الجمعة 2014/04/11

آخر تحديث: 02:20 (بيروت)

المصارف تشهر سيف المحاباة.. والفوائد

الجمعة 2014/04/11
المصارف تشهر سيف المحاباة.. والفوائد
باسيل أوضح لوزير المال، خلفيات تصريحه الهجومي الخميس (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
المؤتمر الذي دعت إليه جمعيّة مصارف لبنان عند الساعة الثانية عشرة تأخرّ حوالي الساعة، إلّا أن التأخير هذا بدا نتيجة طبيعيّة لإحتدام المشكلة بين رئيس جمعية المصارف، فرنسوا باسيل، وبين بعض الجهات الرسمية. فقد جاء باسيل رأساً من وزارة المال حيث إلتقى الوزير علي حسن خليل إلى مقرّ الجمعية، حيث كان الإعلاميون ينتظرون.  
فقد أدى إتهام باسيل النواب والسياسين بـ"سرقة المال العام" في تصريحه أمس، إلى إستياء رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وإلى إمتناعه عن إستقبال باسيل، واصفاً إضراب اليوم "بمن يطلق النار على رجليه"، ومؤكداً أنّ "تملص  المصارف منذ باريس 3 عن دفع أي ضريبة، لن يمر". هذا عدا عن دعوى القدح والذم التي رفعها النائب هاني قبيسي إستنكاراَ لإتهام باسيل للنواب بسرقة المال العام.
تأخّر المؤتمر كان ضرورياً، إذن، لحل الخلافات في ما بين "أهل البيت" بحسب توصيف أحد أعضاء الجمعية، الذي أجاب بالنيابة عن باسيل لدى سؤاله عن الدعوى المقامة ضده: "مش مشكلة، من أهل البيت". والتوصيف هذا أكثر من كافِ لشرح طبيعة العلاقة ما بين السياسيين وأصحاب المصارف. اذن "أهل البيت" قد يتخاصمون ولكنّ سرعان ما تحلّ مشاكلهم طالما أنّ مصالحهم واحدة. وتجميد الدعوى التي رفعها القبيسي خير دليل على ذلك. 
"لم أتهجم على أي نائب ولم أتطرق إلى ذكر دولة الرئيس الذي أكنّ له كل إحترام، بل بالعكس أعتبر أنّ برّي هو الشخص الذي يقوم دائماً بحل المشاكل"، يقول باسيل شارحاً تصريحه أمس. إلّا أنه وفي سياق الحديث ذاته يشرح أنّ "السياسيين هم السبب في ما يحصل وفي المأزق الحاصل، وقضية سلسلة الرتب والرواتب ليست وليدة اليوم وكان يجدر إيجاد حلول لها منذ عشر سنوات". إذن، أي سياسيين يقصد باسيل إن كان يستثني النواب؟ وكيف لبرّي، الذي يحلّ كل المشاكل على حدّ قوله، أن يعفى من مسؤوليته تجاه مشكلة موجودة منذ عشر سنوات؟ لا أحد يعلم طبعاً. 
مصلحة كل لبناني هي مصلحتنا، نحن بموقفنا ندافع عن مصالح لبنان"، يقول باسيل، وخوفه على مصلحة المواطنين سرعان ما يتضح حين يقول "اذا المواطن ما عم بطلّع مصاري ما ح يقدر يصرفها، وبالتالي اذا انخفضت القوّة الشرائيّة لن يستطيع المواطن القيام بواجباته تجاه عائلته وتجاه الوطن، كيف سيستطيع التعامل مع المصارف؟". همّ باسيل، إذن، ينحصر في تمكين المواطن إلى الحدّ الذي يؤهله تشغيل أمواله في المصارف.
في كلمته تحدّث باسيل عن حق اللبناني في العيش بكرامة، وعن الإستقرار المالي والإجتماعي الذي أمنته جمعيّة المصارف بالتنسيق مع وزارة الماليّة ومصرف لبنان طوال العقدين الماضيين. لكن، عن أي إستقرار يتحدث باسيل طالما أن القروض السكنية والتعليمية هي الغالبة على 370 ألف قرض توفرها المصارف، وفقاً لإحصاءاته، أي قروض مدعومة الفوائد من قبل مصرف لبنان؟ وهل استدانة اللبنانيين بفوائد عالية من أجل توفير أبسط حقوقهم يندرجان في خانة العيش الكريم والإستقرار اللذين قصدهما باسيل؟ 
"نحن كقطاع مصرفي لا نتوانى عن تحسين أوضاع العاملين في مؤسساتنا المصرفيّة وتوفير مقوّمات العيش الكريم واللائق لموظفي القطاع"، يقول باسيل متناسياً محاولة الجمعيّة منذ أقل من عام قضم حقوق موظفيها، في ما يخصّ العقد الجماعي. على كلّ، نقابة موظفي المصارف كانت من أوائل الذين أعلنوا تأييدهم لمطالب هيئة التنسيق النقابيّة. 
إحدى النقاط، في كلمة باسيل، خصصت لتعداد ما قامت به جمعيّة المصارف من دعم مالي للبنان واللبنانيين في أيام المحن. وقد وثقت جميع الأمثلة بالأرقام. ملايين الدولارات قدّمتها الجمعيّة للوقوف إلى جانب اللبنانيين. الملايين هذه، التي تمنّن المصارف اللبنانيين بها، كانت كدّستها  عبر "التملص منذ سنوات من واجباتها بدفع الضرائب"، على حدّ قول برّي اليوم في مجلس النواب. 
وبرغم تشديد باسيل على ان "مطلب إقرار سلسلة الرتب والرواتب هو مطلب حق واستحقاق"، إلا انه لم ينس التأكيد إن الزيادات الضريبية المقترحة ستنعكس زيادة في معدلات الفائدة على القروض. 
خلاصة القول ان المصارف ستحمّل عملاءها، كل الزيادات التي يفترض بها هي ان تتحمّلها. 
increase حجم الخط decrease