الخميس 2015/08/27

آخر تحديث: 13:00 (بيروت)

هدنة أم تسوية في الزبداني؟

الخميس 2015/08/27
هدنة أم تسوية في الزبداني؟
اغتيال قائد "ألوية صقور الغاب" المقدم جميل رعدون، بتفجير عبوة ناسفة تم زرعها بسيارته في مدينة أنطاكيا (حسّان تقي الدين)
increase حجم الخط decrease
دخلت الخميس، هدنة ثانية بين قوات المعارضة السورية المسلحة من جهة وقوات النظام ومليشيا "حزب الله" اللبناني من جهة أخرى، حيّز التنفيذ، في بلدات الزبداني بريف دمشق والفوعة وكفريا بريف إدلب. وكانت مصادر مطلعة، قد قالت الأربعاء، إن الهدنة ستستمر لمدة يومين، وتبدأ الساعة السادسة من صباح الخميس.

وكان الطرفان قد اتفقا على هدنة استمرت 3 أيام قبل نحو أسبوعين، شملت وقفاً لإطلاق النار في مدينة الزبداني التي تتحصن فيها المعارضة، والفوعة وكفريا اللتين تخضعان لسيطرة مليشيات شيعية موالية للنظام. وحاول الطرفان تمديد تلك الهدنة إلا أن تلك المحاولات فشلت بسب إصرار إيران على تهجير أهل الزبداني ومحيطها.

وكان خمسة مسلحين من مليشيا "حزب الله" قد قتلوا باشتباكات في الزبداني خلال اليومين الماضيين، ما رفع عدد قتلى المليشيا منذ انطلاق معركة الزبداني مطلع يوليو/تموز إلى 75 مسلحاً، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى. ونقلت "الجزيرة-نت" عن مصادر في المعارضة بالزبداني قولها إنها تحتفظ بما لا يقل عن ست جثث لمقاتلين من "حزب الله". ومعظم قتلى المليشيا هم من قوات النخبة المعروفة بـ"كتيبة الرضوان".

وكان ليل الأربعاء قد شهد مفاوضات بين وفدين من إيران و"حزب الله"، وحركة "أحرار الشام الإسلامية"، من أجل التوصل إلى الهدنة الجديدة في مدينة الزبداني. وأعلنت وسائل إعلام "الممانعة" أن الطرفين اتفقا على عدد من البنود، أولها إخراج الجرحى من الزبداني وكفريا والفوعة. المصادر قالت بإن المفاوضات ستستكمل الخميس للبحث في بقية البنود العالقة في "إطار تسوية شاملة"، تتضمن "إخراج مقاتلي الزبداني ومضايا مقابل مقاتلي كفريا والفوعة".

الناطق الإعلامي في "حركة أحرار الشام" أحمد قرة علي، كشف لوكالة "الأناضول"، أن "المفاوضات عادت من جديد بين الجانبين"، مشيراً إلى أنّ الحركة "أكدت بعد فشل المفاوضات السابقة، أنه إذا جرى التوصل إلى شيء مناسب لهم ولأهلهم، وبالتشاور مع الجميع، فإن الخيارات جميعها مفتوحة".

"المرصد السوري لحقوق الإنسان" قال إن اتفاق وقف إطلاق النار، ينص على "انسحاب آمن لمقاتلي الزبداني ومضايا، مقابل خروج نحو ألف مدني من بلدتي كفريا والفوعة.. وذلك كمرحلة أولية للاتفاق. إضافة لإدخال مواد طبية وغذائية إلى كل من الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة، وإخراج جرحى منها".

"المرصد" أكد أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يشمل بلدة مضايا المحاذية للزبداني، والتي قتلت فيها طائرات النظام المروحية، عائلة مؤلفة من رجل وزوجته وأطفالهما الثلاثة، إثر قصفها بالبراميل المتفجرة، الأربعاء. 

وفي سهل الغاب بريف حماة، شنّ مقاتلو "جيش الفتح" هجوماً معاكساً واستعادوا السيطرة على قرى المشيك والزيارة والمنصورة وخربة الناقوس. وكالة "مسار برس" أكدت أن المعارضة سيطرت على حاجز التنمية الريفية وتل واسط في سهل الغاب، وتمكنت من اغتنام دبابتين وعربة "بي أم بي"، بالإضافة إلى قتل حولي 50 عنصراً من قوات النظام،ولاذ من تبقى من قوات النظام بالفرار باتجاه قرية جورين ومحيطها، في حين ما تزال قوات المعارضة تلاحقهم في المنطقة.

"المرصد" أكد أن الاشتباكات استمرت إلى ما بعد منتصف ليل الأربعاء-الخميس في الأطراف الجنوبية لقرية خربة الناقوس، بعدما تمكنت المعارضة من السيطرة على القرية، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق في البلدة. واستهدفت المعارضة بالقذائف الصاروخية تمركزات لقوات النظام في قرية الحاكورة، بينما نفذ الطيران الحربي نحو 20 غارة استهدفت مناطق في بلدات وقرى الزيارة وتل واسط والمنصورة وخربة الناقوس والعنكاوي وتل زجرم والقاهرة ومحيط المشيك.

من جهة أخرى، أقدم مجهولون على اغتيال قائد "ألوية صقور الغاب" المقدم جميل رعدون، بتفجير عبوة ناسفة تم زرعها بسيارته في مدينة أنطاكيا التركية. ونقلت وكالة "الأناضول" عن محافظ هاتاي، إيرجان توباجا، تأكيده وفاة رعدون متأثراً بجروحه في المستشفى. ورعدون هو ضابط منشق عن قوات النظام، ويقود مجموعة معارضة غير إسلامية، تقاتل في سهل الغاب. وكان رعدون كان نجا من هجوم مماثل في تركيا في نيسان/أبريل 2015.

ونقلت وكالة "رويترز" عن الناطق باسم الجيش الحر أسامة أبو زيد، قوله إن الألوية التي يقودها رعدون قاتلت ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة حلب، وضد قوات النظام في محافظتي إدلب وحماة. وتابع: "إنها (ألوية صقور الغاب) من الكتائب التي يصنّفها الغرب بوصفها معتدلة، لكنها لم تتلق تدريباً" عسكرياً نالته جماعات أخرى.

وفي ريف حلب الشمالي، سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" فجر الخميس، على قريتي حربل وسندف، في محيط مدينة مارع بعد معارك مع قوات المعارضة، ما يقطع الطريق بين مارع وإعزاز. وكالة "السورية نت" قالت إن "داعش" سيطر أيضاً على صوامع الحبوب التي لا تبعد أكثر من 800 متر عن مدينة مارع. قوات التنظيم استهدفت شمالي مارع بسيارة مفخخة بما يزيد عن 5 أطنان "تي إن تي" أدت إلى دمار كبير، في حين تحاول قوات التنظيم التقدم باتجاه قرية الشيخ عيسى بغية محاصرة مارع من كافة الجهات. التنظيم شن هجوماً متزامناً أيضاً على قريتي دحلة وحرجلة على الحدود السورية التركية، واستطاع السيطرة عليهما.

من جهة أخرى، نشرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" تقريراً عن أبرز الانتهاكات والهجمات التي تعرضت لها محافظة إدلب، في الفترة من 1 مايو/أيار 2014 حتى 30 يونيو/حزيران 2015، من قبل قوات النظام والجماعات المتشددة، وقوات التحالف الدولي.

وذكر تقرير الشبكة الذي صدر الأربعاء، أن معظم عمليات القصف التي نفذتها قوات النظام استهدفت المراكز الحيوية في محافظة إدلب، والأحياء المأهولة بالسكان التي تبعد عشرات الكيلومترات عن خطوط المواجهة، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الضحايا من المدنيين مقارنة بالمسلحين. ووثقت "الشبكة السورية"، مقتل 3534 شخصاً في إدلب، بينهم 150 شخصاً قتلوا تحت التعذيب، كما تم ارتكاب 90 مجزرة في المحافظة. قوات النظام قتلت 3051 شخصاً، وارتكبت 77 مجزرة، وتوزعت الضحايا على النحو التالي، 669 مسلحاً و2382 مدنياً بينهم 349 طفل و403 امرأة و141 بسبب التعذيب. أما تنظيم "الدولة الإسلامية" فقد قتل 78 مسلحاً، و8 مدنيين بينهم 3 أطفال وامرأة، في حين قتلت قوات التحالف الدولي 15 مدنياً بينهم 7 أطفال و5 نساء، وارتكبت مجزرة واحدة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها