضائية بحق أشخاص من منتسبيه على صلة بالقضية".

وكان "فيلق الرحمن"، قد أعلن الثلاثاء، عن انضمام "اللواء الأول بدمشق"، العامل في حي القابون الدمشقي إلى صفوف الفيلق. مصدر عسكري من "فيلق الرحمن" قال لـ"المدن"، إن انضمام "اللواء الأول" إلى الفيلق يؤكد انتشار الفيلق وتوسعه في الغوطة الشرقية. وفي الأثناء، ورد خبر انشقاق أكثر من 60 عنصراً من "فيلق الرحمن" بعتادهم وانضمامهم إلى "جيش الإسلام".

ما يحدث بين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، في الغوطة المُحاصرة، كان أشبه بـ"حرب باردة" بين الطرفين، قد تستحيل ناراً حامية. ويتخوف أهالي الغوطة الشرقية من وقوع أحداث تقطع "شعرة معاوية" بين الطرفين، وتحوّل الصراع من جبهات الغوطة الشرقية ضد قوات النظام، إلى اقتتال داخلي. ما قد يؤدي إلى خسارة أراضٍ في الغوطة لصالح قوات النظام، التي طالما حاولت السيطرة عليها، بدعم عسكري روسي وإيراني. وفي هذا السياق تظاهر عدد من المحتجين في بلدة زملكا، الخميس، مطالبين بوقف الاقتتال بين الطرفين.

وعلى الرغم من الخلاف الحاصل بين الطرفين، في أوقات سابقة، إلا أن نقاط تمركزهم على جبهات الغوطة كانت مشتركة، والاتهامات كانت توجه إلى المكاتب الأمنية للفصيلين، ولبعض الأشخاص في تأجيج الصراع. ولكن أحداث الخميس، رفعت الصراع إلى مستوى القيادة، فبحسب منشور لشرعي "جيش الإسلام" أبو عبد الرحمن كعكة، لمّح فيه إلى أن "الوقت حان لزوال الباطل وأهله".

وقبل ساعات من اشتباكات الخميس، كان مصدر محلي قد قال لـ"المدن"، إن "الخلاف الحاصل بين الطرفين انتهى والأوضاع عادت إلى ما كانت عليه"، إلا أن التوتر عاد أكبر مما كان عليه، ما دفع بعض مناصري الطرفين للتعبير عن سخطهم، باعتبار أن ما يحدث لا يهدد الفصيلين فحسب، وإنما يضع الغوطة الشرقية على المحك، ويجعلها أمام امتحان يخشى أهالي الغوطة الشرقية اجتيازه.

مصدر مدني قال لـ"المدن": "اليوم أنا لست مع الطرفين، فما يحدث كفيل بهدم كل إنجازات المعارضة في الغوطة الشرقية".

من جهته، يحاول الإعلام الرسمي السوري رصد أحداث الغوطة الشرقية الداخلية، ويبدو اهتمامه منصباً على نشر ما يجري بين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، باعتبار أن تصدع الغوطة الشرقية داخلياً واختلال توازنها، يصب في مصلحة النظام. ولم تهدأ عمليات قوات النظام العسكرية في محاولة اقتحام الغوطة من جبهة بالا، حتى مع سريان "وقف الأعمال العدائية". انقسام الغوطة الشرقية بين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، هو فرصة لا تعوض لقوات النظام، وحليفها الروسي، الذي لا يكلّ في المحافل الدولية، عن توصيف "جيش الإسلام" بالتنظيم الإرهابي.

الاشتباكات بين الفصيلين المنضويين تحت "القيادة العسكرية الموحدة للغوطة الشرقية"، دفعت بمناهضي "جيش الإسلام" إلى اعتبار ذلك خطوة على طريق القضاء على "فيلق الرحمن"، كما حدث سابقاً مع "جيش الأمة". في المقابل، فإن مناهضي "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" اعتبروا أن الاتحاد بانضمامه إلى "فيلق الرحمن" عكّر صفو العلاقات بين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن".

وكان "جيش الإسلام" بالتعاون مع "فيلق الرحمن"، قد أطلقا معركة "الله غالب" في منتصف أيلول/سبتمبر 2015، واستهدفت خلالها ضاحية الأسد والجبال المحيطة بها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها