الثلاثاء 2016/10/25

آخر تحديث: 14:02 (بيروت)

النظام يتقدم جنوب غربي حلب..ويترقب رد المعارضة

الثلاثاء 2016/10/25
النظام يتقدم جنوب غربي حلب..ويترقب رد المعارضة
تمكنت المعارضة من التصدي للهجوم الأعنف داخل المدينة، بعد أن فجّرت مبانٍ تحصنت فيها المليشيات الشيعية (خالد الخطيب)
increase حجم الخط decrease
أحرزت مليشيات النظام المدعومة بمليشيات إيرانية ولبنانية وعراقية وأفغانية، و"قوات خاصة" روسية، تقدماً جديداً في الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب وسيطرت، الإثنين، على التلال المحيطة بكتيبة الصواريخ، وأهمها تلتي بازو وأحد، وهي مناطق تقع إلى الجنوب الغربي من "المنطقة الصناعية" في الراموسة، وتشرف نارياً على مساحة واسعة من "الراشدين الخامسة" و"مدرسة الحكمة" و"مشروع 1070 شقة".

وجاء تقدم المليشيات بعد معارك عنيفة مع المعارضة، وقصف متواصل لمواقعها بالمدفعية والصواريخ، وأكثر من 50 غارة جوية نفذتها مقاتلات روسية بالقنابل العنقودية والفوسفورية والارتجاجية، ما دفع المعارضة للتراجع نحو مواقعها الخلفية بعد أن تكبدت خسائر في صفوفها.

في المقابل، خسرت القوات المهاجمة أكثر من ثلاثين عنصراً من "حركة النجباء" والأفغان، ومليشيا "حزب الله"، وأعطبت المعارضة عدداً من آليات المليشيات الثقيلة والمدرعة، وقواعد إطلاق الصواريخ. ورغم الخسائر التي تعرضت لها المليشيات إلا أنها بدت مصممة على متابعة التقدم في محور "كتيبة الصواريخ" التي سيطرت عليها مؤخراً نحو مدرسة الحكمة و"البحوث العلمية". وفي حال سيطرتها على تلك المواقع، سيتحقق لها الالتفاف على قوات المعارضة المتمركزة في "مشروع 1070 شقة" وإجبارها على الانسحاب منه.

وكان للمقاومة العنيفة التي أبدتها المعارضة في منطقة "1070 شقة" المجاور لحي الحمدانية والمدارس العسكرية، دور كبير في تغيير تكتيك مليشيات النظام العسكرية، بعدما فشلت خلال الفترة الماضية في السيطرة على المنطقة التي تعتبر من أكثر المواقع حساسية بالنسبة للنظام في حلب الغربية. ورغم القصف المتواصل جواً وبراً، والهجمات المتكررة والتسلل من كل المحاور، فـ"مشروع 1070 شقة" حقق لقوات المعارضة المتمركزة داخله حماية من كل الهجمات نظراً لمتانة أبنيته الطابقية وارتفاعها الكبير، وانتشار الأدوار الأرضية والأقبية فيه.

من جانبها، تحاول المعارضة الثبات والمحافظة على مواقعها في محاذاة المدارس العسكرية في منطقة الراموسة و"مشروع 3000 شقة" في حي الحمدانية. فهي لا تبعد سوى كيلومترين فقط عن مواقع المعارضة في حي العامرية في حلب الشرقية المحاصرة. وفي حال بدأت معركة كسر الحصار، سيكون هذا المحور مفضلاً لديها باعتباره الخاصرة الأضعف على الإطلاق من بين المحاور التي وسعت مليشيات النظام سيطرتها فيها، وأصبحت مهمة التقدم فيها من قبل المعارضة شبه مستحيلة.

وتتزامن المعارك التي شنتها مليشيات النظام في المحاور الخارجية، والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى توسيع الطوق حول الأحياء الشرقية المحاصرة، مع معارك عنيفة في جبهات الداخل المحاصر. وشهدت الجبهات الداخلية محاولات تقدم تصدت لها المعارضة وكبدت المليشيات المهاجمة خسائر كبيرة في صفوفها.

وشهد حي صلاح الدين معارك عنيفة بين المعارضة ومليشيات النظام، الاثنين والثلاثاء، في محاولة من المليشيات التقدم في أكثر من محور في حارة الحشكول. وشهدت الجبهات قصفاً مدفعياً وصاروخياً متبادلاً، كما نفذت المقاتلات الروسية غارات جوية مستهدفة مواقع المعارضة ودفاعتها المتقدمة.

وتمكنت المعارضة في "تجمع فاستقم كما أمرت" وفصائل من "فتح حلب" من التصدي للهجوم الأعنف داخل المدينة، بعد أن فجّرت مبانٍ تحصنت فيها المليشيات الشيعية، وقتلت على إثرها عشرين مقاتلاً وأسرت عنصرين.

القائد العسكري لـ تجمع "فاستقم كما أمرت" علاء سقار، أكد لـ"المدن"، أن مليشيات النظام وحلفاءها من المليشيات لم تتمكن من التقدم في أي موقع داخل المدينة منذ انتهاء ما يسمى بـ"الهدنة الروسية"، السبت، على الرغم من كثافة القصف المدفعي والصاروخي وغارات الطيران الحربي والمروحي التي استهدفت أحياء المدينة المحاصرة. وأشار سقار إلى أن مليشيات النظام تركز جهودها لإحراز تقدم في الجبهات الغربية خارج المدينة، وهي تزج بثقل كبير هناك لإبعاد خطر المعارضة وقطع الطريق عليها إن فكّرت بشنّ هجمات لكسر الحصار.

كما امتدت المعارك والاشتباكات لتشمل جبهات ومحاور بستان الباشا والصاخور وسليمان الحلبي والشيخ لطفي وبعيدين وكرم الطراب والعامرية والشيخ سعيد وحلب القديمة. واتخذت المعارضة في جميع تلك المحاور موقف الدفاع والتصدي للهجمات البرية المدعومة بالمدفعية والصواريخ والغارات الروسية وبراميل مروحيات النظام. كذلك شهد حي كرم الجبل معارك كر وفر، الثلاثاء، فشلت فيها مليشيات النظام من التقدم في الحي بعدما تصدت لها المعارضة وقتلت 10 من عناصرها على الأقل، وأسرت ثلاثة.

وتنفذ المقاتلات الروسية غارات متواصلة ومكثفة على مدن وبلدات ريف حلب الغربي، وأطراف المدينة وضواحيها الغربية بالتزامن مع قدوم تعزيزات المعارضة. واستهدفت الغارات كلاً من حور وريف المهندسين وجمعيات سكنية في المنصورة وخان العسل والراشدين الخامسة والرابعة وسوق الجبس ومنطقة عقرب.

النظام وحلفاؤه مستمرون في معاركهم التي استأنفوها بعيد "الهدنة" التي فشلت في تحقيق أي من أهدافهم، إلا أن تركيزهم بات منصباً على المعارضة وتعزيزاتها التي تستمر بالتوافد نحو الجبهات الغربية والجنوبية والشمالية، في الضواحي القريبة. ولعل تكثيف الأعمال العسكرية في الأطراف من قبل المليشيات لتوسيع الطوق وسدّ الثغرات، يعكس مدى القلق والتخوف الذي يعانيه النظام من رد فعل المعارضة، رغم ضخامة الامكانات والتعزيزات التي حظي بها في حلب خلال الأيام القليلة الماضية من روسيا وإيران وحشد المليشيات. ومع ذلك تبقى تلك المليشيات متخوفة من المفاجآت التي تخبئها المعارضة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها