الجمعة 2014/04/18

آخر تحديث: 04:37 (بيروت)

الأربعاء.. جلسة فراغ التحالفات

الجمعة 2014/04/18
الأربعاء.. جلسة فراغ التحالفات
لا نوم في عسل التقارب بين الخصوم (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
لن تمر جلسة الأربعاء المقبل على سلام. كل المؤشرات الضبابية والغامضة ضمن الصفوف المتعارف عليها منذ العام 2005، تؤشر إلى الأسوأ. لا ثقة بين الحلفاء ولا رص للصفوف ولا نوم في عسل التقارب بين الخصوم، وحدها خطوط المصالح ما يجمع البعض، ويشتت البعض الآخر. جلسة الأربعاء المقبل يرجح البعض أن تكون بداية عهد صوغ تحالفات وصورة جديدة  للمشهد السياسي رسمياً خارج الإصطفافات التقليدية، وخارج المعتاد، ترجيحات هي أكثر من توقعات بكثير وأقل من الحقيقة بفارق الزمن فقط.
 
الإتصالات تنشط بين الأفرقاء تحضيراً للجلسة، التي يدخلها الجميع فرادى، حتى ضمن الكتلة والحزب الواحد. تتابع قوى "14 آذار" مشاوراتها التي لم تفلح في رأب الصدع، وإن نجحت ستكون وفق صيغة الترقيع. تسير قوى "8 آذار" على النهج ذاته، رغم كل ما قيل في السابق، بالتزامن مع رسائل ملغومة علانية ومن تحت الطاولة. 
 
تدخل "14 آذار" الجلسة المقبلة من دون موقف. سمير جعجع فرض نفسه. لم يرضخ الآخرون. تواروا  لكنهم لم يتنازلوا. الرئيس أمين الجميل الأكثر هدوءاً يحاول تمرير قطوع المرحلة الأولى. لن يعلن ترشحه رغم التسريبات، بحجة الدستور. يريد أن يجس النبض في الدورة الأولى خصوصاً أن "الكتائب" لا تزال تعول على إمكانية إحراز الجميل خرق معين يؤدي الى توافق الجميع عليه بوصفه مرشحاً أكثر قدرة على لعب الدور الوفاقي وان يكن بثوابت "14 آذار".
 
تعويل الجميل وإن يكن منطقياً، لا يزال يتغاضى عن أن من بين من يتبنى ثوابت "14 آذار" وقادر على لعب الدور التوافقي أو نسج علاقات أكثر براغماتية حتى منه، يراقب ويتحين الفرصة. في المشهد الخلفي يجلس المناور روبير غانم، وليس بعيداً عنه وان بـ"براغماتية" أقل بطرس حرب.
 
على ضفة "8 آذار" إنتظار وتسويف، رغم التأكيد أن الساعات المقبلة ستشهد اتفاقاً. إتفاق لن يخرج إلى النور، في زمن الإستحقاق. "التوجس" كما تقول مصادر مطلعة من التحولات الأخيرة في مواقف النائب ميشال عون سيؤخر الإتفاق إن لم ينسفه، خصوصاً أنه
بات يسمع علناً انتقادات واضحة لتقارب التيارين الأزرق والبرتقالي في ملفات عدة. 
 
بري ليس بعيداً. لم يحسم بعد موقفه من تبني أي مرشح. ضرب تحت الحزام مؤخراً. "مرشح 8 آذار هو ميشال عون" قال. تعلق مصادر مطلعة: "عون يحاول منذ عام تقريباً الإيحاء بأنه مرشح توافقي وليس مرشح فريق معين، ردم الهوة مع السعودية، وشرع أبواب التواصل مع المستقبل إلى أن وصلت إلى درجة التنسيق اليومي". بري أراد حرق عون بإضفاء صبغة "8 آذار" عليه تجزم المصادر.
 
رغم التنسيق بين التيارين إلا أن الحسم لا يزال بعيداً. مصادر "تيار المستقبل" لا تزال تؤكد موقفها الداعم لمرشح من صلب "14 آذار"، وإن كانت ترفض تسمية المرشح إلا أنها مستمرة في لعبة قذف الكرة في ملعب الحلفاء المسيحيين رغم إدراكها أنهم لم ولن يتفقوا على مرشح واحد. تعول على الـ"لم ولن" للمناورة وإبقائها حرة طليقة من أي التزام تحت شعار: "لم تتفقوا ولا نريد الفراغ".
 
وحده رئيس جبهة "اللقاء الوطني" النائب وليد جنبلاط يلعب بحرية. حدد توجهاته: لا للفراغ ونعم لمرشح تسوية. حرية لن تمنع جنبلاط من "رمي" أي إسم في الجولة الأولى ليوجه رسالة مفادها: "الأسماء المطروحة لا تعنيني وأنا خارج عن الالتزامات والتحالفات والاصطفاف". النائب هنري حلو ليس مرشحا جديا، لكنه رسالة جدية لمن يعنيه الأمر.
 
عجز "14 آذار"، وتريث "8 آذار" وتوجس البعض، رسم باكراً مرحلة غامضة للإستحقاق الرئاسي، مرحلة مرجحة لأن تكون أبعد من الإستحقاق وممهدة للعهد الجديد. مرحلة ستخلط فيها الأوراق أكثر فأكثر تمهيداً لصوغ أخرى جديدة. مرحلة لن ينسى أحد فيها ثاراته. "ثارات" ستوضع على طاولة مجلس النواب ويبنى عليها بعد إنتخاب الرئيس العتيد، إن حصل. 
increase حجم الخط decrease