الأربعاء 2014/08/27

آخر تحديث: 16:35 (بيروت)

المستوطنون: اتفاق وقف النار استسلام لحماس

الأربعاء 2014/08/27
المستوطنون: اتفاق وقف النار استسلام لحماس
هآرتس: مع الإعلان عن وقف القتال، سُمعت في إسرائيل أصوات النحيب من اليمين واليسار (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

ذهبت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في القاهرة، الثلاثاء، هو تنازل لحركة "حماس". واستند الإعلام الإسرائيلي في ذلك إلى ما وصفه بـ"خيبة الأمل" التي خيّمت على المستوطنين نظراً للفارق الشاسع بين القدرات العسكرية لحماس مقابل ما تملكه إسرائيل.

وقال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل "يوم أمس مع الإعلان عن وقف القتال، سُمعت في إسرائيل أصوات النحيب من اليمين واليسار، ومقابل كل إسرائيلي يسأل نفسه: ألم نغالي في التدمير والتسبب بالمعاناة لقطاع غزة؛ هناك اثنان أو ثلاثة على قناعة بأنه كان يتعين على الجيش استخدام مزيد من القوة وأن يلقن حماس درسا لا تنساه". وأضاف "الشعور بخيبة الأمل مفهوم بالنظر إلى فارق القدرات العسكرية والاقتصادية بين الطرفين. وحتى الآن يبدو أن الحرب لم تنته بانتصار أو هزيمة بل بتعادل قاتم".


ووصف هرئيل، حركة حماس بأنها "تحاول تسويق انتصار لسكان غزة" إنما الحاصل فعلاً أن "الطرفين أدارا حرب استنزاف وردع لا حرب حسم". وقال "كانت إسرائيل تفضل إنهاء الحرب قبل ثلاثة أسابيع، بعد أن استكملت تدمير الأنفاق الهجومية، ومنذ ذلك الوقت تآكل الشعور بالإنجاز العسكري وساد الغضب المبرر على القيادة السياسية والأمنية، لا سيما لدى سكان محيط غزة (..) لكن في الأسبوع الأخير تحقق اختراق في الجهود لتنفيذ الاغتيالات ضد قيادة الذراع العسكري لحركة حماس. هذه الاغتيالات إلى جانب الكارثة الإنسانية واسعة النطاق في قطاع غزة عجلت كما يبدو من قبول حماس لوقف إطلاق النار. فيما كان الجهاد الإسلامي الذي تعرض لخسائر أكبر، مستعدا لتسوية مماثلة منذ أسابيع".


وعلى صعيد الخسائر العسكرية، ذهب هرئيل للقول إلى أن حماس خسرت معظم ترسانتها الصاروخية إما بتدميرها عبر منظومة القبة الحديدية،أو جراء اضطرارها لإطلاق الكثير منها باتجاه المستوطنات. ومرد ذلك، بحسب هرئيل، هو أن حماس كانت مستعدة للتضحية من أجل أن تحقق مكاسب فـ"الوضع في قطاع غزة كان لا يحتمل" قبل بدء الحرب، وهذا الأمر لم تقدّره إسرائيل. وتابع "يمكن الاعتقاد بأن حماس من الصعب ان تجدد ترسانتها الصاروخية بسبب التعاون الوثيق بين إسرائيل ومصر الذي سيجعل من تجديد عمليات التهريب أمرا في غاية الصعوبة".


سياسياً، قال هرئيل "يتعين على إسرائيل أن تقرر ماذا تريد. فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عرض هذا الاسبوع خطة سياسية طموحة". ووجد أن السلطة الفلسطينية عملت على مسك كل الخيوط في الضفة الغربية ما أدى إلى انحسار موجات الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية المناصرة لغزة، وهذا موقف يمكن البناء عليه. وقال "واضح أن إسرائيل باتت تنظر بشكل مختلف إلى السلطة الفلسطينية، ولم تعد تهاجمها بسبب المصالحة مع حماس. حتى أن حكومة نتنياهو تعترف بأهمية الشريك في رام الله، الذي حافظ على الاستقرار في الضفة رغم غضب الناس على القتل في غزة، وهو الأن على استعداد للجم حماس في غزة وإعادة إعمارها وإصلاح الأضرار".


ورأى هرئيل أن أبرز التحديات التي تواجه الاحتلال حالياً هي سكان الجنوب، الذين واجهوا تجربة قاسية في هذه الحرب عندما كانوا يتلقون صواريخ المقاومة الفلسطينية، ومن أجل تجاوز هذا التحدي اعتبر هرئيل إنه.


الدلائل على ما قاله هرئيل في نقطة سكان الجنوب كثيرة. فقد قال رؤساء بلديات ومجالس أقاليم المنطقة الجنوبية إنه "ليس من أجل هذا قضينا شهرين في الملاجئ"، إذ اعتبر عدد كبير منهم أن الاتفاق هو استسلام لحماس وما كانوا ينتظرونه ويتوقعونه هو الحسم، لا التنازل. في هذا السياق، قال رئيس بلدية عسقلان، إيتمار شمعوني "التنازل لحماس هو استسلام للإرهاب. إن سكان الجنوب أرادوا رؤية حسم في هذه الحرب، لكن يبدو أن ذلك لن يحصل.. أردنا رؤية حماس مهزومة، لكننا رأينا إسرائيل تجري إلى طاولة المفاوضات في كل فرصة متاحة".


وتابع "ليس من أجل إنجاز كهذا فقدنا 64 مقاتلا و4 مواطنين، وليس من أجل إنجاز كهذا قضينا قرابة الشهرين في الملاجئ. وليس من أجل إنجاز كهذا تعرضنا لضربة اقتصادية وانهارت المصالح التجارية. توقعنا أكثر من ذلك بكثير".


وبعكس ما توقع هرئيل، الذي قال إن هذا الاتفاق سيصمد، لاسيما إذا التزمت حماس به، كان رؤساء البلديات ينظرون بشكّ إلى الاتفاق. كما أن السكان أيضاً رفضوا العودة إلى بيوتهم قائلين إن صوراً مرعبة شاهدها أبناؤهم وهم لا يرون أي سبب مقنع للعودة.

increase حجم الخط decrease