الأحد 2014/12/07

آخر تحديث: 13:36 (بيروت)

توتر جديد بين المعارضة السورية المسلحة ووحدات الحماية الكردية

الأحد 2014/12/07
توتر جديد بين المعارضة السورية المسلحة ووحدات الحماية الكردية
وحدات الحماية منعت انتشار مقاتلي المعارضة في القرى الكردية الملاصقة لنبل والزهراء (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
يبدو أنّ التعزيزات العسكرية والمقاتلين الذين أرسلتهم المعارضة السورية المسلحة، إلى مدينة كوباني "عين العرب"، لمساندة قوات وحدات حماية الشعب الكردية "YPG"، بغرض صدّ تقدم تنظيم الدولة الإسلامية، لم تفلح في توثيق العلاقة المضطربة بين الطرفين.

التوتر عاد مجدداً إلى العلاقة بينهما، عقب استيلاء وحدات الحماية على أراضٍ تابعة لمنطقة دارة عزة بريف حلب. وليبلغ التوتر أشده، بعد اتهاماتٍ وُجهت لوحدات الحماية بدعمها قوات النظام في بلدتي نُبل والزهراء بريف حلب الشمالي، اللتين تشنّ كتائب المعارضة هجوماً عليهما، منذ يوم السبت 22 تشرين الثاني/نوفمبر.

وكانت أنباء قد انتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي، وتداولتها وسائل إعلام المعارضة، تقول بإنّ القوات الكردية أرسلت ذخيرة إلى قوات النظام في نبل والزهراء، بعدما قامت مروحيات تابعة للنظام بإلقائها عبر المظلات، في منطقة عفرين، الواقعة تحت سيطرة الأكراد.
غير أنّ سكاناً في عفرين، ومقاتلين في المعارضة، على خطوط التماس عند بلدة الزهراء نفوا لـ"المدن" تحليق مروحيات تابعة للنظام في عفرين. وما يؤكد أقوالهم أنّ المروحيات ألقت يومي الخميس والجمعة 27-28 تشرين الثاني/نوفمبر، صناديق الذخيرة على بلدتي نبل والزهراء، حيث أن طيران النظام لايزال يحلق في سماء البلدتين، دون أنّ تتمكن نيران المعارضة من صدّه. بالتالي فإنّ النظام لا يحتاج لمساعدة الأكراد في سبيل إيصال الدعم إلى مقاتليه المحاصرين جزئياً هناك.

وفي حديثه لإحدى الإذاعات المحلية قال المتحدث الرسمي باسم قوات الحماية الكردية ريدور خليل، إنّ: "قوات حماية الشعب ما زالت داخل حدود منطقة عفرين ولم تتجاوزها"، معتبراً الأخبار عن مساندة القوات الكردية لقوات النظام تندرج ضمن "حملات التشويه التي تطال وحدات الحماية".

صحيح أنّ القوات الكردية لم تقدم الدعم للنظام خلال المعركة الأخيرة في نبل والزهراء، غير أنّها منعت أيضاً انتشار مقاتلي المعارضة في القرى الكردية الملاصقة للبلدتين، ما يؤمن منفذاً لقوات النظام هناك. وهو ما يُصعب على المعارضة عملية السيطرة على البلدتين، حيث الغالبية الشيعية، واللتين تمثلان معقل مليشيات لواء القدس وحزب الله اللبناني، في حلب.

وفي ما يخص أراضي دارة عزّة، ففي العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر فوجئ المزارعون في منطقة بازيهر بريف حلب الغربي، بقيام الوحدات الكردية بحفر خندق وسط أراضيهم، رغم أنها خاضعة لسيطرة المعارضة، وتحديداً كتائب حركة حزم ونور الدين الزنكي.

هذا التصرّف الغريب عللته قوات الحماية الكردية لوفد من المعارضة، زار عفرين، بأنه يأتي ضمن استعداداتها لموجهة متوقعة مع جبهة النصرة، التي بدأت بالتوسع في ريف إدلب. فباشر الأكراد حفر خندق على طول منطقة نفوذهم في عفرين.

وعلمت "المدن" من مصادر في المعارضة، أنّ الوفد الذي أرسلته إلى مدينة عفرين من أجل حل القضية، عاد خائباً. حيث كان رد قوات الحماية أنها تريد هذه الأراضي بأيّ شكل من الأشكال، وأنها مستعدة لدفع أموال لأصحاب الأراضي مقابل التنازل عنها، حتى إذا اضطرها الأمر إلى تدخل عسكري.

في المقابل، يبدو أنّ قوات المعارضة تسعى لتهدئة الموقف، فهي لا تريد فتح جبهة مع الأكراد، في وقت تتشتت قواتها بين جبهات تنظيم الدولة والنظام. بالإضافة إلى النزاعات الداخلية الأخيرة بين مكوناتها، في ريف إدلب؛ بين جبهة النصرة وجبهة ثوار سوريا. فوجدت المعارضة نفسها مضطرة للقبول بالأمر الواقع.

عموماً، تختلف طبيعة العلاقة بين قوات الحماية الكردية وبين فصائل المعارضة، كل على حدة؛ فبعض الفصائل المحسوبة على "المعارضة المعتدلة" تتمتع بعلاقة وثيقة مع الأكراد، في حين تعتبر وحدات الحماية، جبهة النصرة، عدوة لها، في المرتبة الثانية بعد نظام الأسد.

كما أنّ القوة الأكبر للثوار، في كوباني، هي لكتائب شمس الشمال التابعة لألوية فجر الحرية، ذات العلاقة الوثيقة مع قوات الحماية الكردية. ورفض المتحدث باسم كتائب شمس الشمال، إبداء موقفه، تجاه التوتر بين المعارضة والأكراد، غير أنه قال لـ"المدن": "حسب معلوماتنا تم توقيع اتفاق بين الحر ووحدات الحماية في عفرين، وتم توضيح كل الأمور التي تخص الاتهامات بشأن موضوع نبل والزهراء".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها