الجمعة 2014/10/24

آخر تحديث: 17:32 (بيروت)

بين أوجلان واردوغان.. مستقبل كردي مجهول

بين أوجلان واردوغان.. مستقبل كردي مجهول
المعارك في كوباني كما تظهر من الحدود التركية السورية (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

مثل تجرع السم والإمساك بالنار، أو ربما مثل ضياع القوة، شبّه نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت ارينتش، عملية السلام بين الحكومة التركية وقائد التمرد الكردي، عبد الله أوجلان، الذي سقط أثناء قيادته لحزب العمل الكردستاني ضد الحكومة 40 ألف قتيل. وحكم عليه في البداية بالإعدام بتهمة "خيانة الوطن"، لكن خفف الحكم إلى السجن "مدى الحياة"، بعد إلغاء عقوبة الإعدام بموجب قوانين التوأمة مع الاتحاد الأوروبي. لكن الصحف التركية دأبت يوماً على وصفه بأنه "قاتل أطفال". وهي تسمية استخدمت لاحقاً كوصف للرئيس السوري، بشار الأسد.

لابد أن الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان اضطر إلى مواجهة الكثير من المشاعر العدائية القومية للدفع بكل ما يبعد الاكراد عن مستوى الحكم الذاتي الذي يطالبون به الآن، في خضم عملية السلام الداخلي التي انطلقت من خلال مفاوضات غير مباشرة، بين الحكومة التركية، وأوجلان، بوساطة حزب السلام والديموقراطية، وبحضور ممثل عن جهاز الاستخبارات التركي، في مسعىً لتحقيق السلام، وحل مشكلة الإرهاب جذريا في تركيا.


لكن زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كلجدار أوغلو، انتقد الحكومة لإشراكها أوجلان في العملية، قائلًا: "إن كنتم تبحثون عن طرف تتحاورون معه، فحزب الشعب الديموقراطي غالبية أعضائه من الأكراد، موجود في البرلمان الذي يعتبر المكان الانسب للحوار من اجل قضايا بلدنا، وبإمكانكم الحوار معه، لماذا أوجلان؟" بتأكيده على أن اوجلان لا يمثل كل الاكراد.


وليس غريبأ أن هناك الكثير من الاكراد الداعمين لرأي كهذا، وخصوصاً بعد انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني منذ أن أعلن عن وقف اطلاق النار، الذي برأيهم لم يسفر عن أي تنازلات ملموسة أو حتى مفاوضات جدية من جانب الحكومة التركية، مترافقاً ذلك مع استياء فصائل شابة متشددة داخل الحزب من نفوذ لا يزال يتمتع به رجل عجوز كأوجلان يقبع خلف القضبان منذ سنوات.


يرى البعض أن الاضطرابات الاخيرة التي اندلعت بسبب مدينة كوباني السورية الكردية، وراح ضحيتها العشرات من القتلى في تركيا، هي جزء من مخطط لتقويض دور مفاوض بارع في عملية صنع سلام قل مثيله بالاشارة الى أردوغان. وبهدف واضح، مفاده ترك أوجلان، الذي شارك رجب طيب أردوغان المباحثات، يتعفن في السجن للأبد وإخراجه فعلياً من الحياة السياسية الكردية بعد تخليه عن فكرة الانفصال عن تركيا، التي ناضل لأجلها جل حياته أثناء قيادته لحزب العمال الكردستاني.


علاقة حزب العمال الكردستاني، مع وحدات حماية الشعب الكردية التي تدافع عن كوباني في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، شكّلت حاجزاً وسداً أمام السماح بوصول أي اسلحة إليها عبر الاراضي التركية.


في الوقت ذاته يصرح أكبر قيادي في الحزب، جميل باييك، من منفاه، وبلغة لا تترك مجالا للشك أنه يحمل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، المسؤولية عن كوباني وعن الاضطرابات في تركيا، بقوله "حذرنا تركيا أنها اذا مضت في طريقها فإن مقاتلينا سيستأنفون الحرب الدفاعية لحماية شعبنا".


بين إكمال عملية السلام التي بدأت عام 2013 بين الحكومة التركية واهم رموز القومية الكردية عبدالله أوجلان، وبين رفض تركيا دعم المقاتلين الاكراد في الشمال السوري ضد "داعش" حتى الآن، تضيع معالم العلاقة التركية الكردية، وتشوبها مخاوف مستقبلية كثيرة، أهمها تجدد المواجهة على الاراضي التركية بتجدد رفض الاكراد سياسة اردوغان الحالية تجاه مأساة اكراد سوريا، وعدم انصياعهم لما يقوله اوجلان من سجنه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها