الأحد 2015/05/24

آخر تحديث: 20:21 (بيروت)

روسيا لا تحظى برأي عام إيجابي في العالم العربي

روسيا لا تحظى برأي عام إيجابي في العالم العربي
اختتمت الأحد، أعمال مؤتمر "العرب وروسيا: ثوابت العلاقة وتحولاتها الراهنة"، الذي عقده "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"
increase حجم الخط decrease
اختتمت الأحد، أعمال مؤتمر "العرب وروسيا: ثوابت العلاقة وتحولاتها الراهنة"، الذي عقده "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، ودام يومين. وعرض مدير برنامج قياس الرأي العامّ العربي في المركز، د.محمد المصري، في اليوم الثاني للمؤتمر النتائج الخاصة باتجاهات الرأي العامّ في المنطقة العربية نحو روسيا وسياساتها ضمن الاستطلاع السنوي "المؤشر العربي" لعام 2014 الذي نفِّذه المركز العربيّ. وقال إن أغلبية الرأي العام العربي تحمل موقفاً سلبياً تجاه روسيا، وأنّ هناك رأياً عامّاً "ضد روسيا". فقد أفاد نحو 40 في المئة من الرأي العام العربي بأنهم يحملون وجهة نظر سلبية أو سلبية إلى حدٍ ما تجاه روسيا، مقابل 29 في المئة أفادوا أنّ نظرتهم هي إيجابية أو إيجابية إلى حدٍ ما، و32 في المئة ليس لديهم نظرة محددة تجاه روسيا.

وكشفت نتائج الاستطلاع أنّ مواطني المنطقة العربية لديهم معرفة محدودة بروسيا، غير أن تحليل إجابات المستجيبين يعكس أنّ نظرتهم السلبية تجاه روسيا هي نتيجة لعدم قبول سياستها الخارجية في المنطقة، وأن مساندتها للنظام السوري هي الركن الأساسي لهذه النظرة السلبية.
وقال المصري إنّ الاستطلاع أظهر عدم اقتناع المواطنين في المنطقة العربية بأنّ روسيا تقوم بأدوار إيجابية في العالم على صعيد علاقات تعاون متكافئة أو حماية الأمن والاستقرار أو دعم الديمقراطية، واستخدم المستجيبون لوصف أهداف روسيا في المنطقة مفردات مثل: الهيمنة، والسيطرة، وتحقيق مصالحها، والإضرار بالمصالح العربية، والإضرار بالشعوب العربية، ودعم مصالح أعداء العرب أو منافسيهم في المنطقة.


احتمالات التقارب ضئيلة

خصصت إحدى جلسات اليوم الثاني من المؤتمر لموضوع "العلاقات الروسية - الخليجية: الاقتصاد والسياسة والأمن"، وتوقّع المتحدثون خلالها استمرار التنافر القائم حاليا بين روسيا ودول الخليج، بالنظر إلى استمرار روسيا في سياساتها القريبة من المراكز الإقليمية التي تعتبرها دول الخليج تهديدا لأمنها القومي. وعلى الرغم من تفاؤل بعض الباحثين الروس والعرب في محاضراتهم خلال المؤتمر بشأن اهتمام روسيا بتعزيز علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية عموما، إلا أن باحثين آخرين قدّموا وجهة نظر أقل تفاؤلا بإمكانيات تقارب بين الطرفين في المدى المنظور. وقال الباحث غريغوري كوساتش الذي قدّم ورقة عن "الأبعاد السياسية في العلاقات الروسية – السعودية" إنه لا يعتقد أن ثمة مقدمات للقول بأن العلاقات الروسية السعودية سوف تتحسن في المستقبل القريب. ووافقه في ذلك الباحث السعودي ماجد التركي، حين أبرز ثقل التاريخ في العلاقات العربية الروسية قائلاً: "نحن في السعودية نعود دائماً للتفاصيل التاريخية حين معالجة العلاقات الروسية السعودية في التاريخ المعاصر وهذا سبب عدم تقدم هذه العلاقات". وركزت الباحثة الروسية إيلينا ميلكوميان تأثير الأزمات الحالية في المنطقة في هذه العلاقات قائلة: "المرحلة الراهنة مرتبطة ببعض الصعوبات وهي تعود للأزمة السورية والمشاكل في اليمن، وأنا أعتقد أن روسيا في علاقتها مع الخليج تنطلق من إمكانياتها الواقعية الفعلية ولا تنشط في هذه المنطقة فقط انطلاقا من مواجهتها للولايات المتحدة الأميركية".

وناقش عدد من الأوراق التي قدّمت في اليوم الثاني من المؤتمر العلاقات الاقتصادية بين روسيا والعرب وإمكانية أن يكون لها دور في تصحيح العلاقات السياسية المتنافرة في المرحلة الحالية. ويرى الباحث الإماراتي ناصر بن غيث في ورقته "مجلس التعاون الخليجي وروسيا: إشكالية التاريخ والاقتصاد والسياسة"، أن ثقل السياسة والتاريخ لا يخففه الاقتصاد على الرغم من فرص التقارب التي توفرها الموارد الاقتصادية للطرفين. وشرح قائلا: "الاقتصاد يأخذ العلاقات الروسية الخليجية في اتجاه (التقارب)، لكن السياسة تأخذها في اتجاه آخر".

وانتهت أعمال المؤتمر بجلسة نقاشية مفتوحة شارك فيها باحثون عرب وروس وآخرون من خارج العالم العربي، طرحت فيها أفكار بشأن ما يمكن أن يقدمه الباحثون والمراكز البحثية في المنطقة العربية وروسيا من إنتاج بحثي وفكري كفيل بتوفير رؤية أكثر وضوحاً لصناع القرار في الدول العربية وروسيا لتخليص العلاقات بين الطرفين من التصادم وسوء الفهم خصوصاً.

يذكر أن مؤتمر "العرب وروسيا: ثوابت العلاقة وتحولاتها الراهنة" يدخل ضمن سلسلة من المؤتمرات التي دأب "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" تنظيمها كل سنة منذ عام 2011 لدراسة علاقات العرب بمحيطهم القريب، وبالقوى الإقليمية والدولية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها