الأربعاء 2016/12/14

آخر تحديث: 15:44 (بيروت)

حلب: المعارضة تعود لجبهاتها بعد انهيار وقف إطلاق النار

الأربعاء 2016/12/14
حلب: المعارضة تعود لجبهاتها بعد انهيار وقف إطلاق النار
نورالدين زنكي: المليشيات تعترض على خروج المعارضة نحو ريف حلب الغربي وإدلب (خالد الخطيب)
increase حجم الخط decrease

خرقت المليشيات الإيرانية وقف إطلاق النار في حلب، الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة ليل الثلاثاء، وقصفت بالمدفعية الثقيلة، والدبابات، والصواريخ، الأحياء المتبقية تحت سيطرة المعارضة، في المشهد، والسكري، والزبدية، والأنصاري، والأجزاء التي تسيطر عليها في أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والعامرية وتل الزرازير، ما تسبب بمقتل وجرح عدد من المدنيين.

وبدأت المليشيات بالتمهيد الناري الساعة التاسعة من صباح الأربعاء، وجرى إطلاق نار عشوائي، ورشقات متقطعة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة باتجاه محاور الزبدية، وصلاح الدين، والعامرية، فيما لم ترد المعارضة على مصادر إطلاق النيران، وأكدت أنها ما تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار، وتسعى لتطبيق كامل بنود الاتفاق.


عضو المكتب الإعلامي في تجمع "فاستقم كما أمرت" شريف الحلبي، قال لـ"المدن، إن "المليشيات استأنفت عملياتها العسكرية وهي الآن تحاول التقدم في أكثر من محور، ما يعني أنها قد نسفت بشكل كامل الاتفاق الروسي-التركي". وأكد أن "المعارضة تتصدى الآن للهجمات البرية في محاور الإذاعة، وسيف الدولة، وصلاح الدين"، حيث تقوم المليشيات بقصف مناطقها من الجهات الأربع التي تسيطر عليها.


وكانت المليشيات قد منعت مرور الدفعة الأولى من الجرحى وعائلاتهم، وأغلقت الحواجز في وجه الحافلات التي كانت تنوي الخروج عند الساعة الخامسة من فجر الأربعاء مروراً بالعامرية والراموسة، وطالبت بأن يخرج عدد مماثل من جرحى بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب.


المتحدث باسم حركة "نورالدين زنكي" النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، أكد لـ"المدن"، أن مليشيات "الحرس الثوري" الإيراني، و"حزب الله" اللبناني، و"حركة النجباء" العراقية، واصلت عملياتها العسكرية ضد المعارضة في الأحياء القليلة المتبقية جنوب غربي المدينة، وأشار إلى أن المليشيات تعترض على خروج المعارضة نحو ريف حلب الغربي وإدلب.


وأشار النقيب عبدالسلام إلى أن فصائل المعارضة المحاصرة كانت ملتزمة بوقف إطلاق النار، ولم يصدر من المقاتلين أي طلقة أو تحرك عسكري باتجاه الأحياء الغربية من حلب كما تدعي المليشيات. وتلك الادعاءات بحسب النقيب عبدالسلام هي "للتغطية على خرقها لوقف النار، ولمواصلة عملياتها العسكرية باتجاه الأحياء الأربعة التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة وآلاف المدنيين الذين كانوا ينتظرون السماح لهم بالخروج وفق الاتفاق المبرم بوساطة تركية".


وأوضح  النقيب عبدالسلام أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ما يحدث في حلب، وإذا لم تتدخل القوى الفاعلة لتأمين خروج المعارضة فإن جريمة بشعة سوف تحصل. وأكد أن المعارضة لا يمكن أن تثق "بالنظام وحلفائه بشكل قاطع. الاتفاقات والأخذ والرد الذي جرى خلال الساعات الماضية مجرد خداع لتغطية الجرائم التي تنوي المليشيات ارتكابها بحق آلاف المدنيين المحاصرين في بقعة جغرافية صغيرة جنوب غرب المدينة".


وشهدت أجواء الأحياء المحاصرة تحليقاً مكثفاً لمقاتلات حربية، ومروحية، برغم الأجواء الماطرة. واستهدفت المقاتلات حيي صلاح الدين والأنصاري بالصواريخ، بالإضافة لاستهداف المقاتلات الحربية الروسية جبهات غرب حلب في الراشدين والمنصورة وخان العسل وجمعية الصحافيين، ومناطق غرب جمعية الزهراء.


ويبدو أن المعارضة كانت فريسة خدعة أخرى، فبعد أن كانت تتجهز للخروج، عادت من جديد لتنتشر على جبهات القتال التي بدأت بإخلائها بغية التحضير لعملية المغادرة، وكانت خطة الإخلاء تتضمن إحراق جزء من أسلحتها الثقيلة، وسياراتها، وجزء من ذخيرتها، لكي لا تكون غنيمة للمليشيات.


ويظهر تسرّع المعارضة في الوثوق بالاتفاق واتخاذ اجراءات الخروج ضعف التنسيق بينها في الداخل، وبين المفاوضين باسمها في الخارج.


مصير الاتفاق سيتضح أكثر في الساعات المقبلة، حيث تجري محادثات بين تركيا وروسيا لإعادة تفعيله، ويبدو أن الجانب التركي مستعد لضمان تلبية مطالب المليشيات بشأن بلدتي كفريا والفوعة، ما يعني أن الاتفاق من الممكن أن يعود إلى مساره الصحيح، ولكن بشروط مختلفة وبرنامج زمني مغاير للذي توصلت إليه الأطراف مساء الثلاثاء.


وأمام الواقع الجديد في حلب، يتم الحديث عن احتمالين وراء انهيار الاتفاق؛ إما أن المليشيات الإيرانية انسحبت من الاتفاق بهدف تحقيق المزيد من المكاسب وإدراج ملف بلدتي كفريا والفوعة ضمن التسوية الحالية، أو أنها تعارض أي اتفاق يتضمن خروج المعارضة من شرق حلب، تطبيقاً لتهديدات أطلقتها باعتقال المقاتلين داخل الأحياء التي تبقت تحت سيطرتهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها