الجمعة 2016/12/09

آخر تحديث: 14:06 (بيروت)

روسيا: الحرب القادمة في إدلب

الجمعة 2016/12/09
روسيا: الحرب القادمة في إدلب
مقاتلون من المعارضة السورية في حلب (مركز حلب الإعلامي)
increase حجم الخط decrease

كتبت صحيفة الكرملين "VZGLIAD"، الخميس، أن حلب التي كانت "تموت ولا تستسلم"، قد غيرت الآن أجهزة الإعلام الموالية لمقاتليها لهجتها، وباتت تقول: أجل نحن مضطرون للإنسحاب. لكن "الحرب بدأت للتو". وتتفق وزارة الخارجية الأميركية مع المقاتلين في ذلك، فالحرب قد "بدأت" فعلاً، فالإسلاميون بهجومهم على الجيوب الشيعية، قد خرقوا وقف إطلاق النار في إدلب، وشكلوا بذلك تحدياً جدياً جديداً لللجيش السوري.

صباح الأربعاء الماضي، أخذ مقاتلو غرفة عمليات "فتح حلب" يغادرون على نحو كثيف أحياء حلب القديمة، ليدخلها الجيش السوري، وأصبحت دمشق تسيطر على 85 في المئة من الجزء الشرقي للمدينة، على حد قول الصحيفة. وبعد أن توقفت "فتح حلب" عن المقاومة، عملياً، وبدأت تسليم سلاحها، وهي التي كانت سابقاً تشكل العمود الفقري لدفاعات المقاتلين في حلب، لم يبق في "المرجل" (المنطقة المحاصرة) سوى "النصرة" ومجموعة "نور الدين زنكي".


وقد اعترفت "بالهزيمة الكاملة" في حلب المصادر الإعلامية المعارضة الأكثر قرباً من المقاتلين. وتسهب الصحيفة في الحديث عن المعارك، التي "أدت إلى اعتراف فتح حلب بنهايتها، وإن كان الأمر تطلب بعض الجهود الدبلوماسية والإستخباراتية حتى استسلمت الجماعة نهائياً"، بحسب الصحيفة.


بعض المصادر تشير إلى أن انسحاب "فتح حلب" و"خروج هذه المنظمة، عملياً، من الحرب"، كان نتيجة "نوع من التوافق الروسي-التركي" تم التوصل إليه ليل الثلاثاء-الأربعاء، لكن الأمر ليس كذلك وهو "في الأغلب خطأ في الترجمة". من الجائز أن تكون المفاوضات بين ممثلين عن القوات المسلحة الروسية وبعض زعماء المعارضة، التي من الممكن أن تكون قد جرت على الأراضي التركية هي المقصودة بالكلام. وقد انتهت هذه المفاوضات باستسلام "فتح حلب" مقابل ضمان جلاء المقاتلين مع أسرهم إلى محافظة إدلب، وهو الجلاء الذي بدأ فعلاً، بحسب ما تنقل الصحيفة عن مصادرها.


وتجزم الصحيفة أن تركيا، كدولة، لم يكن لها أي علاقة بالأحداث في حلب "ولا يمكن أن يكون". إلا أن أجهزة مخابراتها قد أقامت علاقات مع المقاتلين، وكان بوسعها أن تكون وسيطاً في المفاوضات، وأن تقدم أراضيها لاستضافة المفاوضات.


وبحسب الصحيفة، فإن خط الجبهة يتغير بسرعة شديدة حالياً... أما مدى التقدم، الذي ستحرزه قوات النظام، بعد خروج "فتح حلب" من الحرب وجلائها، فلا يمكن تحديده سوى قبل "مرور يوم على الأمر".


وكان الطيران الروسي في هذا الوقت يقوم بتوجيه ضربات إلى مواقع "الدولة الإسلامية" في دير الزور، التي كانت تخطط لشن هجومها الدوري على المطار وعلى قاعدة اللواء 137 في الجيش الرسمي. وتقول الصحيفة، إن خط الجبهة عند المطار والقاعدة وحقول النفط لم يتغير منذ سنوات "وقد آن الآوان للقيام بشيء ما حيال الأمر".


منذ يومين، على قول الصحيفة، قام وزير الخارجية الأميركية نفسه بتغيير اللهجة بقوله إن "الحرب في سوريا لا تنتهي بسقوط حلب". وقد سبق أن نزح إلى إدلب حوالى 20 ألف مقاتل من مناطق سوريا الأخرى، في إطار اتفاقات الهدنة مع الحكومة. وعلى الرغم من السيطرة الكلية للجهاديين في المحافظة، إلا أنه توجد فيها جيوب عديدة من السكان العلويين والشيعة والمسيحيين، الذين يعيشون في حالة حصار منذ سنوات عديدة. وتشير الصحيفة، إلى أنه في إطار التحضير لدفاع طويل الأمد عن إدلب، كما يبدو، قام "جيش الفتح" بمحاولة تنظيف هذه الجيوب من مؤخرة جبهته.


وتمضي الصحيفة بالقول، إن إدلب تشهد الآن توافداً، ليس لمقاتلين عاديين مع أسرهم فحسب، بل يتوافد إليها كبار قادة "الدولة الإسلامية" المستعدون لقيادة هذه "الدولة السورية" الجديدة. فقد وصل الأربعاء الماضي، عبر الحدود التركية، قائد الفرع التونسي في "الدولة الإسلامية" بلال الشواش، ونائبه أبوذر التونسي. وكان قد تم رصدهما سابقاً عبر التنصت على اتصالاتهما، في شمال حلب، حين كانا يقومان بتنسيق عمليات "الجيش السوري الحر" ومجموعة "جيش أسود الشرقية". وإذا صدقت وسائل إعلام الجهاديين، سوف تنضم هاتان الشخصيتان مع مقاتليهما إلى "جبهة النصرة" المحلية. وفي الوقت عينه أعلن الناطق باسم "جيش الفتح" الشيخ عبدالله المحيسني، أن المئات من مقاتلي "الدولة الإسلامية" يؤيدون "الدفاع عن سوريا" مع فقدان "الدولة الإسلامية" لـ"أراضيها"، تدريجياً، بحسب الصحيفة.


وتتابع الصحيفة، بأن هذا كله يشير إلى أنهم سوف يقيمون على الأجزاء من إدلب، التي يسيطر عليها الجهاديون، "دولة سورية بديلة"، سوف تصبح المعارك من أجلها "تحدياً جديداً" للقوات النظامية. وتقوم الإدارة الأميركية الراحلة، وعلى نحو عاجل، باختراع تركيبات دعائية جديدة للتشبث بإدلب. فوفقاً لمنطق كيري، يبقى الأسد بالذات السبب الرئيسي للحرب الأهلية، والإنتصارات الحربية للجيش النظامي لن توقف الحرب، بل تشرذمها فقط، لأنها "تعزز نظام الأسد". ووفقاً لهذا المنطق، فإن روسيا، التي تدعم السلطة الشرعية في سوريا، هي عدو السلام والديموقراطية. وهذا يعني، أنه من الضروري دعم أعداء دمشق ومساندتهم، بغض النظر عن توجههم السياسي والإيديولوجي. ولذلك ثمة حاجة "لهدنة الأيام التسعة في حلب"، التي تسمح للمقاتلين بإعادة تجميع صفوفهم. ولهذا تظهر في إدلب أنظمة راجمات الصواريخ الأميركية.


وتختتم صحيفة الكرملين بالتأكيد على أن الأمر سوف يكون مختلفاً؛ أن تبدأ العمليات العسكرية الكبيرة في إدلب حين سيتخلى باراك أوباما عن كرسي الرئاسة لرونالد ترامب. فكما هو معروف، لدى ترامب نظرة مختلفة كلياً إلى الأحداث في سوريا ودور روسيا فيها. لكن زعماء الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا اكتفوا حالياً بالإعلان عن استعدادهم لاتخاذ "تدابير مقيدة" ضد أنصار بشار الأسد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها