الأربعاء 2016/11/09

آخر تحديث: 14:35 (بيروت)

"درع الفرات" يوشك على الدخول الى"الباب"

الأربعاء 2016/11/09
"درع الفرات" يوشك على الدخول الى"الباب"
يعوّل مقاتلو الجيش الحر على استمرار الدعم التركي (انترنت)
increase حجم الخط decrease
يواصل مقاتلو الجيش السوري الحر، ضمن معركة "درع الفرات" تقدمهم باتجاه مدينة الباب، بدعم من القوات الخاصة التركية وإسناد جوي من الطيران الحربي التركي. وبات الجيش الحر على مسافة كيلومترات عن مدينة الباب التي تشكل الهدف الرئيسي للمرحلة الثالثة من معركة "درع الفرات".

وسيطر مقاتلو الجيش الحر على قرى بتاجك وجودك وبازجي ونعمان وترحين وسوسنباط شمالي مدينة الباب بـ7 كيلومترات، الثلاثاء، بعد اشتباكات مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، تمكنوا خلالها من تفجير عربة مفخخة للتنظيم. وتُشكل هذه القرى سهلاً ممتداً باتجاه الباب، وتسهل السيطرة عليها تسريع حركة مقاتلي الجيش الحر للوصول إلى المدينة.



ولم تبقَ سوى بضع قرى ومزارع تفصل الجيش الحر عن المدينة، كحزوان وسوسيان وعويلين وقديران وقبة الشيخ، وهي قرى صغيرة لايملك التنظيم فيها ثقلاً عسكرياً، وباتت مدينة الباب تُرى بالعين المجردة من مواقع سيطرة الجيش الحر الجديدة.

ويسعى مقاتلو المعارضة للوصول إلى بلدة قباسين، التي لا يفصلهم عنها سوى قرية قبة الشيخ. وتعتبر قباسين من البلدات المهمة شرقي الباب، وتشكل أحد مفاتيح السيطرة عليها، كما أنها تقطع الطريق أمام "قوات سوريا الديموقراطية" للوصول إلى الباب، خصوصاً أن قباسين يقطنها خليط من العرب والأكراد، وهي بلدة القيادي جمال أبو جمعة، من "مجلس الباب العسكري" التابع لـ"قسد".

والسيطرة على قباسين ستوفر حصاراً لمدينة الباب من الجهة الشرقية الشمالية، وتجبر التنظيم على الانسحاب من قرى في عمق الريف الشرقي بالقرب من بلدة الغندورة، ومن ثم قطع الطريق على "قسد" في التقدم إليها.

ونشرت "تنسيقية مدينة الباب وضواحيها" في "فايسبوك" أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أعلن الاستنفار العام في المدينة، بعد اقتراب مقاتلي الجيش الحر منها. ونشر التنظيم ما يقارب 100 عنصر مدججين بالأسلحة المتوسطة والخفيفة والأحزمة الناسفة على طريق الباب–الراعي. كما انتشر عدد كبير من عناصره الملثمين على مفارق الطرق وداخل المدينة في الأحياء، وقاموا بتفتيش المارة، وهو ما أكدته مصادر متطابقة لـ"المدن".

رئيس "المكتب السياسي" في "لواء المعتصم" مصطفى سيجري، قال لـ"المدن"، إن المرحلة الثالثة من "درع الفرات" ستتكلل بالنجاح، و"سندخل قريباً للمدينة مع توقعنا بمقاومة شرسة للتنظيم كونها تعتبر معقلاً استراتيجياً للتنظيم وهي مركز ولاية حلب الخاصة بالتنظيم". وأوضح سيجري أن هناك إعداداً عسكرياً جيداً من حيث العدة والعتاد، لمعركة الباب، من الجانبين؛ التركي من خلال التغطية المدفعية والجوية، ومن الجيش الحر من خلال زج أكبر عدد ممكن من المقاتلين. وأشار سيجري إلى أن المعارضة مصممة على السيطرة على المدينة والانتقال إلى مدينة منبج بعدها.

وفي حال بقيت سرعة المعارك باتجاه مدينة الباب على هذه الوتيرة، فمن المتوقع وصول الجيش الحر إلى أطرافها خلال الأيام القليلة القادمة، وهو ما يُفسر الإرادة التركية في تسريع السيطرة على الباب والتوجه إلى مدينة منبج.

ويعوّل مقاتلو الجيش الحر على استمرار الدعم التركي، خصوصاً البري، من أجل السيطرة على الباب. فمقاتلو "درع الفرات" لم يتلقوا منذ بداية المعارك سوى تغطية جوية خجولة من "التحالف الدولي"، والذي يبدو أنه سيتحول لتغطية معارك "قسد" ضد التنظيم شمالي الرقة. كما تعول المعارضة على الخبرة الميدانية التي اكتسبتها في القتال ضد التنظيم خلال العامين الماضيين، من خلال امتصاص الهجمات المنظمة للتنظيم والانسحاب التكتيكي ومعاودة السيطرة وتفجير العربات المفخخة والحد من الخسائر البشرية، بالإضافة إلى كسبهم الحاضنة الشعبية التي تساهم بشكل كبير في احكام السيطرة على مناطق "داعش" السابقة.

وتعتبر مدينة الباب من أول المدن التي خرجت في تظاهرات سلمية ضد النظام، ثم انخرطت في العمل المسلح ضمن تشكيلات الجيش الحر حتى بداية العام 2014، قبل أن يشن تنظيم "داعش" هجوماً عليها أوقع عشرات القتلى والجرحى، ما اجبر المعارضة على الانسحاب منها. كما تُشكل المدينة مركزا استراتيجياً للتنظيم وخسارتها تعني انهياره حتى مدينة الطبقة في ريف الرقة. وتتوسط مدينة الباب، بين مناطق سيطرة ثلاث قوى؛ الجيش الحر، و"قسد"، وقوات النظام والمليشيات الشيعية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها