بدأت قوات النظام وحشد المليشيات الشيعية (عراقية وأفغانية ولبنانية وإيرانية)، وبدعم جوي روسي كبير، عملية عسكرية برية واسعة، فجر الإثنين، في ريف حلب الشمالي، على أربعة محاور. وتمكنت القوات المهاجمة من التقدم على محورين، لتسيطر على قرى وبلدات تل جبين ودوير الزيتون ومعرستة الجهاد، بالإضافة إلى عدد من المواقع المتقدمة التي كانت تتمركز فيها المعارضة، إلى الشرق من حيان وحردتنين.
وبدأت قوات النظام وحشد المليشيات الهجوم بالتسلل مع ساعات الفجر الأولى نحو المواقع المستهدفة، مستغلة الظروف الجوية المواتية ووجود الضباب الكثيف الذي منع الرؤية. وسيطرت على الدفاعات الأولى للمعارضة وتمركزت على أطراف القرى بانتظار التمهيد المدفعي والصاروخي والجوي.
واتبعت قوات النظام كعادتها، سياسة "الأرض المحروقة" في هجومها على مناطق المعارضة، بعد التمهيد لاقتحامها بقصف مكثف بالصواريخ والمدفعية المتمركزة في جمعية الزهراء وكلية المدفعية غربي مدينة حلب، ومن تلة الشيخ يوسف والمنطقة الصناعية في الشرق. وألقى الطيران المروحي عشرات البراميل المتفجرة على الخطوط الأمامية لمقاتلي المعارضة. وفي الوقت ذاته كان الطيران الروسي يقصف كل شيء يتحرك في المنطقة، ولم يغادر سماء المناطق المستهدفة، وبذلك شلّ حركة الإمداد بشكل شبه كامل، وقتل عدداً كبيراً من مقاتلي المعارضة والمدنيين، في أكثر من 100 غارة جوية طالت خطوط القتال والمدن والبلدات القريبة كعندان وحيان وحريتان ورتيان وتل رفعت ومارع وبينون وكفرحمرة.
واستمرت المعارك الطاحنة في مختلف محاور القتال، الإثنين، وتقدمت قوات النظام والمليشيات الشيعية من جديد، فجر الثلاثاء، لتسيطر بشكل كامل على بلدة حردتنين بعد التمهيد لدخولها بأكثر من عشرين غارة جوية روسية، ومئات القذائف الصاروخية التي كانت السبب الأبرز في انسحاب المعارضة إلى خطوطها الخلفية في معرستة الخان، وهي البلدة الوحيدة التي تفصل النظام عن الوصول إلى بلدتي نبل والزهراء المواليتين في الغرب.
وبذلك أصبح طريق المعارضة الحلبية الواصل بين مارع وإعزاز في الشمال، وبين حلب وضواحيها الشمالية، شبه مقطوع، بسبب الرصد الناري الذي حققته قوات النظام بعد سيطرتها على حردتنين. بالإضافة إلى القصف الجوي الروسي للطريق الوحيد بأكثر من ثلاثين غارة جوية، الثلاثاء، ما تسبب بتوقف حركة المرور فيه.
ولم تتمكن المعارضة الحلبية حتى الآن من "امتصاص الصدمة" وإعادة ترتيب صفوفها للتصدي للقوات المهاجمة. وبرغم تمكنها من وقف زحف المليشيات على المحاور التقليدية في بشكوي وتل مصيبين، واستعادتها بعض النقاط التي خسرتها فجر الإثنين، وقتلها أكثر من ثلاثين عنصراً لقوات النظام والمليشيات، وتدميرها ثلاث عربات مدرعة واغتنام اثنتين، إلا أنها لم تكن قادرة على الرد بهجوم معاكس منظم في المحاور الرخوة التي تقدمت منها قوات النظام والمليشيات. ولا تزال القوات المهاجمة تسعى للسيطرة على المزيد من المناطق للوصول إلى هدفها غرباً في نبل والزهراء، والذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من التحقق.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها