الخميس 2014/04/17

آخر تحديث: 05:15 (بيروت)

عون.. ورقة بعبدا تُسقط 'ورقة التفاهم'

الخميس 2014/04/17
عون.. ورقة بعبدا تُسقط 'ورقة التفاهم'
حزب الله ينظر بريبة الى تحوّل عون (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
بين الأمس واليوم المتغيرات كثيرة وإن من دون اعتراف "أهلها"، طروحات التيار الوطني الحرّ ما عادت كما عهدها اللبنانيون عامة والعونيون خاصة. "الوسطي"، "التوافقي"، وغيرها من صفات كانت إلى أيام مضت، أبعد ما تكون عن النائب ميشال عون، الذي بنى "مجده" على خطاب منحاز لحلف على حساب آخر. 
 
مع اقتراب الإنتخابات الرئاسية وتحديد جلسة الإنتخاب الأولى، أسئلة كثيرة تفرض نفسها: ما الذي يجري في التيار الوطني الحر؟ ما سرّ هذا التحوّل؟ كيف يرى يقرأ حلفاؤه خطابه المُنفتح؟ وكيف يقرأ خصومه هذا التحوّل؟ أكثر من ذلك، هل بدأت مرحلة "اشتباه" حزب الله بحليفه المسيحي الأوّل وهل سقطت ورقة التفاهم بينهما؟ 
 
العونيون أمعنوا في إنكار أي تغيّر جذري في توجه عون، لكن الواقع مختلف تماماً. في البداية، كان إنكار اللقاء الذي جمع عون بالرئيس سعد الحريري، أُعلن عن اللقاء بعد أسابيع على حصوله، هناك شيء ما يحصل بالخفاء، لا بدّ من التوقف عنده. رسائل في كل الاتجاهات، أصبحت إلى حد ما تتخطى "حلم" بعبدا بقليل، وإن لم يسقط الحلم، ولن يسقط طبعاً. 
 
التواصل مع "عدو" الأمس لم يعد خفيّاً، والتنسيق أصبح علناً وزارياً وبرلمانياً ونقابياً. بدأت إرهاصات "التفاهم" تظهر في تسهيل تشكيل الحكومة، انسحبت على التعيينات التي لم يعرقلها تكتل التغيير والإصلاح كما في السابق بهدف تحصيل المزيد من المكاسب. التسهيل انسحب أيضاً على عدم تمرير خطة جبران باسيل النفطية بل تم تشكيل لجنة جديدة لدراستها من دون معارضة عونية، لم تقف الأمور عند هذا الحدّ، الإنتخابات الرئاسية بالنسبة إلى عون مصيرية، وفي سبيلها لا ضير في فناء "الذيب والغنم" لجني المكاسب المرجّوة، اطاح عون معركة انتخابية في انتخابات نقابة المهندسين، وحسن نواياه وهبت 14 آذار منصب النقيب من دون جهد يُذكر.
 
كل هذه الإشارات لم تكن كافية لاعتراف عوني بتغيير السلوك مع بدء العد العكسي لاستحقاق الرئاسة. كان التبرير العوني أنهم يريدون الحفاظ على الإستقرار وعلى مصالح الناس وهذا يقتضي التقارب والإلتقاء بين الأفرقاء على الرغم من الإختلاف، خاصة أن عون يطرح نفسه مرشحاً توافقياً. لكن، النقطة المفصلية في تحوّل السلوك العوني، كانت في جلسة مجلس النواب الأخيرة، خرج تكتل التغيير والإصلاح على إجماع حلفائه في موقف متحالف مع خصومه، وافق نواب عون على ترحيل السلسلة الى لجنة نيابية لإعادة دراستها. فجأة، أصبح العونيون حلفاء "الحريرية" السياسية في النظرة الإقتصادية! 
 
قبل أيام قليلة على الجلسة العامة التي لم تقرّ فيها السلسلة، كان نواب التكتل من أشد المتحمسين إلى إقرارها، وبعد إنهاء دراستها في اللجان المشتركة خرج النائب ابراهيم كنعان ليعلن انتصاراً عونياً لصالح الشعب، فالتكتل هو رائد الشعبوية في مواضيع كهذه وهو الذي اقترح رفع نفقات السلسلة من 1660 مليار الى 2800 مليار. ساعات قليلة، صار الخطاب معاكساً، سقطت الشعبوية على أبواب "الواقعية". 
 
كُل هذا جعل حزب الله يقرأ هذا التحول في مواقف عون ونوابه بالكثير من العناية. انعكس غضباً من نواب الحزب في الجلسة النيابية تجاه موقف الحلفاء، وهنا لا بد من الإشارة الى ريبة تعتري حزب الله من ارتفاع منسوب التواصل والتناغم بين الخصمين اللدودين، وإن كان الحزب يظهر رضاه على تحرّك حليفه.
 
مصادر سياسية تضع هذ المتغيرات في سياق تقديم عون أوراق اعتماده الإنتخابية لدى تيار المستقبل حسبما تشير لـ"المدن"، مضيفة أن هذه الخطوة ربما تكون رسالة ايجابية للتيار الليبرالي وسياسته الإقتصادية، فـ"عند الإستحقاق لا مجال للخطاب الشعبوي، ومن غير المُستبعد أن يصل عون بالإعتذار عن كتاب الإبراء المستحيل، في سبيل الحصول على أصوات المستقبل".
 
في أوساط حزب الله، حذر كبير مما يحصل، فهناك "ما لا يُفهم"، حتى العونيين يضعون الحزب بالحد الأدنى مما يحصل بينهم وبين "المستقبل"، وهذا ما لم تجر عليه العادة بين حلفاء الخندق الواحد. إلى الأمس كان الحزب يثق بعون إلى ما لا نهاية. اليوم، هناك الكثير تغيّر. يقول سياسي مطلّع: بعكس كُل ما هو ظاهر، عون يقرأ في واقع المنطقة، ويُدرك أن حزب في ما بعد سوريا، غير تماماً ما قبلها. 
 
increase حجم الخط decrease