الجمعة 2014/04/18

آخر تحديث: 05:38 (بيروت)

دمشق تعد للانتخابات.. وحمص للحرب

الجمعة 2014/04/18
دمشق تعد للانتخابات.. وحمص للحرب
إنفجار سيارة مفخخة أمام جامع بلال الحبشي في حمص تسبب بمقتل 9 أشخاص وجرح العشرات (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
يأتي قرار النظام السوري فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية الاثنين المقبل، الذي أعلنه وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، مدفوعاً بانجازات ميدانية حققتها قواته، بعد سيطرتها على مناطق واسعة في القلمون وحمص، وتهجير واسع النطاق لأهلها. لا يهم النظام في ذلك، وقوع ما يقارب نصف البلاد خارج سيطرته، ولا التحذيرات الدولية من نسف مقررات "جنيف 1". لا بل أن التصعيد الأخير وغير المسبوق، الذي تخوضه قوات النظام في حمص القديمة، يتم في ظل تعطيل روسيا لمشروع إعلان جديد عن مجلس الأمن، يدين العمليات في المدينة المحاصرة.

وكانت قوات النظام قد قصفت بالمدفعية الثقيلة، يوم الجمعة، مدينة داريا وعدداً من مناطق الغوطة الشرقية إضافة إلى حي جوبر بدمشق. وأغار سلاح الجو منذ ساعات الصباح على بلدتي سقبا والمليحة بريف دمشق، حيث تتعرض هاتان البلدتان منذ أسابيع لغارات كثيفة أدت إلى مقتل وجرح عشرات من المدنيين.
 
وفي حلب، قُتل أربعة مدنيين وأصيب عدد آخر في غارات لقوات النظام بالبراميل المتفجرة على حي البستان في حلب، يوم الجمعة. مع استمرار الاشتباكات عنيفة في منطقة الجزيرة ومحيط جبل شويحنة، وسط قصف لقوات النظام على تلك المناطق. وكانت قوات المعارضة المسلحة، قد بدأت خلال الساعات الماضية، هجوماً ضخماً على ثكنة هنانو العسكرية في شمال شرقي مدينة حلب. وتمكنت من اقتحام أجزاء منها لفترة وجيزة، بعد أن فجّرت ثلاثة أنفاق تحت أبواب الثكنة الاستراتيجية. لكن النظام استعاد السيطرة على الثكنة، وبثت قنوات الإعلام الرسمية تقارير عن صد الهجوم.
 
كما قصفت قوات المعارضة بقذائف الهاون تمركزات لقوات النظام على أسوار مطار دير الزور العسكري. بدورها، ردت قوات النظام بقصف عنيف على عدد من الأحياء بالمدينة تزامناً مع اشتباكات عنيفة في حي الصناعة. وفي حماة ألقت الطائرت المروحية البراميل المتفجرة على مدينتي كفر زيتا ومورك في الريف الشمالي، وسط اشتباكات عنيفة على أطراف مورك، في حين استهدف الجيش الحر بصواريخ غراد مطار أبو الضهور العسكري في إدلب. ترافق ذلك مع قصفت قوات النظام أطراف مدينة سرمين بريف إدلب.
 
وفي مدينة درعا جنوب البلاد، استهدف الطيران الحربي السهول الشمالية للمدينة الرياضية ودرعا البلد وطريق السد ومخيم درعا، في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدات المسيفرة والكحيل وبصر الشام والنعيمة وبلدة الغارية الغربية بريف درعا. 
 
سقوط الصواريخ مجهولة المصدر على أطراف مدينة السويداء استمر لليوم الثالث، دون وقوع إصابات أو أضرار. الناشطون يتهمون النظام بالتصعيد لتخويف المدينة بعد ما شهدته من هبة شعبية قبل أيام.
 
وعلى جبهة الأحياء المحاصرة في حمص، أحرزت قوات النظام تقدماً جديداً، بعد قصف عنيف بالمدفعية والطائرات الحربية، في إطار عمليتها العسكرية التي بدأتها قبل أيام ضد أحياء المدينة المحاصرة. كما أن قصفاً براجمات الصواريخ والاسطوانات المتفجرة والدبابات استهدف حي الوعر، بالتزامن مع اشتباكات في منطقة الجزيرة السابعة بالحي، مما أدى الى وقوع ضحايا ودمار واسع. وبث ناشطون على صفحة مخيم العائدين في حمص مقاطع مصورة لإنفجار سيارة مفخخة، أثناء خروج المصلين، من جامع بلال الحبشي بعد صلاة الجمعة، مما تسبب في مقتل 9 أشخاص وإصابة 36 بينهم فلسطينيون من مخيم العائدين، بحسب ما ذكرت الصفحة.
 
الهجوم على مدينة حمص القديمة والمحاصرة منذ عامين، يعتبر الأعنف من نوعه، وسط مخاوف من اقتحامها، وحدوث مجازر كبرى فيها، حيث ما زال أكثر من ألف مقاتل يتحصنون بداخلها متعهدين الدفاع عن "عاصمة الثورة". 
 
وكان المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، قد قال في بيان صدر عنه الخميس، أن الاتفاق الذي أبرم على هامش مؤتمر "جنيف 2"، بين المعارضة المسلحة والسلطات السورية، في حمص قد انهار. الإبراهيمي قال: "إنه لأمر مقلق أن تتحول حمص، من جديد إلى مسرح للموت والدمار". 
 
مناشدة الإبراهيمي لرفع الحصار عن حمص، حثت مجلس الأمن على عقد جلسة طارئة لبحث لبحث الوضع الإنساني في المدينة المحاصرة. الجلسة انعقدت الخميس، لكن من دون الإتفاق على البيان الصحافي الذي اقترحته بريطانيا. وعوضاً عن ذلك، أعلنت الرئيسة الدورية للمجلس أن الدول الأعضاء أعربت عن "قلقها العميق" حيال مصير العالقين بسبب المعارك في القسم القديم من مدينة حمص، في حين طلبت السفيرة الأميركية في بيان من "كل الدول التي لها نفوذ على دمشق أن تمارس ضغطا على النظام"، كي يستأنف المحادثات بشأن رفع الحصار عن حمص. وقال السفير البريطاني إن "المدنيين المحاصرين في القسم القديم من مدينة حمص وفي حي الوعر بسبب هجوم النظام معرضون فعلا لخطر الموت". بدوره، أوضح السفير الفرنسي أن روسيا عطلت مشروع قرار فرنسي-بريطاني يدعو النظام إلى رفع الحصار عن حمص.
increase حجم الخط decrease