السبت 2016/12/31

آخر تحديث: 16:28 (بيروت)

العام 2016: نهاية الثورة في مدينة حلب

السبت 2016/12/31
العام 2016: نهاية الثورة في مدينة حلب
فشلت المعارضة في كسر الحصار مرتين، وخسرت الكثير من مقاتليها وعتادها الحربي (مركز حلب الإعلامي)
increase حجم الخط decrease
تصدرت حلب مشهد الثورة السورية في العام 2016، ولم ينته العام حتى خسرت المعارضة المسلحة كلّ مواقعها في مدينة حلب، بعد سقوط الأحياء الشرقية بيد النظام وحلفائه. وكانت نهاية العام دامية وحزينة، فقد تم تهجير عشرات آلاف المدنيين إلى خارج المدينة، بموجب اتفاق اخلاء، ضمنته روسيا وتركيا.

روسيا التي ضمنت اتفاق التهجير القسري، قتلت على مدار العام 2016 آلاف الحلبيين، خلال مراحل وأطوار، من محاصرة المعارضة في حلب الشرقية، إلى حرقها بالقصف جواً بالقنابل الفوسفورية والارتجاجية والفراغية، وصولاً إلى فرض مليشيات النظام وإيران و"حزب الله" السيطرة الكاملة على الأحياء الشرقية. هجوم بري وجوي، حوّل ما تبقى من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى ركام وأطلال مدمرة، على مدى الشهرين الأخيرين من العام 2016.


في العام 2016 كان الدور الروسي بارزاً في كل تفاصيل الساحة السورية، وفي حلب خصوصاً، فلعبت دور القائد الميداني براً، والداعم الناري جواً لآلاف العناصر من مليشيات "حزب الله" اللبناني و"الحرس الثوري" الإيراني والأفغان والباكستانيين ومليشيات عراقية. المليشيات عززت من تواجدها في حلب في العام 2016 برعاية روسية، وزاد عددها إلى الضعف على أقل تقدير، وكانت مهمتها الأساسية القضاء على المعارضة، وحصار المناطق الخاضعة لسيطرتها، ومن ثم اجتياحها تباعاً.

تركيز المليشيات الإيرانية كان منصباً على جبهات ريف حلب الجنوبي، التي حققت فيها آواخر العام 2015 تقدماً كبيراً، ما مكنها من السيطرة على قرابة 80 في المئة من مساحته، وتهجير أكثر من 250 ألف مدني من قراهم وبلداتهم، بدعم جوي روسي غير محدود. وفي غضون ثلاثة أشهر كاد الاجتياح يدخل مرحلته الثانية، أي التوغل في ريف إدلب، وريف حلب الغربي، كما كان متوقعاً، لكن ذلك لم يحدث، إذ اتخذت العمليات العسكرية للمليشيات منحى مختلفاً تماماً مطلع العام 2016.

مع دخول العام 2016 طرأت تغييرات جوهرية على الخطة، ودخلت "قوات خاصة" روسية وضباط وفنيون روس، وعززت روسيا من ترسانتها الحربية في حلب، خصوصاً المدفعية وقواعد الصواريخ، ودبابات "T-92" المتطورة. الأهداف هذه المرة أوسع، وتشمل المدينة حلب، من خلال استكمال خطة "دبيب النمل"، التي نجحت مليشيات النظام في تنفيذ مراحلها الأولى قبل التدخل الروسي، لكنها فشلت في انجاز المراحل الأخيرة التي تضمنت حينها الوصول إلى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي، ومن ثم  فرض الحصار من خلال قطع طريق الكاستللو. ولا تزال ذكرى المواجهة الدموية بين المعارضة والمليشيات مطلع العام 2015 تشهد على مدى قوة وتماسك المعارض حينها، رغم تفرقها، وكيف نجحت في التصدي للمليشيات في منطقة رتيان والملاح، التي خسرت فيهما المليشيات أكثر من 300 عنصر بين قتيل وأسير.

في كانون الثاني/يناير 2016  كانت المعارضة المسلحة، وعلى رأسها الفصائل السلفية الجهادية تعمل من أجل استعادة بعض مواقعها شرقي الطريق الدولي حلب–دمشق في ريف حلب الجنوبي. وكانت بلدة العيس وتلتها الاستراتيجية في مرمى النار طيلة أسبوعين متتالين من السيطرة المتبادلة ومعارك الكر والفر مع المليشيات التي خسرت المئات من مقاتليها آنذاك. كانت المليشيات الإيرانية حانقة للغاية وترغب بأخذ ثأرها هناك لكنها واجهت ضغوطاً روسية كي تحول نشاطها الحربي باتجاه ضواحي حلب الشمالية التي أصبحت هي الهدف الرئيسي للعمليات بحسب الخطة الروسية. المعارضة تمكنت من استعادة بلدة العيس وتلتها، في آذار/مارس 2016.

أشرف ضباط روس وإيرانيون من "الحرس الثوري" وقيادات من "حزب الله" اللبناني على العملية الجديدة، والتي انطلقت فعلياً مطلع فبراير/شباط 2016، وكانت الأعنف على الإطلاق، تخللها قصف متنوع، بالطائرات الحربية الروسية، والمروحيات، استهدف مواقع المعارضة في رتيان وحردتنين وتل جبين وماير، وحققت القوات المهاجمة خلال 72 ساعة تقريباً هدفها بالوصول إلى بلدتي نبل والزهراء. وبذلك أصبح ريف حلب الشمالي ريفين؛ شمالي قرب الحدود السورية التركية يضم مناطق مارع وتل رفعت وإعزاز ومحيطها القريب، وجنوبي على طرفي طريق الكاستللو المؤدي إلى الأحياء الشرقية المحررة في حلب، ويضم بيانون وحيان وعندان وحريتان وكفرحمرة والملاح، وغيرها من البلدات والمزارع الصغيرة.

وتزامنت هجمات النظام والمليشيات وروسيا، على مواقع المعارضة في ريف حلب الشمالي (الضواحي القريبة)، مع هجوم بري واسع لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، التي وسعت نفوذها على حساب المعارضة وسيطرت في وقت قياسي على أكثر من 15 بلدة وقرية ومزرعة إلى الجنوب والشرق من مدينة عفرين، معقلها الرئيس في ريف حلب الشمالي. تمدد "وحدات حماية الشعب" كان بغطاء جوي روسي، ومدفعي وصاروخي من قبل المليشيات، التي كانت قد وصلت لتوها إلى بلدتي نبل والزهراء القريبتين من خطوط الاشتباك بين المعارضة و"الوحدات".

في 12 فبراير/شباط 2016 تمكن تحالف "قوات سوريا الديموقراطية"، الذي تشكّل "وحدات الحماية" معظم قواته، من السيطرة على قرى جديدة في ريف حلب الشمالي، ومنها مطار منغ العسكري قرب إعزاز والبلدات المحيطة فيه، وبدأت تحضر للسيطرة على مدينة تل رفعت، التي أصبحت شبه محاصرة من ثلاث جهات. وفعلاً بدأ التمهيد الجوي الروسي على المدينة التي طالها القصف بأكثر من 300 غارة جوية في غضون أيام، حولتها المقاتلات الروسية إلى محرقة، عجزت المعارضة في ذلك عن التصدي للهجمات البرية والقصف الجوي.

وفي 16 فبراير/شباط تمكنت "سوريا الديموقراطية" من السيطرة فعلياً على مدينة تل رفعت، وهي واحدة من المدن الثلاث الكبيرة في ريف حلب الشمالي، قرب الحدود السورية التركية، ومعقل مهم للمعارضة المسلحة. "قوات سوريا الديموقراطية" دخلت تل رفعت بعدما غادرها كل سكانها، قسراً، بفعل الغارات الروسية والقصف المدفعي. وتوجه الأهالي إلى الشريط الحدودي، إلى الشمال الشرقي من إعزاز، حيث تنتشر قرابة 10 مخيمات تأوي نازحين من شتى مناطق ريفي حلب الشمالي والشرقي.

وشهد الربع الأول من العام 2016 كارثة إنسانية، حيث هجرت الحرب التي قادتها روسيا ومليشيات إيران والنظام أكثر من 250 ألف مدني، نصفهم استقر في المناطق الحدودية شمالي حلب، في مخيمات اللجوء، والقسم الآخر توجه نحو ريف حلب الغربي وريف إدلب. كما خلّفت الحملات البرية في الفترة نفسها 1500 قتيل معظمهم مدنيون، وجرح مئات آخرين أثناء رحلة النزوح.



وتوصّل وزيرا الخارجية الروسية والأميركية، إلى أول اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، بدأ منتصف ليل السبت 27 فبراير/شباط 2016، على أن تبدأ محادثات السلام في جنيف في 7 مارس/آذار 2016. وشمل "وقف إطلاق النار" مناطق تحت سيطرة النظام، ومناطق  تحت سيطرة الفصائل المسلّحة المعارضة، لكنه لم يشمل مناطق تحت سيطرة تنظيمي "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة". وتمّ تسجيل مئات الخروقات من جانب مليشيات النظام للهدنة، كما استغل تنظيم "الدولة" و"قوات سوريا الديموقراطية"، وقف العمليات العسكرية لمهاجمة مناطق سيطرة المعارضة السورية شمالي حلب. الاتفاق لم يعش طويلاً بسبب خداع روسيا وتهربها من تنفيذه، إذ شنت مقاتلاتها مئات الغارات الجوية لمواقع المعارضة المشمولة في اتفاق "وقف إطلاق النار" حينها وكانت تقول إنها تقصف مواقع "الدولة الإسلامية".

روسيا قصفت في أحيان كثيرة مواقع متقدمة للمعارضة المسلحة على جبهات تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف حلب الشمالي، وبدت كحليف للتنظيم في كثير من الأحيان، تساعده لإكمال مهمته للسيطرة الكاملة على ريف حلب الشمالي، بعدما استعصت مارع على التنظيم رغم محاولاته المتكررة للسيطرة عليهما.

وهاجم "داعش" مدينة مارع أكثر من 6 مرات خلال العام 2016 وأغلب المحاولات كانت في النصف الثاني من العام 2016. وفي 28 أيار/مايو حاصرت "الدولة الإٍسلامية" مارع، بعدما سيطرت على القرى والبلدات الواقعة شمالها. وبذلك تقاسم "داعش" و"قوات سوريا الديموقراطية" أطراف المدينة الأربعة. حينها حاول التنظيم السيطرة على المدينة، وشن أعنف هجوم منذ اقترابه إلى أطرافها نهاية العام 2014، وفجر 10 سيارات مفخخة على مداخلها، لكنه فشل وخسر أكثر من 200 عنصر. ولم يدم حصار مارع طويلاً، حيث تمكنت المعارضة المسلحة من فك حصار المدينة بعد عشرة أيام.

المعارضة الحلبية في العام 2016 عاشت أسوأ مرحلة خلال النصف الأول من العام، وخسرت الكثير من الجغرافيا التي كانت تسيطر عليها في الريف لحساب القوى الثلاث: النظام ومليشياته و"الوحدات" وتنظيم "الدولة". وخسرت المعارضة المئات من مقاتليها في معارك استنزاف وكر وفر وتبادل مستمر للسيطرة على قرى وبلدات مختلفة، خصوصاً مع "الدولة الإسلامية" التي حوّلت الريف الشمالي القريب من الحدود التركية إلى حقل ألغام حصد أرواح عشرات المدنيين ومقاتلي المعارضة.



وبالعودة إلى مدينة حلب والضواحي الشمالية، وبعد أن تمكنت المليشيات بداية العام 2016 من الوصول إلى بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، محققة الجزء الأكبر من أهداف معركتها "دبيب النمل"، كان قد بقي لها قطع طريق الكاستللو وحصار المعارضة المسلحة داخل المدينة. وبدأت فعلياً المليشيات بشن حملة عنيفة من القصف المدفعي والصاروخي على المواقع المستهدفة بالتقدم البري، في مزارع الملاح والمدن والبلدات القريبة منها؛ حريتان وكفر حمرة ومنطقة أسيا، وغيرها من المواقع التي تقع على طرفي الطريق نحو الأحياء الشرقية المحاصرة.

المقاتلات الحربية الروسية حرقت المنطقة شمالاً، على الأبواب الشمالية للمدينة، وأصبح المرور من طريق الكاستللو أشبه بمحاولة انتحار. القصف الروسي بالقنابل الفراغية، والفوسفور، والقنابل الارتجاجية أثر بشكل كبير على أداء المعارضة، ودفعها للتراجع أمام المليشيات التي زحفت بشكل متواصل عبر مزارع الملاح، والتلال القريبة قادمة من جهة الشمال الشرقي حتى تمكنت من فرض كامل سيطرتها على الطريق، وفرض الحصار الكامل على أحياء المدينة الشرقية في 27 تموز/يوليو 2016.

وخسرت المعارضة خلال تلك الفترة المئات من مقاتليها بسبب الغارات الروسية المكثفة، والهجوم البري العنيف الذي شنته مليشيات "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني و"حركة النجباء" العراقية و"لواء القدس" الفلسطيني والأفغان و"القوات الخاصة" الروسية. خسارة المعارضة الكبيرة جاءت على خلفية المحاولات المتواصلة لمنع الحصار، وإيقاف زحف المليشيات التي واصلت تقدمها مستفيدة من سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها خلال المعركة بمساندة جوية روسية.

وشهدت الأحياء الشرقية في حلب، تصعيداً عنيفاً في عمليات القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، بعدما فرضت المليشيات حصارها على الأحياء، وانتقلت من مرحلة فرض الحصار إلى الضغط على المعارضة في الداخل لإنهاكها كي تنقض عليها في وقت لاحق. وارتكب الطيران الروسي مجازر مروعة.

وفي 1 آب/أغسطس أطلقت المعارضة المسلحة معركة "كسر الحصار" الأولى وأسمتها "ملحمة حلب الكبرى" واختارت الأطراف الغربية للمدينة، كبديل عن الأطراف الشمالية التي كانت صعبة الاختراق نظراً للحشود الهائلة من المليشيات، والقصف المستمر على المنطقة المعقدة بحكم قربها من معاقل "وحدات الحماية الكردية" والتي كان لها دور فاعل خلال عمليات الحصار.

وخلال أيام قليلة تمكنت المعارضة من فرض سيطرتها على أكثر من 15 موقعاً غربي حلب، من بينها مجمع المدارس العسكرية في الراموسة، ومدرسة الحكمة. كان هجوم المعارضة ساحقاً، وسريعاً للغاية، وتمكنت فعلياً من كسر الحصار. لكن ذلك لم يدم طويلاً بسبب التعزيزات الكبيرة التي استقدمتها مليشيات "حزب الله" و"الحرس الثوري" إلى المنطقة، والتي دافعت بقوة عن مواقعها على جانبي الطريق الذي فتحته المعارضة باتجاه الأحياء الشرقية مروراً بمجمع المدارس العسكرية في الراموسة.

كما كان للطيران الروسي الدور الكبير في استنزاف المعارضة المسلحة التي اشتركت في العملية: "جيش الفتح" و"فتح حلب". كسر الحصار الفعلي دام فعلياً ثلاثة أيام، ودخلت حينها تعزيزات قليلة للمعارضة ومؤن غير كافية، ودخلت شخصيات من بينها "القاضي العام لجيش الفتح" السعودي عبدالله المحيسني، الذي خطب في جموع من الناس في الأحياء الشرقية معتزاً بالإنجاز العسكري الذي تم تحقيقه. لكن سرعان ما تمكنت المليشيات من رصد الطريق نارياً وأصبح المرور منه خطراً.

وتمكنت المليشيات من قطع الطريق مجدداً وبشكل كامل في 31 آب/أغسطس، وبقي التركيز الروسي الجوي كما هو، يستهدف باستمرار الضواحي الغربية للمدينة، ومواقع المعارضة المتقدمة إلى أن تمكنت المليشيات من استعادة السيطرة على منطقة المدارس العسكرية في الراموسة. حينها بدأ الحديث عن هدنة ثانية، قالت روسيا إنها تهدف لإدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في حلب، وكان عددهم يبلغ 300 ألف مدني بينهم قرابة 10 آلاف مسلح يتبعون لفصائل متعددة أبرزها "الجبهة الشامية" و"حركة نور الدين الزنكي" و"تجمع فاستقم كما أمرت"، وغيرها.

الهدنة الروسية الثانية في حلب، وخلال العام 2016 كانت خدعة جديدة، وفرصة للمليشيات لكي تعيد انتشارها من جديد، وتهيئ نفسها لمقاومة أي محاولة جديدة لفك الحصار، والعمل على توسيع طوق السيطرة من جهة الغرب التي كانت الهدف المفضل للمعارضة التي ظلت تحاول كسر حصارها مهما كلفها ذلك من ثمن.

وفي الفترة التي تلت الهدنة الروسية الكاذبة، شنت روسيا حملة جوية غير مسبوقة على الأحياء الشرقية في حلب، في أيلول وتشرين الأول، قتل فيها أكثر من 2000 مدني، وجرح المئات، كما تسبب القصف في زيادة دمار الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة شرقي المدينة.

وفي 28 تشرين أول/أكتوبر أطلقت المعارضة المسلحة معركة جديدة باسم "ملحمة حلب الكبرى الثانية" بهدف كسر الحصار مرة ثانية، مستهدفة محاور حلب الجديدة والحمدانية، ونجحت في الأيام الأولى من العملية من السيطرة على عدد كبير من المواقع لكنها في النهاية فشلت أمام المليشيات وروسيا التي كانت جاهزة للتصدي، ومجهزة بغطاء ناري كبير تسبب بخسارة المعارضة أكثر من 1000 مقاتل خلال المعركة.

وبعدما فشلت المعارضة في كسر الحصار مرتين، وخسرت الكثير من مقاتليها وعتادها الحربي، لم تعد قادة على المبادرة، وشن هجمات جديدة، فتفرغت روسيا والمليشيات للأحياء المحاصرة والتي بدء قضمها فعلياً خلال الشهرين الأخيرين من العام 2016. وبدأت العمليات من جهة الشمال حيث تمكنت المليشيات من منطقة الضواحي الشمالية وصولاً إلى دوار الجندول ومساكن هنانو الذي كان بدوره بوابة الدخول إلى الأحياء الشرقية والتي سقطت تباعاً في قبضة المليشيات.

وواصلت المليشيات تقدمها في الأحياء الشرقية، وسيطرت في وقت قياسي على أكثر من 65 حياً، من بينها أحياء حلب القديمة المحيطة بالقلعة التاريخية، وحشرت المعارضة المسلحة في بقعة جغرافية صغيرة، في أحياء السكري والمشهد والأنصاري والزبدية وأجزاء من حيي صلاح الدين وسيف الدولة. ومهّد ذلك لنشوء مبادرة تركية-روسية تضمن تهجير من تبقى من المعارضة وقرابة 40 ألف مدني باتجاه ريفي حلب وإدلب. وسرى الاتفاق منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر، وتخللته بعض التعقيدات التي تمت حلحلتها بعدما تم ادخال ملف بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب إلى اتفاق التهجير الخاص بحلب.



ويبقى السؤال هل سيعيش "وقف إطلاق النار" الجديد، والذي أرادت روسيا أن تختم به العام 2016، الأكثر دموية في حلب؟ أم أنه خدعة روسية جديدة تمهد للمليشيات لتشن هجمات جديدة لتتوسع في طوق حلب الخارجي، وتحديداً في الريف الغربي، ومنه انطلاقاً إلى إدلب؟ التي باتت اليوم مجمعاً لقوى المعارضة المسلحة التي تم تهجيرها تباعاً من ريف دمشق وحلب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها