الخميس 2014/04/17

آخر تحديث: 02:22 (بيروت)

عيد الفصح.. لم يسعف الحركة التجارية

الخميس 2014/04/17
عيد الفصح.. لم يسعف الحركة التجارية
عيد الفصح أعاد للحمرا نشاطها بنسبة 10% فقط (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
لم تعد دلالة عيد الفصح، أو عيد القيامة، تشير الى الصحوة من الموت والعودة الى الحياة، بالنظر الى الحركة التجارية في لبنان خلال هذه الفترة من العام. فعيد الفصح الذي يعني قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه وموته، لم يشفع للحركة التجارية التي تنشأ بإسم العيد، بأن تنشط، فالجولة على بعض الشوارع ذات الطابع التجاري، تدل على ان أجواء الجمود تسيطر على السوق، بفعل عوامل عديدة أبرزها الوضع الأمني والوضع الإقتصادي المتردي، المسيطر على لبنان منذ ما يقارب السنوات الثلاث.
التراجع الإقتصادي لا يزال يبسط يديه ليغطي كل المناطق اللبنانية، وإن اختلفت المناسبات. أما تشكيل حكومة تمام سلام وإستقرار الوضع الأمني نسبياً وإنخفاض موجة التفجيرات، فلم تفلح هي أيضاً في إستعادة ثقة المستثمرين والمستهلكين، وبالتالي تنشيط الحركة التجارية، ناهيك عن ان السياح العرب، وخصوصاً الخليجيين، لم يصدروا بعد قرار العفو عن لبنان، ولم يحاولوا حتى الساعة إظهار نيتهم بالعودة الى أسواقه التجارية كما في السابق. وفي أسبوع عيد الفصح، تستمر مؤشرات جمعية تجار الأشرفية بإعطاء الدلائل على سوء الحركة التجارية هناك، فالمقارنة بين حركة الأسواق في هذه الفترة من العام، وبين تلك التي شهدها العام الماضي والأعوام التي سبقت، فنلاحظ "تراجعاً بنسبة تتراوح بين 30 و35 في المئة على الأقل، برغم وجود بعض التحسن في النشاط التجاري في الشهر الحالي مقارنة مع الفترة نفسها من شهر آذار الماضي"، وفق ما يفيد به رئيس جمعية تجار الأشرفية طوني عيد لـ "المدن". أما حسومات شهر الأعياد، فلم تعرفها أسواق الأشرفية، لكن "الحسومات الموجودة في بعض المحلات، هي بسبب التصفية على بضائع الموسم الشتوي، ولا علاقة لها بعيد الفصح"، يتابع عيد، "هذه الأزمة لا ترتبط بالناحية التجارية، هي أزمة أمنية وسياسية، وبنتيجتها قاطع السياح العرب لبنان، وأثر ذلك على الحركة التجارية عموماً".
حال الأشرفية كحال منطقة الحمرا المعروفة بأنها منطقة تجارية بإمتياز، وشهرتها وصلت الى حد الدلالة على الشارع لمجرد ان يذكر أحدهم التجمعات واللقاءات والتجارة. وتراجع النشاط الإقتصادي في لبنان، إنتزع من شارع الحمرا بريقه التجاري، وأبقى على ذكريات محبي التسوق، الذين يأملون بعودة المياه الى مجاريها، أما فصح شارع الحمرا، فلم يقدّم سوى "تحسن بنسبة 10% في الحركة التجارية"، بحسب ما يقوله رئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني لـ "المدن"، أما السبب، فهو أيضاً "الوضع الأمني والإقتصادي، الذي أبعد السياح عن لبنان وأسواقه، وأبعد اللبنانيين المغتربين الذين كانوا ينتظرون في الغالب مواسم الأعياد لكي يعودوا الى لبنان"، وبرغم التحسن النسبي، إلا ان النسبة ما تزال "دون المستوى المطلوب".
شكاوى التجار لم تقتصر على بيروت بمختلف شوارعها وأسواقها، بل إمتدت الى الجبل اللبناني، لأن مفاتيح الأمن والإقتصاد اللبناني، تفتح جميع الأبواب. وبما ان الأبواب ما تزال مغلقة، فإن أسواق منطقة عاليه ما زالت تسجّل "ضائقة تلو الأخرى، دون وجود أي بوادر للتحسن"، كما يشير رئيس جمعية تجار عاليه حبيب خدّاج، فمعدل التراجعات "ما زال يرتفع، بنسب تفوق التوقعات، وتزيد عن 60%. ويترافق التراجع مع حركة إقفال لبعض المحلات، لكن مقابل الإقفال هناك من يعيد إستثمار المحلات المقفلة ويعيد فتح أبوابها، لكن ليس لفترات طويلة، إذ سرعان ما يعيد المستثمرون الجدد إقفال أبوابهم، وهكذا تستمر الحال".
تكرارا الكلام بين التجار في مختلف المناطق ليس سوى دلالة على تكرار المشهد السلبي الذي تعيشه الأسواق التجارية اللبنانية. وما يثير القلق أكثر في هذا الخصوص، هو عدم تبدل الجمود رغم محاولات إحداث صدمات تجارية تصحبها معها مواسم الأعياد، وفي ذلك مؤشر، يبدو بأنه سيبقى حالياً مرسوماً بإتجاه الأسفل.
 
increase حجم الخط decrease