الخميس 2014/04/24

آخر تحديث: 03:16 (بيروت)

إسرائيل ترد على المصالحة بهجوم إعلامي

الخميس 2014/04/24
إسرائيل ترد على المصالحة بهجوم إعلامي
"إلى نهاية العالم".. أولى الحملات الإعلامية الإسرائيلية على المصالحة الفلسطينية
increase حجم الخط decrease
قد يكون رسم الكاريكاتور الذي نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم، خير ردّ إعلامي ترهيبي على المصالحة الفلسطينية. باشرت الصحيفة بالحملة الإعلامية التي عزمت إسرائيل على إطلاقها، بعد إتفاق المصالحة، وسيمتد، بحسب إذاعة جيشها، الى مختلف دول العالم. وربما وجد الكيان العبري في الترهيب من نهاية المفاوضات مع الإسرائيليين، أبلغ هجوم على مسار الإتفاق الفلسطيني بين حركتي "فتح" و"حماس"، في حين تزداد الحاجة الفلسطينية إلى حملة إعلامية مقابلة، بهدف تقويض الهجوم الإعلامي الإسرائيلي المتضرر من المصالحة. 
 
الترهيب الإسرائيلي، تختصره عبارة تصدرت الكاريكاتور: "إلى نهاية العالم"، كتب الرسام فوق صورة طائرة محطمة، يبدو فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس جريحاً بعد سقوط طائرة المفاوضات، كما يبدو رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في حالة يُرثى لها. هذا الرسم يواكب "نعي" المسؤولين الإسرائيليين لمسار التفاوض مع إسرائيل بعد المصالحة. ويبدو أنه يهدف الى زرع الشكوك في العالم، من أن المصالحة ستعيد المشهد المتوتر في الأراضي المحتلة الى الواجهة. 
 
وعادة ما تنتهج إسرائيل أسلوب الهجوم الإعلامي لترهيب العالم، أو تضليله، حول قضايا مرتبطة بالفلسطينيين. تستفيد الدولة العبرية من شبكة علاقات إعلامية عالمية لتقويض مسارات سياسية وديبلوماسية تهدف إلى حلول في الأراضي المحتلة. وتأتي هذه الحملة، بعد أيام من حملة مشابهة، حاول عبرها إعلاميون إسرائيليون إظهار الطرف الفلسطيني مسؤولاً عن تعثر جولات التفاوض. 
 
وتجلى الموقف الإسرائيلي، قبل عشرة أيام، بمطالبة صحيفة "إسرائيل اليوم" بإطلاق حملة إعلامية دولية للدفع بموقف إسرائيل إلى الأمام، من خلال التأكيد على "تعنت" الفلسطينيين وعدم استعدادهم لتقديم تنازلات في سبيل تحقيق اتفاق يقر حل الدولتين، وإظهار الفلسطينيين بأنهم "متعنتون" بقضايا "حق العودة للاجئين"، و"إعلان إنهاء الصراع" و"الإعتراف بيهودية دولة إسرائيل". وبررت الصحيفة الإسرائيلية لوجوب إطلاق الحملة، بتوقعاتها أن "يبدأ الفلسطينيون حملة عالمية قوية للتنديد بنا ووصمنا وسلبنا شرعيتنا ومقاطعتنا".
 
توقعات الإسرائيليين، لم تتحقق حتى هذه اللحظة. لم تبادر وسائل الإعلام الفلسطينية، أو المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني بحملة، ضرورية، للدفاع عن المصالحة، وكشف نوايا إسرائيل. لا يزال هذا الإعلام في طور دراسة خطواته.. وقد تجلى ذلك في مؤتمر أعمال منتدى فلسطين الدولي للإعلام "تواصل"، الذي انتهت فعالياته اليوم الخميس في اسطنبول، وناقش أهمية تسليط الضوء على الإعلام الفلسطيني بكل جوانبه وزواياه المختلفة، بما يعزز من صموده أمام آلة الإعلام الإسرائيلية.
 
اليوم، يبدو الإعلام الفلسطيني مدعواً، أكثر من أي وقت مضى، إلى إطلاق حملة دعائية مدافعة عن الحق في الوحدة، والحق في حصول الفلسطينيين على دولتهم وحقوقهم الإنسانية. وفي مقابل الحملات المتواصلة التي تدعو إليها إسرائيل، لا سبيل للردّ إلا بالإعلام المضاد، بهدف تحقيق تغيير في الموقف الأميركي المتضامن مع إسرائيل، والمشكك في المصالحة. 
 
increase حجم الخط decrease