الأحد 2016/11/27

آخر تحديث: 09:11 (بيروت)

"الإدارة الذاتية"تطلب كفلاء أكراد للنازحين..و"وحدات الحماية" تبتزهم

الأحد 2016/11/27
"الإدارة الذاتية"تطلب كفلاء أكراد للنازحين..و"وحدات الحماية" تبتزهم
بينما يتهم "داعش" النازحين العرب بالردة والكفر، تتهمهم "الإدارة الذاتية" بالإرهاب (ا ف ب)
increase حجم الخط decrease
أقفلت "الإدارة الذاتية" التابعة لحزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي، الأقاليم الواقعة تحت سيطرتها، في الحسكة وعين العرب وعفرين، أمام النازحين الهاربين من الحرب المندلعة في الشمال السوري، ومنعتهم من دخولها. كما ترفض "الإدارة الذاتية" خروج النازحين من المخيمات التي أقيمت على تخوم مناطقها، مشترطة حصول كل من يريد دخولها على كفيل كردي.

في مخيم "رجم الصليبي" في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي على الحدود مع العراق، تعيش قرابة 450 أسرة من العراق وسوريا، بعضها من ديرالزور، كانوا يطمحون أن يقيموا لدى أقارب لهم في الشدادي والهول الحسكة. لكن تلك العائلات النازحة لا تزال تفترش العراء في "رجم الصليبي" ولا يسمح لها دخول قرى ريف الحسكة الخاضع لسلطة "وحدات حماية الشعب" الجناح العسكري لحزب "الاتحاد الديموقراطي"، لسريان قوانين "الإدارة الذاتية" فيها!

أبو أحمد الديري، الهارب مع عائلته من "داعش" في مدينة الميادين في ديرالزور، روى لـ"المدن" كيف اضطر للإقامة قرابة شهر في "رجم الصليبي" وكيف اضطر لدفع 65 ألف ليرة للحصول على كفالة عبر أحد السماسرة، حتى سُمح له ولأسرته المكونة من أربع أشخاص، بالخروج من المخيم للإقامة في مدينة الحسكة. أبو أحمد أشار إلى أن "الإدارة الذاتية" رفضت كفالة ابن عم له يقيم في الشدادي كونه من أصول عربية. وقال الديري: "على الرغم من منحي الكفالة قامت الإدارة الذاتية بمصادرة جميع أوراقنا الثبوتية ورفضت تسليمنا إياها"، مرجحاً أن يكون ذلك بدعوى الخوف من "إرهابيي داعش". معلقاً بهذا الخصوص: "نحن العرب من أبناء العشائر الحلقة الأضعف في هذا الصراع بين القوات الكردية وتنظيم داعش. وبينما يتهمنا التنظيم بالردة والكفر، تتهمنا الإدارة الذاتية بالإرهاب".

وجود النازحين في المخيمات، ومنها مخيم "رجم الصليبي" في ريف الهول، فتح أمام "وحدات حماية الشعب" باباً لممارسة تجارة رابحة من خلال السمسرة في تأمين كفالات لبعض العائلات، ويتضمن ذلك دفع مبالغ تصل إلى 200 ألف ليرة سورية، وهي تعتبر ثروة بالنسبة لتلك العوائل.

مصادر "المدن" نفت الأنباء عن وجوب تقديم الكفيل الكردي مبلغ 1000 دولار أميركي لـ"الإدارة الذاتية" كضمانة مالية عن مكفوله، وأكدت أن هناك رسوماً على عملية الكفالة، لا تتجاوز 5000 ليرة سورية.

من جهة ثانية، شكّل وجود النازحين في "رجم الصليبي" فرصة أمام "وحدات حماية الشعب" لممارسة أعمال تجارية رابحة، بالسماح لتجار جوالين بسيارات تأتي إلى المخيم لبيع الماء والخبز والمواد الغذائية بأسعار مضاعفة. وبحسب مصادر "المدن" فقد بلغ سعر عبوة المياه 600 ليرة وربطة الخبز 800 ليرة، وكيلو السكر 1200 ليرة. وتسمح "الوحدات" بذلك مقابل نسبة من الأرباح.

أبو نضال، عربي من سكان ريف رأس العين شمالي الحسكة، قال لـ"المدن" إنه لم يتمكن من لمّ شمل ابنته المتزوجة في مدينة حمص والنازحة إلى ريفها الشمالي، فقد رفضت "الادارة الذاتية" كفالته لابنته وأبنائها، لأنه عربي وليس كردياً. وأشار أبو نضال إلى أن "الإدارة الذاتية" تمارس دكتاتورية فاضحة وتمييزاً عنصرياً ما يناقض "ميثاقها الاجتماعي" الذي زعم المساواة بين جميع سكان مناطق "الادارة الذاتية" من عرب وأكراد وسريان وتركمان وغيرهم.

عنصرية "وحدات الحماية" وعمليات ابتزازها للنازحين، وصلت حدّ احتجاز النازحين من قرى وبلدات ريف الرقة الشمالي، بعدما تقدمت فيها تحت غطاء جوي من طيران "التحالف الدولي". وتستمر "الوحدات" التي تُشكل عماد "قوات سوريا الديموقراطية" في احتجاز النازحين في منطقة "أقطان عين عيسى"، وتمنعهم من الخروج منها إلا بموجب تأمين كفيل كردي. كما طلبت من كل عائلة لا تزال تقطن في مناطق سيطرتها في قرى منبج وريف الرقة، أن تُجنّدَ شاباً في صفوفها، أو دفع مبلغ 1000 دولار عن كل شهر ولمدة ستة أشهر كبدل للتجنيد.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها