الأربعاء 2013/06/05

آخر تحديث: 06:48 (بيروت)

القصير بيد النظام

الأربعاء 2013/06/05
القصير بيد النظام
جنود النظام في القصير (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
 
بعد معركةٍ دامية، استمرت قرابة العشرين يوماً في مدينة القصير، ما بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات النظام مع حليفه اللبناني "حزب الله"، أعلن صباح الأربعاء عن سقوط المدينة في يد الأخير، وتطهيرها "من الإرهابيين" عقب حصارها من أربع جهات وقصفها بمختلف أنواع الأسلحة والمدفعيات. 

بعد وقف إطلاق النار مدة 24 ساعة سارع "حزب الله" والنظام للتصعيد العسكري، ليمطروا المدينة بما يزيد عن 2000 قذيفة وصاروخ من بينهم 12 صاروخ أرض- أرض، ما أدى إلى سقوط 1100 جريح.

يشير أبو المعتصم الحمصي الناشط الإعلامي في المدينة إلى أن عدد المدنيين المتبقين هناك يصل إلى 15 ألفاً، ويضيف "كنا مجبرين على الإنسحاب لتأمين الجرحى، حيث تم إيصالهم إلى شمال القصير (البويضة والضبعة) التي ما زالت محاصرةً حتى اللحظة فيما استمرت الاشتباكات والقصف على الريف الشمالي"، ويصف الحالة الإنسانية بأنها مخيفة لكثافة الجرحى والشح بالمواد الغذائية والطبية.

عن ذلك يقول أحد السكان، "في السابعة مساءً من ليلة الثلاثاء كان الهدوء نسبياً على الجبهة، لتبدأ بشكلٍ مفاجئ النيران، ويتم الاقتحام من ثلاثة محاور، الجنوب والشرق والغرب، حيث تم إخلاء طريق الضبعة عمداً ليتم الإيقاع بالمعارضة".

واعتمدت قوات النظام وعناصر "حزب الله" مجموعة من المواقع لتسديد الضربات إلى القصير منها قرية آبل، ومطار الضبعة، وكتيبة أم الصخر، واللواء 72، وكتيبة شنشار. وكان سلاح الجو المفصل الأساسي في المعركة فمن خلال أربع غارات جوية تم قصف المدينة بقنابل نقلت المصادر أنها عنقودية، وكانت الشبكة السورية لحقوق الأنسان قد وثقت مقتل 273 شخصاً وإصابة أكثر من 2400 بينهم 1800 مدني و230 طفلاً و170 امرأة في القصير.

ألفا مقاتل من المعارضة المسلحة اجتمعوا في القصير (بحسب ما أفادت تنسيقية القصير) منهم ألف مقاتل كانوا ضمن الكتائب الموجودة في المنطقة، ومثلهم انضموا خلال الأيام الماضية إثر تعرض القصير للحصار والقصف المتواصل، وتشير الأنباء إلى مقتل أكثر من ربع هذا العدد، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين، حتى أشار بعض المصادر إلى صمود ما لا يتجاوز الـ 400 مقاتل من المعارضة في الأسبوع الأخير كانوا يغطون الجبهات المختلفة لتغطية انسحاب المدنيين والجرحى. 
 
وفي الوقت الذي تحدث فيه التلفزيون السوري الرسمي عن استعادة قواته السيطرة على كامل المدينة، أشارت أنباء من الداخل إلى أن عناصر "الحر" ومن بينهم عبد الجبار العكيدي أحد أبرز قادرة المعارضة المسلحة ما زالوا محاصرين في المدينة برفقة من تبقى من المدنيين في الحي الشمالي منها، وسط مخاوف من مجازر قد تحصل بحق السكان، بالأخص وأن النظام لم يسمح بإجلاء الجرحى من مناطق المعارك. 
وأتى إعلان الجيش الحر الانسحاب من القصير بعدما وصفه بالمذبحة التي تم ارتكابها من قوات النظام ومقاتلي "حزب الله"، والتي أسفرت عن مقتل المئات بحسب وكالة "رويترز"، بعد ساعاتٍ من إعلان النظام استعادة قواته للمدينة،  كما أشار بيان الجيش الحر الذي نشرته رويترز أن الانسحاب أتى بسبب "نقص الإمدادات وتدخل حزب الله الصارخ وبقي عشرات المقاتلين في الصفوف الخلفية لتأمين انسحاب زملائهم والمدنيين". 

القصير التي خطفت ألاضواء، حتى بلغ الظن أنها تشكل المفصل الأساسي في الثورة وميزان نجاحها أو سقوطها، يصفها ناشطون ميدانيون بأنها إحدى معارك الثورة وأن ما جرى من تسليطٍ للأضواء عليها وإغفال نظيراتها من المناطق المشتعلة، ما هو إلا من جهة محاولة من النظام لتعظيم إمكانياته العسكرية، ومن جهة أخرى للتضليل عما يحصل في جبهة العاصمة الرئيسية (الغوطة الشرقية)، بينما يرى آخرون أن ما قدمته القصير كان عظيماً جداً وخاصةً في ما يتعلق بكشف الأطراف الخارجية التي تدخلت عسكرياً إلى جانب النظام.  
 
increase حجم الخط decrease