تركيا تحظى بالأموال والامتيازات مقابل ردع اللاجئين عن أوروبا

توصل الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى اتفاق، الجمعة، يهدف إلى تخفيف موجات الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، من خلال إغلاق المنفذ الرئيسي لتهريب اللاجئين عبر بحر إيجه، مقابل حزمة من الامتيازات المالية والسياسية لأنقرة.

وبموجب الاتفاق، ستقبل تركيا باستعادة جميع المهاجرين غير القانونيين الذين يعبرون إلى اليونان، بمن فيهم السوريون، مقابل استقبال الاتحاد الأوروبي لآلاف اللاجئين السوريين مباشرة من تركيا، عوضاً عن منح الحكومة التركية المزيد من المال وتسهيل إجراءات دخول مواطنيها لدول الاتحاد من دون تأشيرات، وتحقيق تقدم في مفاوضات انضمام تركيا لعضوية الاتحاد.

واتفق القادة الأوروبيون على فتح الفصل الثالث والثلاثين ضمن مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد، وهذا الفصل يتعلق بسياسات الموازنة وتسريع الاستعدادات للتفاوض في قضايا أخرى. على أن يسمح للأتراك بدخول أوروبا من دون تأشيرات، اعتباراً من حزيران/يونيو، بناء على وفائها بمعايير يطبقها الاتحاد الأوروبي.

واعتباراً من يوم الأحد المقبل، سيصبح المهاجرون الواصلون إلى اليونان من تركيا عرضة لإعادتهم إلى تركيا، فور تسجيلهم ونظر طلبات اللجوء المقدمة. وقال بيان مشترك من الاتحاد الأوروبي وتركيا، نقلته وكالة "رويترز" إن "جميع المهاجرين غير القانونيين القادمين من تركيا إلى الجزر اليونانية اعتبارا من 20 مارس/آذار 2016 ستتم إعادتهم إلى تركيا. سيتم هذا في ظل التزام تام بقوانين الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي وبالتالي سيُستبعد أي شكل من أشكال الإبعاد الجماعي".

ووافق الاتحاد الأوروبي كذلك على الإسراع بتقديم ثلاثة مليارات يورو إلى أنقرة دعماً للاجئين الموجودين في تركيا، بالإضافة لثلاثة مليارات أخرى بحلول 2018 بعد أن تقدم أنقرة قائمة بمشاريع تستحق مساعدة الاتحاد الأوروبي.

وبعيد ساعات من الإعلان عن الاتفاق، قالت قوات خفر السواحل والشرطة التركية إنها ألقت القبض على 1734 مهاجراً و16 مهرباً، الجمعة، وذلك في إطار حملة واسعة لمنع اللاجئين من الوصول إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.

الاتفاق التركي-الأوروبي يأتي بعد مباحثات عقدها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الجمعة. وكان رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتل، قد أعلن مساء الخميس، أنه تم التوصل إلى "اتفاق حول موقف الاتحاد الأوروبي"، على أن يتولى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك "عرضه على رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو الجمعة".

وعبّر أوغلو لدى وصوله إلى بروكسل للمشاركة في القمة التركية-الأوروبية، عن أمله في إمكانية "إيجاد قواسم مشتركة" مع الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق. بينما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوروبا إلى النظر في "سجّلها الخاص بالمهاجرين قبل أن تملي على تركيا ما تفعله".