الأربعاء 2014/09/17

آخر تحديث: 16:24 (بيروت)

واشنطن: تطوير الحملة العسكرية في العراق

الأربعاء 2014/09/17
واشنطن: تطوير الحملة العسكرية في العراق
مواقف الأردن كانت ولا تزال ثابتة وراسخة في مواجهة التنظيمات الإرهابية، التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء، بالجنرالات الذين يخططون للحملة العسكرية الأميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وسيجتمع أوباما برئيس القيادة الوسطى الجنرال لويد أوستن، لتقييم كيفية تطبيق الجيش استراتيجيته لمكافحة التنظيم الإسلامي "المتشدد". وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، أن الرئيس "ينوي مناقشة خطة تشكيل ائتلاف دولي لإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية وتدميره". كما يلتقي أوباما ممثلين كبار لدول تنتمي إلى مسرح عمليات القيادة الوسطى، التي تشمل حزام الاضطرابات من جنوب آسيا إلى وسط آسيا، ثم الشرق الأوسط. وأكد إرنست أن "الكثير من هذه الدول سيلعب دوراً مهماً في الائتلاف الدولي الذي سيقوده الرئيس ضد تنظيم الدولة الإسلامية".

من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية في كردستان العراق الأربعاء، إن قيادياً في تنظيم الدولة الإسلامية لقي مصرعه قبل يومين خلال المواجهات شرقي نينوى. وكشف بيان أصدرته وكالة أمن إقليم كردستان، أن من وصفته بالقائد العسكري لولاية نينوى في تنظيم الدولة ياسين علي سليمان شلاش، قُتل خلال مواجهات عنيفة بين التنظيم وقوات البشمركة الكردية المدعومة بغطاء جوي أميركي، في منطقة الخازر. وقال البيان إن القائد القتيل كان يدير كل العمليات في الأشهر الماضية في نينوى. وحسب المصادر نفسها فإن شلاش هو العقل المدبر للتفجير الذي نفذ أمام وزارة الداخلية في أربيل عاصمة إقليم كردستان في أيلول/سبتمبر 2007، وقد التحق في العام 2003 بجماعة التوحيد والجهاد، وفي العام 2006 بايع تنظيم القاعدة، وأصبح من المقربين من قائده في العراق، أبو مصعب الزرقاوي.

وكانت البشمركة قد أعلنت الثلاثاء، استعادتها قرى من مقاتلي تنظيم الدولة، في هجوم شنته بمساعدة الطيران الأميركي في منطقة الخازر، الفاصلة بين أربيل ونينوى. في حين قتل 26 من مسلحي تنظيم الدولة، في قصف جوي استهدف موقعين للتنظيم في مطار الضلوعية ومعمل للطابوق، جنوب محافظة صلاح الدين. وجرى الهجوم بتنسيق بين قيادة عمليات سامراء والقوة الجوية العراقية، وأسفر عن تدمير عدد من الآليات التي يستخدمها تنظيم الدولة.

على صعيد آخر، قال نائب رئيس الجمهورية العراقية إياد علاوي، إن القصف الجوي الأميركي على داعش سيكون مؤثراً لتحجيم التنظيم "المتطرف"، لكنه ليس كافياً لإنهاء وجوده في العراق، ويجب تدخل قوات خاصة من الدول العربية لحل الأزمة. وكانت القاهرة قد أعلنت أنها قد لا تقدم مساعدة عسكرية للولايات المتحدة الأميركية، في حربها ضد تنظيم داعش. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن بلاده ستركز على جبهتها الداخلية، وإن مهمة الجيش هي حماية الشعب والحدود المصرية. 

من جهة أخرى، حصلت استراتيجية أوباما، على دعم عربي جديد، مع تأكيد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الثلاثاء، أن المملكة تدعم الائتلاف الدولي في حملته من أجل التصدي "للتنظيمات الإرهابية". وقال الملك خلال لقائه عدداً من القيادات الدينية والشخصيات، إن "مواقف الأردن كانت ولا تزال ثابتة وراسخة في مواجهة الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية، التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم"، على ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، قد أثار الثلاثاء، احتمال أن تضطر القوات الأميركية للقيام بدور بري أكبر، وهي تتصدى لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، في حين أكد البيت الأبيض أن القوات البرية الأميركية لن تقوم بمهمة قتالية. وأوضح ديمبسي إنه لا نية لنشر مستشارين عسكريين أميركيين على الأرض للقيام بمهام قتال مباشر، لكنه قال في جلسة لمجلس الشيوخ "لقد ذكرت أنني إذا وجدت أن الظروف تتغير، فإنني قطعاً سأغير توصيتي." وعرض ديمبسي سيناريوهات قد يكون من الضروري فيها القيام بدور أكبر، ومن ذلك مصاحبة قوات أميركية لقوات عراقية أثناء هجوم معقد، مثل معركة لاستعادة مدينة الموصل الشمالية، من مقاتلي الدولة الإسلامية. وقال "من المحتمل جداً أن يكون جزء من تلك المهمة تقديم المشورة في القتال المتلاحم أو المصاحبة في تلك المهمة. ولكن في ما يتعلق بالأنشطة اليومية التي أتوقع أن تتطور بمرور الوقت، فلا أرى أن ذلك ضروري في الوقت الحالي." ورداً على تصريحات ديمبسي، قال البيت الأبيض إن المستشارين العسكريين لأوباما يجب أن يقوموا بالتخطيط لاحتمالات كثيرة، وأن السياسة العامة لم تتغير؛ وهي أن أوباما لن يرسل قوات أميركية للقيام بدور قتالي في العراق أو سوريا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست للصحافيين إن ديمبسي "كان يشير إلى سيناريو افتراضي، من المحتمل أن ينشأ فيه في المستقبل، وضع قد يقدم فيه توصية تكتيكية إلى الرئيس في ما يتصل بالقوات البرية." وأصدر المتحدث باسم ديمبسي أيضاً بياناً يؤكد أن أقوال الجنرال في مجلس الشيوخ لم تكن تعني "استخدام وحدات قتال برية أميركية في العراق."
وفي السياق، كشف رئيس وكالة الأمن القومي الأميركي الأدميرال مايك روجرز، أن الوكالة تراقب قدرات تنظيم الدولة الإسلامية. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان تنظيم الدولة يخطط لشن هجمات إلكترونية على مصالح أميركية، قال روجرز إنه ليس بإمكانه مناقشة قدرات التنظيم التقنية. وأضاف في مؤتمر بشأن الأمن الإلكتروني في واشنطن "يجب أن نفترض أن هناك بعداً إلكترونياً في أي سيناريو سيتم التعامل به مع التنظيم". وبحسب روجرز فإن تنظيم الدولة أظهر عدوانية شديدة في استخدامه لوسائل الإعلام والوسائل التقنية والإنترنت.
increase حجم الخط decrease