الأحد 2014/10/12

آخر تحديث: 16:26 (بيروت)

إيران تحذّر من خطر اسقاط النظام على "أمن إسرائيل"

الأحد 2014/10/12
إيران تحذّر من خطر اسقاط النظام على "أمن إسرائيل"
وحدات حماية الشعب الكردي: حالة من الهدوء الغريب تسود أحياء كوباني (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، أن سقوط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، سيكون "خطراً على أمن إسرائيل"، مؤكداً أن بلاده قد أعلمت الغرب بذلك. ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن عبد اللهيان قوله السبت، إن بلاده قد تبادلت الرسائل مع أميركا، حول الصراع الدائر مع تنظيم الدولة الإسلامية، في سوريا والعراق، في إشارة هي الأولى من نوعها إلى وجود تنسيق بين البلدين. ولم يتضح ما إذا كان تحذير المسؤول الإيراني، يؤشر إلى أن وجود نظام الأسد يضمن أمن إسرائيل، أم أنه يحذر من أن إسرائيل قد تتعرض لهجمات انتقامية بحال سقوطه.

من جهة أخرى، قال مقاتلون من "وحدات حماية الشعب الكردي" التي تدافع عن مدينة كوباني "عين العرب" الواقعة على الحدود مع تركيا، إن حالة من الهدوء الغريب تسود الأحياء، بعد أسابيع من القتال الشرس مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وقال المقاتلون إن ساعات فجر يوم الأحد، شهدت مواجهات استمرت لساعتين في الجانب الشرقي للمدينة، وتوقفت المواجهات بعد ذلك بحيث لم يعد يُسمع صوت الطلقات النارية أو قذائف المدافع. وأضاف المقاتلون أن هذا الوضع أدى إلى شعور المدافعين عن المدينة بـ"القلق" حيال إمكانية وجود "خطة ما" لدى عناصر التنظيم.

وكانت القوات الكردية قد طالبت السبت، التحالف الدولي، بتكثيف هجماته الجوية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية، الذين شددوا قبضتهم على المدينة. يأتي ذلك فيما أشار مسؤول عسكري من القوات الكردية إلى أن التنظيم استقدم المزيد من الدبابات والمدفعية الثقيلة، إلى الخطوط الأمامية، وأن المعارك التي تدور داخل المدينة، وتجعل من الصعب على الطائرات الحربية أن تحقق أهدافها. وذكرت وحدات الحماية في بيان أن الغارات الجوية كبدت عناصر "داعش" خسائر فادحة، إلا أن فعاليتها قلّت في اليومين الماضيين. وتحدثت مصادر أمنية أيضاً، أنه رغم المقاومة الشرسة والضربات الجوية للتحالف، استطاع التنظيم أن يتقدم بعناصره من جهتي الجنوب والغرب باتجاه الوسط. 

ويسيطر مقاتلو التنظيم حالياً على 40 في المئة من مدينة كوباني، بعد استحواذهم على شرقها، وتقدمهم من جهتي الجنوب والغرب. وأرسل التنظيم تعزيزات كبيرة إلى المدينة، تضمّ مقاتلين من الرقة وحلب، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الأحد، وأشار إلى أن التنظيم وضع "كل ثقله في المعركة"، وأوضح بأنها "معركة  حاسمة بالنسبة للتنظيم، ففي حال استيلائه على عين العرب، فإن المواجهة ضده ستدوم  طويلاً في سوريا، أما في حال عدم نجاحه فسيشكل ذلك ضربة قاسمة لصورته أمام  الجهاديين". ولفت المرصد إلى أن التنظيم "لم يتقدم كثيراً منذ ان سيطر الجمعة على المربع الأمني للقوات الكردية" في كوباني. وأشار المرصد إلى أن عدد القتلى في صفوف وحدات حماية الشعب الكردي، ارتفع إلى ما يزيد على 220 قتيلاً، في حين قتل قرابة 300 من مسلحي التنظيم، منذ أن بدأ هجومه على كوباني في 16 أيلول/سبتمبر الماضي. وأضاف المرصد في بيان أن "العدد الحقيقي للخسائر البشرية من الطرفين هو ضعف الرقم الذي تمكن المرصد من توثيقه حتى اللحظة، وذلك بسبب التكتم الشديد على الخسائر البشرية".

وكانت طائرات التحالف الدولي، قد نفذت تسع ضربات على أطراف كوباني وريفها، فجر الأحد، واستهدفت فيها تجمعات وتمركزات للمسلّحين. ويحاول المقاتلون الأكراد وقف تقدم المسلّحين المتطرّفين نحو قلب المدينة عبر شنّ عمليات تسلل ليلية في شرق المدينة لضرب مواقع التنظيم.

الذخائر العنقودية مجدداً

وعلى صعيد آخر، وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" وقوع 83 هجوماً بالذخائر العنقودية، من قبل قوات النظام السوري على مواقع مدنية، خلال الفترة الواقعة بين 25 كانون الثاني/يناير 2013، وحتى 21 أيلول/سبتمبر 2014. وقد تسببت تلك الهجمات في مقتل عشرات المدنيين، أغلبهم من الأطفال والنساء، بشكل مباشر أو بسبب من مخلفات تلك الذخائر. وتُصنف الذخائر العنقودية على أنها سلاح عشوائي، يخرق استخدامه القانون الدولي. وأكد رئيس الشبكة السورية أن النظام يعتمد "على ردة الفعل شبه المعدومة من المجتمع الدولي، بل يزيد من عدوانه الصارخ عبر استخدام الذخائر العنقودية داخل الأحياء السكنية بشكل رهيب، وهذا يشكل تهديداً جدياً للمجتمع لسنوات". وأكد تقرير الشبكة أن استخدام القوات الحكومية للقنابل العنقودية يعتبر "جريمة حرب"، وخاصة أن الأدلة كلها تشير إلى استخدامها ضد أهداف مدنية، ولم توجه إلى أغراض عسكرية محددة. وأضاف التقرير أنه وعلى الرغم من تنديد أكثر من 140 دولة حول العالم، عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، باستخدام النظام السوري للذخائر العنقودية، فإن النظام ما زال مصراً على استخدامها، بل توسع بشكل رهيب في استخدامها خلال العام الجاري، مما يدل على إهانة واستخفاف واضحين بالمجتمع الدولي. وحث التقرير روسيا، على التوقف عن إمداد دمشق بالأسلحة، لأنه قد ثبت استخدام القوات الحكومية لتلك الأسلحة "في جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب تجاه مدنيين".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها