الخميس 2014/04/10

آخر تحديث: 00:11 (بيروت)

ستّ سنوات من الارتجال لكسر ال'عيب'

الخميس 2014/04/10
ستّ سنوات من الارتجال لكسر ال'عيب'
increase حجم الخط decrease
 يوضح المخرج الشاب لوسيان بو رجيلي كيف تطورت تجربته مع المسرح الارتجالي والتفاعلي منذ إنشاء مجموعة  Improبيروت في آذار من العام 2008 حتى اليوم. ففي البداية مع مسرحية "متلنا متلك"، كانت المجموعة تختبر عالماً جديداً إن من جهة جهوزية الممثلين أو معرفتهم بكل تفاصيل هذا الفن الذي مضى على وجوده عالمياً ما يفوق الثلاثين عاماً. أو  من جهة وقعه على الجمهور اللبناني والعربي الذي لم يعتد المشاركة في المسرح بـأكثر من تعليق مشجع يلخص بالإطراء المعهود على شاشة التلفزة التي حرص على زرعها أمام صالة العرض لاستخراج أقوى عبارات الإعجاب من جماهيرها: "بنصح الكل يجي ويشجّع الصناعة اللبنانية. عرض موفق كتير.. كتير حلو".
ومع تعرف مجموعة  Impro بيروت على عالم الارتجال العالمي ووصولها كفرقة تمثل العالم العربي ولبنان في المحافل الدولية، برزت تجربة بو رجيلي وفريقه كمشروع طويل الامد أبى إلا أن يحارب الرقابة الذاتية لمجتمعنا أولاً والرقابة النظامية على الفنون عامة. 
 
 
- ماهي أهداف المسرح التفاعلي وما وقع تأثيرها على المشاهد المشارك؟ 
 
المسرح التفاعلي هو الذي يُقدّم إلى الجمهور فرصة المشاركة في أحدث الأعمال المسرحية مما يميّز هذا النوع من الفنون عن غيره لإمكانية اختبار إحساس الجمهور إلى الحد الأقصى الممكن. 
هذا النوع من المسرح يتغير فيه الجمهور المشارك وهويته وفئاته مما يجعل من كل ليلة مسرحية مختلفة بـتجربة خاصة حتى يصبح المشاهد مخرج أو كاتب هذا العمل. في هذا النوع من المسرح يعيش المشاهد تجربة ليس فيها لحظة شرود واحدة أو ملل لأنه البطل في هذا السيناريو. 
 
 
- ما هو المسرح الارتجالي؟ بماذا يختلف عن المسرح التقليدي؟ 
 
المسرح الارتجالي هو أقصى نوع من كسر ضوابط وقواعد المسرح التقليدي. ففي حين أن المسرح التفاعلي يشرك الجمهور في نصف العمل ويبقي على بداية ونهاية الكتابة، نجد في المسرح الارتجالي كل الاحتمالات مفتوحة على المجهول. وللمشاهد الحق والسلطة المطلقة في التحكم بـمصير العمل وحتى اختيار الممثلين في بعض الأعمال. هو ببساطة الاختبار المطلق.
قدمنا مسرحية 66 دقيقة في دمشق، تعرف بالانغماسية أو  Immersiveوذلك لكونها تجمع بين نوع ال Site Specific وال Promenade والارتجال في عمل واحد وفيه يتنقل المشاهد مع العمل بين أماكن مختلفة. كثيرة هي الأعمال التي تناولت موضوع السجون السورية وما يحصل في عهد  الرئيس بشار الاسد ولكن  لم يكن بالإمكان تحفيز تواصل ممثل لتجربتنا في تلك المسرحية. اذ إن الجمهور أجبر على التفاعل مع الحدث في كل لحظة، منذ  "اعتقاله" حتى أطلق سراحه. 
في اختبار الحضور اللبناني، نعرف كممثلين لبنانيين عقلية مجتمعنا وتوقعنا قلة معرفة المشاهد اللبناني بالمسرح الارتجالي. لم يعتد المخاطرة في هكذ انواع من الأعمال بعد. أما في خصوصية تجربتنا اللبنانية في المسرح الارتجالي، فقد لعبت عفويتنا وقلة خبرتنا مقارنة بعمالقة هذا الفن العالميين دوراً إيجابياً لصالحنا. ففي حين لا نزال نحتفظ بعفويتنا التي هي الهيكل الأساسي لبناء مسرحية ارتجالية، لاحظنا في جولاتنا العالمية أن بعض المتمرّسين بات يفكر في ما يفعل أكاديمياً لكثرة اختباره هذا النوع من العمل. ولذلك ومع أن المسرح التفاعلي متشابه عالمياً تبقى لتجربتنا نكهة خاصة بـحسب ملاحظة وتعليق المشاركين الدوليين. 
 
 
- في متابعة موضوعات تلك الأعمال المسرحية، نرى كيف أن غالبيتها اجتماعي نقدي. هل تؤمن بتحميل الفن رسالة؟ 

لست بالضرورة مع تحميل  الفن رسالة اجتماعية ولكني أرى ضرورة أن يحرّك الفن شعوراً ما في المشهد. إذ سيكون له علاقة بهذا المشاهد .ولكن هذا لا ينفي حصرية أن يوصل الفن رسالة  ما. بالنسبة لي أهم ما في الفن المسرحي  هو التواصل. قد لا يغيّر ذلك حياتنا، قد يغير يومنا، ولكن بالتأكيد سيترك أثراً. 
 
66minutes.jpg
من عرض "66 دقيقة"
 
- ما الهدف من إنشاء مجموعة Impro beirut ؟

كنا ومازلنا ننشد الاستمرارية. أردنا كذلك تشجيع المسرح الارتجالي في لبنان والشرق الأوسط و تطوير أدائنا في الممارسة والإدارة، وتطوير مجتمع المسرح الارتجالي في العالم العربي عبر إقامة جسر متين بين الارتجال الشرق أوسطي والعالمي.
الارتجال شكل من أشكال الفن الحيوي والقابل للاستمرارية الذي رفع مستوى الوعي و التواصل مع المجتمع  وتشجيع حرية التعبير . أنا أؤمن بأن هذا النوع من الفنون قادر على مناصرة حرية التعبير وكسر الصمت والفروض الاجتماعية الكاذبة ولكن لا شيء من ذلك سيتحقق في ظل فرض قوانين الرقابة التي لا تزال قابلة للتطبيق في هذه المنطقة. نعم باستخدام المسرح، ينطلق الحوار. المواجهة مع الرقابة لم تكن سهلة إن كان مع مسرحية  بتقطع أو ما بتقطع" أو مع غيرها من الأعمال السابقة ولكن لن يمنع ذلك استمرارنا. 
 
 
- ماذا عن الرقابة وتأثيرها على المسرح الارتجالي؟

يوم بدأنا كمجموعة وبعد أن فوجئنا بمدى انتشار هذا الفن عالمياً، كان السؤال لماذا لم نسمع به من قبل في لبنان، وضرورة مراقبة النص هي السبب. وذلك غير ممكن في المسرح الارتجالي الذي ليس فيه نصّ محضّر ولا يخضع للتجريم في حال الخروج عن المواضيع المذكورة بالإذن من المسلمات والحرب والمرأة والدين. 
كيف لي أن أتوقع أن ما سيقوله المشاهد هو ضمن المسموح به أو لا؟ هنالك قلق دائم وأعتقد أن ذلك يحدّ الكثير من عملنا في المسرح الارتجالي. يجب أن يكون همّنا الأول والأخير أن نقوم بـعرض موفق وليس أن نتفادى طرح المواضيع الممنوعة. لأن ذلك يقتل العفوية فينتهي الارتجال.
 
 
- كيف تعلّق على ازدياد وتيرة  الأعمال المسرحية أخيراً؟ 

مع أن في ذلك إيجابية كبيرة، إلا أنه نظراً إلى قلّة جمهور المسرح، قد نكون في طور خسارة هذا الجمهور في حال عدم تقديم أعمال على المستوى المطلوب. من السهل جداً الحكم على المسرح ككل بالنظر إلى أعمال غير جدية وتجارب دون المستوى. وقد تكون المشكلة أيضاً بعدم تصنيف تلك الأعمال في خانات بمعنى مفاجأة المشاهد بمحتوى غير متوقع عما صوّر له الإعلام بهدف جمع أكبر عدد ممكن من الحضور.   
 
increase حجم الخط decrease