الجمعة 2014/04/18

آخر تحديث: 01:04 (بيروت)

طريق فلسطيني اسرائيلي مسدود

الجمعة 2014/04/18
طريق فلسطيني اسرائيلي مسدود
الطرفان يعقدان اجتماعاً جديداً الجمعة (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
لم تعد نتائج المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مهمة. اليوم، كل السبل تتجه نحو إقناع الطرفين بضرورة تمديد المفاوضات، ومسألة النتائج تحسم في ما بعد. لكن حتى هذا الأمر، لا يبدو أن تحقيقه سهل، ولا سيما أن الولايات المتحدة تفقد كل يوم قدرتها على التأثير على مواقف الطرفين، من خلال قيام كل منهما بإجراء خطوات تصعيدية.

اجتماع جديد الجمعة، يعقد استمراراً لجلسة جمعت الطرفين يوم الخميس، استمرت ست ساعات متواصلة في القدس المحتلة، لم تحرز أي تقدم جديد. طرح الإسرائيليون خلالها حلاً وسطاً للإفراج عن الأسرى، عبر صفقة تقضي بإبعاد 5 أسرى إلى غزة و5 آخرين من أصل 30 إلى الأردن وقطر. فكان الجواب الفلسطيني رافضاً للاقتراح بالمطلق.

الأوساط الإسرائيلية، وصفت لقاء القدس المحتلة الأخير، بشديد الصعوبة. لم يُحدث اللقاء أي اختراق في المساعي الرامية لإنقاذ عملية التسوية المتعثرة. ولا تزال الهوة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي كبيرة، ولا يزال الراعي الأميركي بلا أي تأثير. جلسة الجمعة لن تكون مشتركة. الراعي الأميركي سيعقد جلسات منفصلة مع الطرفين، هذا ما يتضح حتى الآن.

يقول دبلوماسي أوروبي في القدس المحتلة، لـ"المدن": إن واشنطن تركز الآن، ليس على إحراز تقدم في عملية المفاوضات، بل على إيجاد صيغة يمكن أن تؤدي إلى تمديد حتى ولو كان مؤقتاً للمفاوضات، في ظل تلاشي قدرتها على التأثير على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

تقديرات الدبلوماسي الرفيع، تشير إلى أن السلطة الفلسطينية تحاول الحصول على دفعات جديدة من الأسرى وتنفيذ التزامات إسرائيل السابقة، لكي تظهر للشعب الفلسطيني وكأنها حققت إنجازاً من تمديد المفاوضات، لكن الائتلاف الحكومي في إسرائيل وواشنطن نفسها، لا يملك دفع ثمن كهذا في هذا الوقت. ومن هذا الباب يرى الدبلوماسي الأوروبي أن السلطة الفلسطينية في حالة صعبة، في ظل غياب أدنى مقومات الدعم العربي السياسي والمالي لها.

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الجمعة، أن وثيقة أعدها رئيس الجانب الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، يستدل منها أن توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، خُطط له مسبقاً، ولا علاقة له بمسالة الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين.

وجاء في الوثيقة المسربة، أن تقديم الطلب الفلسطيني للانضمام إلى معاهدات دولية، يشكل تجسيداً للحقوق الفلسطينية، وأنه غير منوط بالمفاوضات، أو بأي اتفاق قد يتم التوصل إليه.

فلسطينياً أيضاً، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال من عمّان، الخميس، إنه "لا تمديد للمفاوضات إلا بتقديم رؤية واضحة لعملية السلام".

وعلى هامش اجتماع لجنة الشؤون العربية والدولية مع عباس في عمّان، أكد الأحمد أن كل الجهود تنصبّ حالياً على محاولة إنقاذ عملية السلام من الجمود الراهن، ولمنع الوصول إلى طريق مسدود نتيجة للتعنت الإسرائيلي القائم. ويلفت الأحمد إلى أن الوسيط الأميركي يسعى حالياً لاقتناص قرار فلسطيني بتمديد المفاوضات مع إسرائيل، مشدداً على أن السلطة لديها "حتماً خيارات لمواجهة أي تطورات في ملف المفاوضات".

في شأن إسرائيلي داخلي، لكنه ذو تأثير أكيد على ملف المفاوضات وعملية التسوية مع الفلسطينيين، أظهرت نتائج استطلاع جديد للرأي العام الإسرائيلي تغلب تكتل رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان، والنائب الليكودي السابق موشي كحلون، على حزب "الليكود" حال خوضهم الانتخابات. هذا الأمر يشكل انقلاباً في التركيبة السياسية في إسرائيل، ويفتح الباب أمام شغل ليبرمان منصب رئاسة الوزراء للمرة الأولى.

وبينت نتائج الاستطلاع الذي أجرته القناة العبرية العاشرة مؤخراً ونشرته مساء الخميس أن تكتل ليبرمان-كحلون، سيحصل على 23 مقعداً مقابل 19 مقعداً لـ"الليكود". أما الخاسر الأكبر في الانتخابات المقبلة فسيكون حزب "هناك مستقبل" الذي يقوده الإعلامي الإسرائيلي يائير لبيد، حيث سيحصل على 10 مقاعد فقط مقابل 19 حصل عليها في الانتخابات الأخيرة، وذلك في مقابل حصول الأحزاب العربية مجتمعة على 11 مقعداً، في حين سيحصل حزب "شاس" الشرقي المتدين على 9 مقاعد فقط .


increase حجم الخط decrease