الأربعاء 2014/09/17

آخر تحديث: 13:54 (بيروت)

اللقاحات الفاسدة.. حكومة المعارضة تتنصل

الأربعاء 2014/09/17
اللقاحات الفاسدة.. حكومة المعارضة تتنصل
وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة تضع احتمال حدوث خرق أمني أدى إلى وفاة الأطفال لذين تم تلقيحهم
increase حجم الخط decrease

لا تكاد الحكومة السورية المؤقتة تخرج من أزمة حتى تقع في أزمة أكبر منها. فبعد حجب الثقة عنها قبل أكثر من شهر، تواجه الحكومة السورية حملة شرسة تطالبها بالاستقالة ومحاسبة وزير الصحة، عدنان الحزوري، بعد وفاة ما يقارب 23 طفلاً في ريف ادلب، نتيجة تطعيمهم بلقاحات الحصبة التي وزعتها مديرة الصحة في إدلب، بعد الحصول عليها من الوزارة.

وتشير الأنباء الواردة من ادلب أن الوفيات تركزت في ريف معرة النعمان الشرقي في قرى جرجناز وتلمنس والشيخ بركة وسنجار وأم مويلات وصراع وسراقب، حيث كان العدد الأكبر في جرجناز التي بلغ عدد الأطفال الضحايا فيها 12 طفلاً.


وأعلنت الحكومة السورية المؤقتة وقف حملة التلقيح بالكامل، وفتح تحقيق لمعرفة الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن "الجريمة". وقال وزير الصحة عدنان الحزوري، في مؤتمر صحافي، عقده مساء الثلاثاء، في مقر مديرية التلقيح، إن الحكومة السورية المؤقتة تنتظر نتائج التحقيق الذي بدأته وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة العدل، وأن المسؤول عن مقتل الأطفال سيحاسب "كائناً من كان" حسب قول الوزير.


وحاول الوزير حزوري التنصل من المسؤولية بلوم المجتمع الدولي لعدم اعترافه بالحكومة السورية المؤقتة قائلاً "إن العالم لا يعترف بنا قانونياً، لذلك نحن عاجزون عن تأمين هذه الأدوية، نحن ندير العمليات من الخارج، لكن بدون اعتراف دولي بنا لا نستطيع فعل شيء".


وأشارت وزارة الصحة عبر بيان نشرته على حسابها الرسمي في "فاسبوك" الى أن "مصدر هذه اللقاحات هو منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع اليونيسيف، وأن اللقاحات يتم حفظها وتخزينها بالطرق المتبعة عالميا، ورجحت الوزارة في بيانها الى احتمال وجود خرق أمني من قبل النظام السوري"، الأمر الذي أثار موجة واسعة من الاستنكار في صفوف النشطاء والأهالي، الذين اعتبروا أن اتهام النظام كذبة تحاول الحكومة من خلالها التنصل من المسؤولية.


وكان فريق عمل الحصبة التابع لوزارة الصحة قد أعلن أنه قام بتلقيح 15000 طفل في دير الزور و12000 طفل في ادلب، وأن الوفيات انحصرت في مركز جرجناز والمراكز التابعة له، ولفت في بيان له إلى أن اليوم الأول للحملة شهد تلقيح ما يقارب 1500 طفل في مركز جرجناز دون تسجيل أي وفيات أو حالات تحسس.


وحاولت "المدن" التواصل مع الدكتور منذر خليل، مدير دائرة الصحة في محافظة ادلب، للوقوف على ملابسات القضية، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل. وكان مدير الحملة في ادلب، رفعت الفرحات، قال في تصريحات إعلامية إن "مجهولين قاموا بتلقيح الأطفال ولاذوا بالفرار على دراجات نارية"، في إشارة منه الى احتمال وجود خرق أمني أدى الى هذه الوفيات، وقال الفرحات إن الأدوية يتم حفظها وفق المعايير الدولية.


من جانبه، أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بياناً قدم فيه التعازي لعائلات الأطفال، وتعهد بفتح تحقيق في ملابسات الحادثة ومحاسبة المسؤولين.


وكانت حملة تلقيح قد بدأت في أغسطس/آب الماضي في مناطق حلب واللاذقية (شمال) ودير الزور (شرق) وشملت نحو 42 ألف طفل، ولم تسجل حينها أي وفاة أو إصابة بسبب اللقاح.


وسبق لوزارة الصحة في حكومة المعارضة أن نفذت حملات تلقيحات ضد أمراض عديدة بالتنسيق مع منظمات دولية وأخرى غير حكومية. وتعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة من نقص في الخدمات الطبية، ومن نقص في الأدوية واللقاحات.

increase حجم الخط decrease