اليمن: توسع ل"القاعدة" ..على حساب الحوثيين

يتّسع نطاق العنف في اليمن بين تنظيم القاعدة والمتمرّدين الحوثيين، الذين يتابعون تقدمهم نحو مدن الجنوب، بعد أن تمكنوا من الاستيلاء على المحافظات الشمالية والغربية للبلاد، وسط غياب أي تدخل من السلطات اليمنية، التي لا تزال حتى الساعة تبحث عن مخرج لحكومة الوفاق الوطني.


وقُتل 33 شخصاً على الأقل في تفجير انتحاري نفذته القاعدة بسيارة ملغومة باتجاه منزل مسؤول بالحكومة المحلية في بلدة رداع في محافظة البيضاء وسط البلاد. وقالت جماعة "أنصار الشريعة" التابعة للقاعدة إن الهجوم استهدف اجتماعاً في منزل زعيم للحوثيين.


وسقط أكثر من 10 مقاتلين حوثيين في اشتباكات مع القاعدة والقبائل الموالية لها على أطراف رداع، وعند نقطة تفتيش في محافظة إب القريبة. وقال نشطاء إن مقاتلي القاعدة دخلوا مدينة العدين في محافظة إب، واستولوا على مبانٍ حكومية ورفعوا رايتهم السوداء عليها، من دون أي مقاومة. وحققت القاعدة لأول مرة تقدّماً في وصولها إلى حدود منطقة عنس التابعة لمحافظة ذمار وسيطرتها على جبل "اسبيل" المطلّ على رداع بأكملها.


ويبلغ سكان رداع 60 ألفاً، وهي تُعدّ معقلا لجماعة أنصار الشريعة التي تضمّ في صفوفهم مقاتلين من قبائل محلية، اشتد غضبها بسبب الوجود الجديد للحوثيين الشيعة، في منطقة أغلب سكانها من السنة.


وكان مسلحو القاعدة قد هاجموا، الإثنين، مطار أم المغارب العسكري في محافظة حضرموت بشرق البلاد على مقربة من الحدود السعودية ونهبوا معدات منه، وذلك في دلالة أخرى على الفوضى المتزايدة في اليمن، الذي يقلق المجتمع الدولي، خاصة لناحية خطر استخدام القاعدة لمناطق في البلاد، تطلّ على ممرات شحن دولية، كنقطة انطلاق لهجمات في الخارج.

وتجنّبت القوات المسلّحة اليمنية بشكل كبير مواجهة الحوثيين منذ تقدمهم إلى صنعاء في أيلول/سبتمبر الماضي، مما أثار تكهنات بأن الرئيس عبد ربه منصور هادي يسمح ضمنياً للجماعة بالتحرّك بحرية، في الوقت الذي يتم فيه تشكيل حكومة جديدة، برئاسة خالد بحاح، الذي شدد على ضرورة تكاتف جهود جميع الأطراف السياسية والتزام اتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي رعتها الأمم المتحدة، للوصول إلى الأمن في البلاد.