الخميس 2016/03/24

آخر تحديث: 14:29 (بيروت)

قوات النظام تدخل أطراف تدمر

الخميس 2016/03/24
قوات النظام تدخل أطراف تدمر
القصف الجوي استهداف الطريق الشرقي بالقنابل العنقودية، ما شكّل حقل ألغام على طريق الإمداد الوحيد لـ"الدولة". (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
باتت قوات النظام وحلفاؤها، على مقربة من مركز مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي وسط سوريا، وذلك عقب سيطرتهم على نقاط  متقدمة في الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة، خلال الساعات القليلة الماضية. وتحدثت مصادر رسمية تابعة للنظام السوري عن "ساعات قليلة  تفصلهم عن حسم المعركة"، والسيطرة على المدينة الأثرية الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، منذ منتصف العام 2015.

وسيطرت قوات النظام والمليشيات، على جبل الطار صباح الخميس، بعدما ردّ التنظيم قوات النظام التي تقدمت إلى قصر الميريديان ومنطقة المتقاعدين، بهجوم ليلي معاكس. وكانت قوات النظام قد سيطرت على مثلث تدمر وهو عقدة الطرق الواصلة ما بين ديرالزور ودمشق والحدود العراقية، بالإضافة إلى القصر القطري وجبل القصور المشرف على الجهتين الجنوبية والغربية للمدينة. كما دخلت قوات النظام أجزاءً من بساتين حي الغرف في المدخل الجنوبي لتدمر.

وتدور اشتباكات في محيط فندق "سميراميس" على بعد أقل من كيلومتر واحد من معبد بل التاريخي الذي دمره تنظيم "الدولة الإسلامية" في أب/أغسطس 2015، كما تدور اشتباكات بالقرب من حي المتقاعدين غربي المدينة.

ويشير مصدر في تدمر، لـ"المدن"، بأن قوات النظام تتقدم مدفوعة بقوة القصف الذي بدأ منذ فجر الأربعاء، وتوقف نسبياً ليل الأربعاء/الخميس، وعاد عنيفاً منذ فجر الخميس. القصف الجوي للطيران الروسي وذلك التابع للنظام، استهدف الطريق الشرقي للمدينة بعشرات القنابل العنقودية، ما شكّل حقل ألغام على طريق الإمداد الوحيد لتنظيم "الدولة الإسلامية". وقال المصدر إن التنظيم يعيش حرب استنزاف قد تُفقده السيطرة على المدينة خلال الساعات القادمة، مؤكداً أن تعزيزات التنظيم القادمة من الرقة ومدينة مسكنة شرقي حلب لم تفلح كثيراً في الوصول إلى تدمر، وذلك بسبب الغارات الجوية التي استهدفت أرتال التنظيم العسكرية.

ودعا التنظيم من تبقى من المدنيين في مدينة تدمر، عبر مكبرات الصوت، للخروج من المدينة، نتيجة وصول الاشتباكات إلى تخومها. وبحسب "تنسيقية مدينة تدمر" فقد شنّ الطيران الحربي ما لا يقل عن 40 غارة، معظمها بالقنابل العنقودية التي استهدفت المدينة وأطرافها، بالإضافة إلى الطرق الحيوية المؤدية إلى المنطقة الشرقية، والتي يسلكها المدنيون للهرب من المدينة. كما سقط صاروخ أرض-أرض بعيد المدى على الأطراف الشمالية للمدينة.

ويقول مصدر أخر لـ"المدن" إن تنظيم "الدولة الإسلامية" اعتمد في قتاله على الفترة الليلية التي تقيه نسبياً من قصف الطائرات الحربية والمروحية، مستغلاً المساحات الصحراوية وصعوبة الرؤية الليلة لينفذ عمليات انتحارية يوقع بها أكبر عدد ممكن من القتلى في صفوف قوات النظام وحلفائها. إلا أن اقتراب قوات النظام وتواجدها على مشارف المدينة، جعلت استراتيجية التنظيم غير مجدية على عكس الأيام الماضية.

وكانت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم قد ادعت تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري تابع لـ"الدولة"، في تجمع لعناصر ينتمون إلى مليشيا "فوج مغاوير البحر" التابعة للنظام، قبل يومين، ما تسبب في مقتل العشرات بينهم القائد الميداني علي رحمون. إلا أن مصادر أخرى، أشارت إلى أن الانفجار نتج عن قصف بصاروخ روسي عن طريق الخطأ.

وتكتسب مدينة تدمر أهمية كبيرة لدى النظام، فالسيطرة عليها ستؤدي تلقائياً لبسط نفوذه على مساحات كبيرة في محيط المدينة والبادية السورية، وذكرت مواقع إعلامية تابعة للنظام أن الهدف من السيطرة على تدمر هو تمهيد الطريق من أجل التوجه إلى ديرالزور والحدود العراقية شرقي سوريا. ويُدرج ذلك في محاولة لاستعادة المعابر الحدودية مع العراق، بغرض تسهيل عملية نقل مقاتلي المليشيات العراقية المدافعة عن النظام. وكان التنظيم قد خسر معبر التنف الحدودي، لصالح قوات المعارضة، قبل أسابيع.

وزارة الدفاع الروسية قالت مساء الأربعاء إن "استعادة السيطرة على تدمر سيفتح الطريق نحو الرقة وديرالزور، ويهيئ الظروف للسيطرة على الحدود مع العراق". وروسيا مستمرة، رغم ادعاء انسحابها، في الدعم والإسناد لعمليات قوات النظام حول تدمر، للسيطرة على المدينة وما بعدها، وإلى ربط سوريا والعراق مرة أخرى. وتشارك مروحيات عسكرية روسية وعناصر مشاة، في معركة تدمر، بحسب ناشطين.

من جانبه، نشر تنظيم "داعش"، مساء الأربعاء، تقريراً مصوراً حول سير المعارك في منطقة الدوة غربي تدمر، وتظهر فيه آليات ومدرعات عسكرية مدمرة لقوات النظام، وجانب من القصف والإشتباكات الجارية هناك. إلا أن ناشطين من مدينة تدمر، ذكروا لـ"المدن"، أن بث التنظيم لهذه الصور، يأتي في إطار "حملة إعلامية" يريد بها إظهار "صموده"، قبل خسارته للمدينة. والتنظيم يريد أن يحفظ ماء وجهه أمام مؤيديه، وإظهار مقاومته خلال المعركة، على غرار ما حدث في معركة عين العرب/كوباني في العام 2014.

وسجلت قوات النظام تقدماً موازياً على صعيد المعارك الدائرة في محيط مدينة القريتين جنوب شرقي حمص، من خلال سيطرتها على جبل الرميلي من المحور الشمالي الغربي للمدينة، وتلول السود وتلال الحزم عبر المحور الغربي، وجبل الجبيل من الجنوب. وبذلك تكون قوات النظام قد قطعت الطريق الواصل ما بين تدمر والقريتين، والممتد على طريق تدمر-دمشق، وباتت تُحاصر تقريباً القريتين، التي تعد بوابة القلمون الشرقي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها