الخميس 2014/04/24

آخر تحديث: 03:42 (بيروت)

الراعي بعد تطيير النصاب: 'شو هالزعرنة'

الخميس 2014/04/24
الراعي بعد تطيير النصاب: 'شو هالزعرنة'
الصلاة سلاح بكركي لتعجيل الفرج الرئاسي (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
قال البطريرك بشارة الراعي كلمته في المطار وطار الى روما: "لبنان بحاجة الى رئيس قوي يلمّ الشمل" الكلام ليس بجديد. زار الراعي الرئيس نبيه برّي في عين التينة، لشكره على الدعوة لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية. بعد اللقاء، أكد أن الرئيس يجب أن يكون قوياً ومقبولاً من الجميع وهنا مكمن القوة، هذا الموقف كان قد أعلنه الراعي من جنيف منذ أكثر من أسبوع وعاد ونفاه بعد يومين على إعلانه.
 
الإستحقاق المسيحي، يتعاطى معه البطريرك بطريقة غير مفهومة إلى الآن، حتى في الوسط المسيحي. أصوات كثيرة بدأت تخرج. هناك من يقول إنه "لا يتعاطى بجدية مع أهم استحقاق بالنسبة للموارنة، على الرغم من حرصه على إنجازه، ولكن هل الجدّي يستمر في مناقضة نفسه واللعب على حبال الكلام". 
 
لكن، بعد الجلسة الأولى، لم تعد المعركة محصورة بين المرشحين، بل أصبحت في تأمين النصاب للجلسات اللاحقة. لم يخف الراعي قلقه من تطيير النصاب، خصوصاً أن نواب قوى 8 آذار انسحبوا ولم يتبنوا أي مرشّح حتى الآن، ومن هنا أتت دعوته الى تكثيف التشاور خلال هذا الأسبوع بين مختلف القوى، للإتفاق على مرشّح وتأمين النصاب لانتخابه قبل الخامس والعشرين من أيار. 
 
منذ دخول لبنان في المهلة الدستورية لإنتخاب رئيس جديد، وبكركي تشدّد على ضرورة إنجاز الإستحقاق في موعده وتجنّب الفراغ، وذلك عبر تأمين النصاب في كل الدورات أياً كانت الظروف، هذه الرغبة التزم بها الأقطاب الموارنة خلال اجتماعهم مع الراعي في الصرح البطريركي، النائبان ميشال عون وسليمان فرنجية،  خرجا على الإلتزام وعند أول مفترق، عمدا الى تطيير النصاب.
 
مصادر بكركي تؤكّد لـ"المدن" أن تطيير النصاب لاقى غضباً عارما في أرجاء الصرح، وفي أول رد فعل للراعي على ما حصل كانت كلمة "زعرنة"، وردّاً على ما حصل كان قرار الراعي بإلغاء إجتماع الأقطاب، وتشير المصادر الى أن الراعي قد يقرّر تمديد سفره الى عشرين يوماً بدلاً من 7 أيام، تعبيراً عن غضبه، بحيث سينتقل من روما الى فرنسا وبعدها الى أفريقيا.
 
أحد المطارنة الموارنة البارزين أبدى لـ "المدن" انزعاجه من هذه الخطوة، مشيراً الى أنها عدم التزام بالمسؤولية، لا السياسية ولا الوطنية ولا الأخلاقية ولا حتى الدستورية، ويقول: النائب يمثّل الشعب وبالتأكيد الشعب اللبناني لا يريد الفراغ بل يريد الحضور وانتخاب رئيس جديد للبلاد، في هذا الإستحقاق لا مجال لاستخدام هذا الحق، فكيف يكون حقّاً وهو يساهم بإنماء الباطل؟" 
 
من المرجّح أيضاً في ظل الواقع القائم، أن تلجأ قوى 8 آذار في الجلسات المقبلة إلى تطيير النصاب، طالما لم يتم الإتفاق على مرشّح، خصوصاً أن عون يطرح نفسه توافقياً. هنا سيتصاعد غضب الكنيسة المارونية، التي حددّ رأسها مواصفات الرئيس التي لا تنطبق على عون وجعجع، اذ تؤكد مصادر بكركي أن المقصود بالقوي هو الذي يحافظ على الدستور، ويكون مقبولاً من الجميع، هذه المواصفات تتوافر في مرشحين لم يعلن الراعي تبنّيهم وهم جوزيف طربيه، وزياد بارود ورياض سلامة وغيرهم. 
 
وعليه، بين تطيير النصاب، وإجراء المشاورات للإتفاق، ستبقى بكركي "الراعي"، عين تراقب لا ترعى، وصوت يصيح مستنكرأً تصرّفات من أنكروا ثوابتها، فيما العجز سيّد الإنتظار، والأمل صلاة لتعجيل الفرج.
 
increase حجم الخط decrease