الجمعة 2016/12/09

آخر تحديث: 16:49 (بيروت)

اتفاق حي الوعر يتأرجح بين روسيا وإيران

الجمعة 2016/12/09
اتفاق حي الوعر يتأرجح بين روسيا وإيران
النظام اعتبر أن المفاوضات "قد انتهت" ولا عودة إليها (انترنت-أرشيف)
increase حجم الخط decrease

يعيش أهالي حي الوعر المحاصر في مدينة حمص أياماً عصيبة وثقيلة، في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات المتواصلة بين ممثلي لجنة التفاوض في الوعر، واللجنة الأمنية التابعة للنظام.

وعمد النظام خلال المفاوضات إلى التهديد بقصف الحي وتشديد الحصار أكثر. وكان أخر تلك التهديدات إعطاء لجنة الوعر مهلة 24 ساعة، بدأت الثلاثاء الماضي، بأنهم أمام خيارين، إما الاستسلام وتسليم الحي، أو مواجهة حملة تصعيد جديد.


مصدر من داخل لجنة المفاوضات، أكد لـ"المدن"، أنه رغم انتهاء المهلة التي أعطاها النظام للجنة، إلا أن الهدوء الحذر ما زال يخيّم على الوعر، وسط حالة من الترقب لما سيقدم عليه النظام، خصوصاً وأنه اعتبر المفاوضات "قد انتهت" ولا عودة إليها.


مصدر ثانٍ من "لجنة التفاوض في الوعر، قال لـ"المدن"، إن جهات دخلت على خط المفاوضات التي ستحدد مصير أكثر من 25 ألف نسمة داخل حي الوعر، فيما رجّح مصدر مقرب من "لجنة الوعر" بأن المفاوضات قد تحل في إطار بند التسوية والمحافظة على وجود سكان الوعر داخل الحي، مقابل عودة هيمنة "الدولة السورية" عليه. وهذا الشرط كان قد ورد خلال بنود الاتفاق الذي تمت الموافقة عليه من طرفي النزاع نهاية عام 2015، وأعيد تفعيله في نهاية أغسطس/آب بعد توقف دام 6 أشهر.


ووسط حالة من ترقب رد النظام، دعت لجنة التفاوض أهالي الحي، في بيان أصدرته الخميس، إلى الحذر من أي قصف محتمل، وأكدت أنها ما تزال متمسكة في بند المعتقلين الذي عطل المفاوضات مراراً لرفض النظام الالتزام بتطبيقه. وأشار البيان إلى أن اللجنة تسعى جاهدةً لتطبيق أفضل الحلول للحفاظ على دماء المدنيين، والعمل على تحقيق مقاصد وأهداف معينة كمنع التهجير القسري، وفقاً للطروحات المقدمة لهم.


بيان لجنة المفاوضات لم يُزِل حالة الترقب لدى المدنيين، فالغموض الذي يلف المفاوضات، كما أصبح يدور في أذهان العديد من سكان الحي، ومتابعين للمفاوضات، يتمثّل في التساؤل حول ورقة الضغط التي تمتلكها "لجنة التفاوض في الوعر" لتجبر النظام على التراجع عن تهديداته.


وبحسب معلومات حصلت عليها "المدن" من مصادر مقربة من لجنة المفاوضات، فإن هناك خلافات روسية-إيرانية حول آلية إنهاء "ملف الوعر"، رغم اتفاق الطرفين على ضرورة ذلك وإعلان الحي تحت سيطرة النظام السوري. فالإيرانيون يسعون وبشكل سريع إلى ضرورة إخلاء حي الوعر من سكانه ونقلهم إلى محافظة إدلب، على غرار مناطق أخرى شهدت مفاوضات مماثلة، فيما ترى موسكو أن هذه المساعي تتعارض مع مصالحها، إذ باتت تخشى من ازدياد سيطرة الميليشيات الشيعية على مناطق عديدة في سوريا، ما يهدد سلطة روسيا على الأجهزة الأمنية والجيش.


وما يزيد من تلك الشكوك حول الخلافات الروسية-الإيرانية، أن لجنة مفاوضات الحي كانت قد عقدت اجتماعاً مع لجنة النظام، بحضور وفد روسي مؤلف من 3 ضباط، نهاية الشهر الماضي، توصّل خلاله الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتهدئة الأوضاع لمدة خمسة أيام، وذلك بعد حملة عسكرية شرسة شنّتها قوات النظام وحلفاؤها على الحي، وتلتها هدنة جديدة لمدة 9 ساعات، ليتفاجأ أعضاء لجنة الوعر بعدها بإقالة النظام لرئيس فرع أمن الدولة والمسؤول الأمني لملف الوعر عقاب صقر، ونقله إلى محافظة درعا جنوب سوريا، وتعيين العميد ابراهيم درويش مكانه.


وكان وفد تابع للأمم المتحدة قد زار الحي بالتزامن مع انتهاء مهلة الـ24 ساعة التي أعطاها النظام للجنة المفاوضات، واطلع الوفد على المآوي والملاجئ، التي باتت تستضيف الأهالي الهاربين إليها احتماءً من القصف، كما تمت مناقشة الوضع الطبي المتدهور في الحي، بعيداً عن ملف المفاوضات.


في هذا السياق، قال الطبيب أبو المجد الخالدي، لـ"المدن"، إن النقاط الطبية الثلاث في الوعر تفتقر للأدوية، مشيراً إلى أن المساعدات التي أدخلتها منظمات إنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة اقتصرت على مسكنات الألم، وهي شارفت على النفاد. كما أن العمل على تقديم الخدمات الطبية في الوعر، بحسب الخالدي، سيتوقف "خلال مدة أقصائها 10 أيام لا أكثر".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها