الجمعة 2014/07/25

آخر تحديث: 14:30 (بيروت)

سيناء: تجدد حرب البيانات بين الجيش و"الأنصار"

سيناء: تجدد حرب البيانات بين الجيش و"الأنصار"
دعم "الأنصار" بيانهم بصور جثامين قتلاهم، وصورة سيارتهم المتفحمة، وصور الصواريخ المكتوب عليها "ثأراً لمجزرة الشجاعية" (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
أصدرت جماعة "أنصار بيت المقدس" بياناً تنعى فيه ثلاثة من أعضائها، تزعم فيه مقتلهم بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية بدون طيار "درون"، يوم 23 تموز/يوليو. وبحسب بيان "الأنصار"، فإن كلاً من: خالد المنيعي، من قبيلة السواركة، ورضوان الخرافين، وحلمي عودة البعيرة، من قبيلة الرميلات، قد قصفوا بطائرة "درون"، اخترقت الأجواء المصرية لتنفيذ مهمتها، وهي استهداف سيارة "المجاهدين" الثلاثة، قبل إطلاقهم عدداً من الصواريخ على أهداف إسرائيلية، في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في المقابل، مضت السلطات المصرية في روايتها السابقة المشكوك في صحتها، حيث ربطت واقعة "واحة الفرافرة" التي راح ضحيتها 23 جندياً وضابطاً، قبل أيام، بتنظيم "أنصار بيت المقدس". هذا الاتهام الإعلامي كانت قد نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط التابعة للدولة، زاعمةً تبنّي "الأنصار" العملية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما لم يثبت. أما الجديد، فهو نسج مزيد من التفاصيل التي تبدو مقنعة للوهلة الأولى؛ حيث زعم المتحدث العسكري ومتحدث باسم الشرطة، أن المتورطين في عملية الفرافرة هم بعض الأسماء التي وردت سابقاً في بعض عمليات "الأنصار"، أحدهم ضابط سابق بقوات الصاعقة المصرية.

وحسب رواية الجيش والشرطة الجديدة، فإن خالد المنيعي، المنعى في بيان "أنصار بيت المقدس"، كان المسؤول عن الخلية التي نفذت عملية الفرافرة. وقد مات متأثراً بجراحه في اشتباكات مع قوات الجيش في منطقة "الزوارعة"، جنوب مدينة الشيخ زويد. أما الروايات المحلية في المنطقة الحدودية فهي تنفي وقوع اشتباكات، وتؤكد قصف الطائرة "الزنانة"، وتصاعد نيران ضخمة من السيارة بسبب انفجار الصواريخ من طراز 107، التي كانت بحوزة الجهاديين الثلاثة.

دعم "الأنصار" بيانهم بصور جثامين قتلاهم، وصورة سيارتهم المتفحمة، وعدد من صور الصواريخ المكتوب عليها "ثأراً لمجزرة الشجاعية"، ومؤرّخة بتاريخ 23 رمضان. وقد ذكروا في بيانهم، أن قصفهم للأهداف الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تضامناً مع غزة قد تكرر عدة مرات، وقد سبق أن أصدروا تسجيلاً مرئياً قصيراً يوثقون فيه إطلاق  صواريخ بتاريخ 11 رمضان الجاري 9 تموز/يوليو. لم يخلُ البيان من هجوم على الجيش المصري واتهامه بالخيانة والعمالة، مستنداً إلى ان إعلان الجيش تحمله للمسؤولية عن الهجوم، لم يأت إلا في هذا السياق من التعاون مع جيش الاحتلال.

بعيداً عن تضارب الروايتين، فإنها ليست المرة الأولى التي تخترق القوات الإسرائيلية المجال الجوي المصري، بل البري أيضاً، من أجل تنفيذ عمليات ضد أعدائها من "أنصار بيت المقدس"، وبعض المطلوبين من قيادات المقاومة في غزة. في آب/أغسطس 2012، تسللت فرقة اغتيالات، إلى عمق 15 كيلومتر في وسط سيناء، لتصفية إبراهيم عويضة البريكات، بالقرب من مسكنه في قرية خريزة، بسبب مشاركته في عملية "أم الرشراش" النوعية. وفي ربيع 2013، نجحت قوة تابعة للموساد في اختطاف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في غزة وائل أبو ريدة، أثناء زيارته لمصر في رحلة علاجية لابنه. أما آب/أغسطس الماضي فقد شهد حادثة شبيهة بمقتل خالد المنيعي ومرافقَيْه قبل يومين. فقد استهدفت طائرة إسرائيلية بدون طيار خمسة جهاديين ثالث أيام عيد الفطر الماضي، قبيل استهدافهم الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدد من صواريخ أرض–أرض، فقتلت منهم أربعة. وحين أعلن الجيش الإسرائيلي الخبر، عبر وكالة "الأسوشيتيد برس"، فإن الحرج المقصود الذي وضع الجيش المصري فيه قد دفعه إلى القيام بغارة جوية على قريتيْ "الثومة" و"المقاطعة" في اليوم التالي لادّعاء أنها عملية لمدة يومين نفّذتها قواته.

أسفرت تلك الغارة، عن مقتل أحد أعضاء "الأنصار" ورجلاً من السكان المحليين، كما دمرت بعض المنازل وأثارت الذعر بين السكان. كانت تلك هي المرة الأولى التي يحلق فيها طيران عسكري مصري مسلح في المنطقة الحدودية من سيناء منذ حزيران/يونيو 1967، وكانت النقطة الفارقة لاندلاع المواجهات الموسعة بين الجيش المصري و"أنصار بيت المقدس"، حيث تحول الجيش إلى هدف رئيسي مستباح، وتم التوسع في تكفير عناصره، بمن فيهم المجندون إجبارياً.

في حوار الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وكالة "رويترز" قبل الانتخابات، المنشور بتاريخ 15 أيار/مايو، أجاب عن سؤال حول الإرهاب في سيناء: "كنا حريصين ألا تتحول سيناء إلى قاعدة للانطلاق بهجمات تهدد جيران مصر، لأن هذا ضد سيادة مصر على أراضيها وضد اتفاقية السلام اللى احنا موقعينها. ونحن تفهمنا رد الفعل من جانبهم عندما حدثت بعض العمليات المحدودة ضد الأراضي الإسرائيلية".
increase حجم الخط decrease