الثلاثاء 2016/10/25

آخر تحديث: 14:52 (بيروت)

"درع الفرات" تتجه إلى الباب

الثلاثاء 2016/10/25
"درع الفرات" تتجه إلى الباب
أُعلنَ مؤخراً عن تشكيل "مقاومة شعبية كردية وعربية" في وجهة عملية "درع الفرات" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
عاودت فصائل الجيش الحر المنضوية في غرفة عمليات "درع الفرات"، معاركها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف حلب الشمالي، الإثنين، بعد توقف نتيجة معارك جانبية استمرت ثلاثة أيام ضد "قوات سوريا الديموقراطية"، أدت الى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وسيطرت فصائل المعارضة على قرى برعان وثلاثينة وجب العاص وثلثانة، بعد اشتباكات مع "داعش"، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الفصائل، بينهم قائد "لواء صقور الشمال" أحمد خيرية. وأصبحت قوات المعارضة على مشارف مدينة الباب، ولم تعد تفصلها عنها سوى قريتي حزوان وعبلة، بمسافة تقدر بأقل من 15 كيلومتراً.

توقف الاشتباكات مع "قسد"، بحسب مراقبين، قد يكون حالة مؤقتة، ووقفاً لحرب استنزاف قد تستمر فترة طويلة، خصوصاً وأن "قسد" باتت تحظى بدعم مُركب من روسيا وأميركا، ونظام الأسد. فقد أُعلنَ مؤخراً عن تشكيل "مقاومة شعبية كردية وعربية" في وجهة عملية "درع الفرات"، في تطور بارز في المناطق الخاضعة لسيطرة "حزب الاتحاد الديموقراطي" الكردي.

"المتحدث السياسي" لـ"حركة المقاومة الوطنية السورية" التي تشكلت في أيلول/سبتمبر في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة "الاتحاد الديموقراطي" ريزان حدو، كان دعا في حديثه لـ"وكالة سبوتينك" الروسية، إلى "الوقوف في وجه الاحتلال التركي". وقال حدو إن "المقاومة الوطنية السورية" تُحضر عمليات عسكرية "لمحاربة التدخل التركي في سوريا بعد توحيد كافة الجهود بين مؤيدي ومعارضي النظام لمواجهة الاحتلال التركي". وأوضح حدو أن "المقاومة" تلقت عروضاً كثيرة من أطراف عديدة، و"نحن فقط نرحب بالجيش السوري الشرعي ودعمه بالسلاح والأفراد".

من جهته، أكد رئيس "حزب الاتحاد الديموقراطي" صالح مسلم، في لقاء تلفزيوني، أن الجيش التركي لم يكن ليقصف قوات "قسد" لولا الحصول على ضوء أخضر روسي-أميركي، مشيراً إلى أن حزبه وقواته العسكرية لا تطمح لتقسيم سوريا بل تطالب بالاعتراف بالمكون الكردي من قبل نظام الأسد، وبسوريا تعددية فيدرالية علمانية.

وعلى النقيض من تصريحات صالح مسلم، فقد نالت "وحدات الحماية" دعماً عسكرياً من قوات النظام المتمركزة الى الجنوب في كفين ونبل، والتي قصفت أكثر من مرة مواقع للمعارضة في محيط مارع بالمدفعية والصواريخ. وتتقاطع مصالح "وحدات الحماية" ومليشيات النظام في استمرار الزحف نحو مدينة الباب. كما يحقق تقدم "الوحدات" جنوبي مارع مصلحة كبيرة للنظام، ويفصل المعارضة في الشمال عن منطقة الضواحي في "مدرسة المشاة" و"المنطقة الصناعية".

تقدم المعارضة باتجاه تل رفعت، التي انتزعتها "الوحدات" الكردية من يد المعارضة قبل شهور، جاء بعد اصطدامها بمقاومة عنيفة من "الوحدات" حول المدينة، التي أنشأت شبكة خنادق شرقي المدينة وصل طولها إلى 35 كيلومتراً، وحصنت مواقعها بالقناصة والألغام. كما أنها طردت سكان تل رفعت بعدما سيطرت عليها، ومنعتهم من العودة إليها.

التصريحات المتناغمة بين النظام و"حزب الاتحاد الديموقراطي" ومليشيات "حزب الله" و"حركة المقاومة الوطنية السورية"، تبدو عودة نهائية لـ"حزب الاتحاد" إلى محور "الممانعة"، رغم التناقض في استمرار داعميه الأميركيين بحماية قواته واعتبارها شريكاً جدياً في "مكافحة الإرهاب".

وتبدو التفاهمات السياسية بين تركيا وروسيا وأميركا، قد أثرت على مجريات الأحداث في الشمال السوري، ويُعتقد بأنها كانت أحد أسباب توقف معارك المعارضة باتجاه تل رفعت. إلا أن ملامح المخططات بدت واضحة لدى فصائل المعارضة، فأوقفت معاركها باتجاه مناطق سيطرة "قسد" التي صارت تتمتع علناً بدعم النظام وحلفاءه. فالتحركات السياسية والعسكرية لـ"حزب الاتحاد الديموقراطي" تأتي لحماية مناطق سيطرته وتشكيله لمليشيات جديدة لحماية قوات النظام شمالي حلب، هي لإقامة ما يُشبه منطقة عازلة بين قوات النظام والمعارضة.

وتفرغت المعارضة للتخلص من تنظيم "الدولة الإسلامية" والوصول إلى مدينة الباب. وبعدها، قد تعود مرة أخرى لمواجهة "قسد" وتحرير تل رفعت وغيرها من المناطق، لتعيد مئات آلاف المُهجّرين قسراً منها، إليها.

القيادي في "فيلق الشام" الملازم أول عبد الإله طلاس، قال لـ"المدن"، إن وقف العمليات باتجاه مناطق سيطرة المليشيات الإنفصالية الممثلة بقوات "قسد" جاء نتيجة وعي الفصائل المقاتلة بمحاولة استنزافها في معارك جانبية وتحييدها عن هدفها الأساسي حالياً وهو السيطرة على مدينة الباب. وكذلك محاولة إفشال عملية "درع الفرات" بشتى الوسائل من قبل "أعداء الشعب السوري" المتمثلين بـ"قسد" ونظام الأسد وروسيا.

وأوضح طلاس، أن العمليات العسكرية ضد "المليشيات الانفصالية" لن تتوقف "بل هي تطورات مرحلية تحتاج لفهم خيوط اللعبة الدولية والمحلية، والتي يسعى نظام الأسد لمهاجمة فصائل الجيش الحر عبر ما يسمى بقسد خاصة بعد التصريحات المتفاوتة من نظام الأسد وتلك المليشيات".

وبالفعل، وضعت فصائل الجيش الحر ثقلها في العمليات العسكرية باتجاه تنظيم "داعش"، واستمرت بالتقدم بغرض الوصول إلى مدينة الباب، والتي ستشكل السيطرة عليها تطوراً هاماً يمهد لانجاز المنطقة الآمنة التي تدعمها تركيا، ومن ثم طرد "قسد" من منبج وريف حلب الشمالي. حينها ستتوسع رقعة سيطرة الجيش الحر، وسط تزايد الانضمام لصفوفه، بشكل يومي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها