السبت 2014/11/22

آخر تحديث: 08:33 (بيروت)

"حماس" و"فتح" إلى مزيد من الانقسام

السبت 2014/11/22
"حماس" و"فتح" إلى مزيد من الانقسام
حماس أغلقت مقراً لمحافظ المنطقة الوسطى عبد الله أبو سمهدانة في غزة
increase حجم الخط decrease

منذ التفجيرات التي طالت منازل قيادات بارزة في حركة "فتح" في قطاع غزة قبل نحو شهر، والعلاقة بين الحركة التي تقود السلطة الفلسطينية وغريمتها التقليدية سياسياً وشعبياً "حماس" متوترة إلى الحد الأقصى، مع استمرار التراشق الإعلامي بينّ قيادات الطرفين.

وتوقفت، مع هذا التراشق والافتراق الداخلي بين طرفي الانقسام، جهود استكمال المصالحة الوطنية وتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل في غزة، ما فاقم الأوضاع سوءاً في القطاع الذي تعرض قبل ثلاثة أشهر لحرب إسرائيلية طاحنة استمرت 51 يوماً.


ولا تزال الأجهزة الأمنية في غزة تتكتم على نتائج التحقيقات في استهداف مداخل منازل قيادات "فتح"، غير أنّ مصدراً مقرباً من الأمن قال لـ"المدن"، أنّ قوى الأمن في القطاع لا تزال في حيرة من أمرها، ولم تتمكن حتى الآن من الإمساك بطرف خيط حول الذين نفذوا التفجيرات.


وتُصر حركة "فتح" على أن عناصر "متشددة" من حركة "حماس" هم الذين نفذوا الاعتداءات التفجيرية التي طالت منازل 15 قيادياً وناطقاً ومسؤولاً فرعياً في الحركة، لكن "حماس" التي لا تزال تسيطر على القطاع أمنياً في ظل غياب حكومة الوفاق الوطني، تنفي أي علاقة لها بالتفجيرات.


وقال مسؤول رفيع المستوى في حركة "الجهاد الإسلامي"، لـ"المدن"، إنّ حركته والجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين، حاولتا منذ التفجيرات ترطيب الأجواء بين حركتي "حماس" و"فتح"، لكن النجاح لم يحالف هذه الجهود حتى اللحظة.


ورغم تأكيد القيادي في "الجهاد" أن جهود الفصائل مستمرة حتى الوصول إلى "لحلحة وحل" للأزمة الحالية، إلا أنه أقر بأن الأوضاع صعبة للغاية بين الطرفين وأنّ التراشق الإعلامي المستمر يزيد من حالة الاحتقان، وأن التشنج يسيطر على العلاقة بينهما، واصفاً العلاقة الحالية بالأصعب بين الطرفين منذ الانقسام.


وأكدّ القيادي في "الجهاد" أن القوى الثلاث طلبت من "حماس" و"فتح" وقف التراشق الإعلامي، لكن الطرفين لم يلتزما بذلك، وأنّ محاولات رأب الصدع الحالي "صعبة" في ظل مطالبة "فتح" غريمتها "حماس" بتسليمها أشخاصاً متهمين في التفجيرات.


وتقول "حماس"، وفق القيادي في "الجهاد"، إنّ من تطالب "فتح" بتسليمهم، بعضهم أسرى في السجون وآخرين غير موجودين في غزة ومنهم شهداء.


ونشرت مواقع إلكترونية تابعة لـ"فتح" قوائم لأسماء متهمين بالتفجيرات من عناصر "حماس"، واتهمت صراحة عضو المكتب السياسي للحركة، ووزير الداخلية السابق، فتحي حماد بالمسؤولية عن التفجيرات، لكن حماد هدد بمقاضاة هذه المواقع والقيادات التي "أقحمته" في الاتهام، نافياً أي علاقة بينه وبين التفجيرات.


وعند سؤال القيادي في "الجهاد" عن الاتهامات التي تساق للقيادي المفصول من "فتح"، محمد دحلان، بالوقوف خلف هذه التفجيرات، أكدّ أن "فتح" ترفض حتى القبول بهذه الاتهامات وتشير إلى أنها "تحليلات فارغة"، لكن "حماس" لا تتبنى الرواية ولا تشكك فيها.


ووصل الخلاف الميداني في غزة بين "حماس" و"فتح" الى إغلاق الأجهزة الأمنية في القطاع، مقراً كان يعده محافظ المنطقة الوسطى، عبد الله أبو سمهدانة، المعين من قبل الرئيس محمود عباس، وذلك خلال تجهيز المقر لإطلاق العمل.


واتهم الناطق باسم "فتح" في الضفة الغربية، أحمد عساف، حركة "حماس" بأنها تقوم بإنقلاب جديد على الشرعية الوطنية وتنقض من خلاله على المصالحة الوطنية، وذلك بعد أن تعمدت إفشال حكومة الوفاق الوطني ومنعها من بسط ولايتها على القطاع، على حد قوله.


وقال عساف في بيان: "كافة المؤشرات تثبت بأن حماس لم تكن في يوم من الأيام مقتنعة بالوحدة الوطنية والمصالحة، وأن قبولها باتفاق الشاطئ وحكومة الوفاق الوطني لم يكن إلا تكتيكاً تهدف حماس من ورائه الخروج من أزمتها السياسية والإقليمية والمالية الخانقة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها